في ذكرى ميلاده عادل أدهم... محطات في حياة "البرنس"

الأحد، 08 مارس 2020 11:32 م
في ذكرى ميلاده عادل أدهم... محطات في حياة "البرنس"
عادل أدهم
ولاء عكاشة

 
 
فشل من وجهة نظره أن يكون «دنجوان السينما المصرية» في الخمسينيات، لكنه أصبح وبلا منازع «البرنس» الذي خلد اسمه بجانب أساتذة الشر في السينما المصرية أمثال "محمود المليجي، توفيق الدقن، ذكي رستم"، فكان لصوته الأجش وملامح وجهه الصارمة التي يملؤها الدهاء والمكر، سببا رئيسيا في تميزة بجيمع الشخصيات التي جسدها في أفلامه، والتي ما زالت عالقة في أذهان المصريين حتى هذه اللحظة، ولعل دوره في فيلم "حافية على جسر الذهبة" كان له الدور الأكبر من بين تلك الأدوار.
 
إنه العظيم عادل أدهم، الشرير الطيب الذي أحبه الجميع وتعلق به، وبعظمته في تجسيد أدوار الشر المطلق، ويوافق اليوم الأحد 8 مارس ذكرى ميلاده، فكان من صغره مولعاً بالفن عاشقا للتمثيل، ورغم ما مر به العملاق من عقبات في بداية مشواره الفني، إلا أنه أثرى السينما المصرية والعربية بكثير من الأعمال الناجحة.
 
في تجربته الأولى للدخول الى عالم الفن، تعرض لصدمة كبيرة من الفنان أنور وجدي الذي قال له إنه لا يجيد التمثيل وليس لديه أي موهبة "انت لا تصلح للتمثيل الا أمام المرآة"، ليتجه بعدها الي الرقص والذي ظل هوايته المفضلة طيلة مشواره الفني، وعن طريق الرقص ظهر الراحل في فيلم "ليلى بنت الفقراء" ضمن فرقة علي رضا، وبعدها قام بأدوار صغيرة في عدد من الأفلام، ولسبب ما تملك اليأس منه وقرر الإبتعاد عن السينما، والإتجاة إلى برصة القطن بالأسكندرية، ولكن كان للقدر لعبته ، عندما جاء قرار تأميم الشركات في هذا الوقت. حزن أدهم كثيرا وقرر السفر خارج مصر وأثناء إنهاء الأوراق الخاصة بالسفر قابل المخرج "أحمد ضياء" الذي اقتنع بموهبته وقدمه في فيلمه "هل انا مجنون" عام 1964 فكان الأنطلاقة الحقيقية في مشواره الفني.
 
 المعلم والقواد ورجل الدولة القوي والفاسد، والنصاب والمتسلط، جميعها أدوار أبدع فيها الراحل وأحبها جمهوره كثيرا، ولكن خلف الكاميرات كانت هناك حياة أخرى يملؤها الحزن، والحسرة على ابنه الوحيد الذي رفض الأعتراف به، ومشاعر الأبوة التي  ظل يحلم بها ويبحث عنها طيلة حياته ولم يجدها حتى مع إبنه.
 
 ففي بداية حياته تعرف أدهم على فتاة يونانية تدعى "ديمترا" وأحبا بعضهما وقررا الزواج رغم وجود الكثير من العقبات، وعاشا سويا في بيته بمصر، ولكن مع مرور الوقت ذهب الحب وبقيت الخلافات الحادة والمشاجرات اليومية ، ولانها كانت تحبه كثيرا تحملت عصبيته المستمرة وإهماله لها، وفي أحدى الأيام وصل البيت في وقت متأخر ودب بينهما شجار وقالت له أنها مريضة وبحاجه إليه وكانت وقتها حامل بإبنه الوحيد ، ولكنه لم يهتم وتركها، وفي الصباح عندما أستيقظ تفاجئ بعدم وجودها، ظن في البداية أنها ذهبت للتسوق ولكن مع تأخر الوقت ظل يبحث عنها وأبلغ الشرطة بغيبها، إلى أن وصله خطاب من صديقة زوجته تخبره بأن ديمترا ذهبت إلى اليونان ولن تعود. 
 
على الفور ذهب أدهم إلى اليونان وبحث عنها كثيرا، لكنه لم يجدها، ففقد الأمل وقرر العودة إلى مصر وإكمال حياته، وعمله، حتى قابل السيدة "لمياة" والتي كانت تصغره بـ30 عام، وتزوجا، وقرر الألتزام في حياته الزوجية، خوفا من تقرار مأساته السابقة مرة ثانية، خاصة وأنه أحب لمياء كثيرا فكانت تمثل له كل شيء الأم والصديقة والزوجة، وكان يناديها "مامي".
 
 وبعد 25 عاما جاءه إتصال هاتفيا من صديقة زوجته تخبره، إن له إبن من "ديمترا"، وانه يشبه كثيرا، وأخذ منها العنوان وسافر إلى زوجتها والتي أستقبلته بترحاب كبير على عكس ما توقعه، ثم أعطته عنوان ابنه، وهرول الأب مسرعا، ليرى أبنه الوحيد ويأخذه بين ذراعيه، فإذا بالأبن يصده ويخيب أمله، وعندما قال له باليوناينة "أنا أبوك"، صرخ الأبن في وجهه وقال هل تتذكر إبنك بعد 25 عام، ثم أخرج بطاقته وأشار إلى أسم زوج الأم المسجل على البطاقة وقال له هذا أبي الذي أعرفه، أما أنت مجرد شخص غريب، وقعت تلك الكلمات كرصاصة في قلب العملاق ، ودخل بعدها في نوبة أكتئاب حادة، وظل حزينا على أبنه الوحيد، حتى أنه في أخر أيام كان يتمنى فقط ان يراه ويقبله. وبعد صراع مع المرض رحل عادل أدهم عن عالمنا، عن عمر ناهز الـ67 عام 1996
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة