الدكتور أحمد عمر هاشم لـ«صوت الأمة»: العلماء مطالبون بتنقية كتب التراث.. وأرفض حذف آيات من القرآن والأحاديث من المناهج
السبت، 07 مارس 2020 11:00 ممنال القاضي
لا مانع من وقف الحج لمحاصرة وباء معين لأن الله يقول «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»
تجديد الخطاب الدينى لا يعنى حذف آيات من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة.. هذا ما أكد عليه الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذى طالب بضرورة الحفاظ على التراث، مع ضرورة مخاطبة كل قوم بلغتهم وبما يتوافق مع أفكار العصر الموجودين فيه.
وقال أحمد عمر هاشم لـ «صوت الأمة» إن «كتب البخارى هى التى حمت أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم من التحريف، وكتبه هى أصح الكتب بعد القرآن الكريم، لذلك فأننى أرى أن الأمام البخارى هو أمير المؤمنين فى الحديث، رغم الهجوم الذى تعرض له ممن يريدون هدم السنة النبوية، ولعل هذا الرأى يعود لقيامى بقراءة ومراجعة كتب البخارى من أوله إلى آخره على مدار 17 عاما، وقدمت تعليقا عليه فى 6 مجلدات كبيرة، وأشهد الله أننى لم أجد فيه حديثا واحدا غير صحيح، وهو الكتاب الذى تلقته الأمة بالقبول، وقال عنه أهل السنة «إن صحيح البخارى حمى أحاديث النبى من المنحرفين».
وحول الجدل المثار عن فكرة تجديد الخطاب الدينى، قال الدكتور أحمد عمر هاشم إن «تجديد الخطاب الدينى لا يعنى تغير أية من آيات القرآن الكريم أو أى حديث من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، فهناك أمور تحدث عنها الإسلام ووصف بعضها بالحق، والبعض الآخر بالباطل، وبالتالى فعلينا نحن العلماء أن نجتهد فى توضيح أحكام هذه الأمور بما يتفق مع العصر الذى نحن فيه، لأن مثل هذه الأمور لم تكن موجودة من قبل مثل الحديث عن صناديق التوفير والشهادات الاستثمار». وأشار هاشم إلى أن «تجديد الخطاب الدينى يعنى إحياء علوم الشريعة التى جاءت فى كتب التراث على غرار كتاب الإمام الغزالى، وبالتالى فعلماء الدين مطالبون بتنقية كتب التراث، ومخاطبة كل قوم بلغتهم وبما يتوافق مع أفكار العصر الموجودين فيه».
وردا على سؤال حول التحديات التى تواجهه تجديد الخطاب الدينى، قال إنها ناتجة عن الجهل بالدين وعدم فهم النص جيدا، مضيفا «لا بد من أحياء علوم الدين، وأن يتوخى المفكرون الحذر لإرشاد الشباب لسماحة الدين، وأنه دين صالح لكل زمان ومكان».
وحول رأيه فيمن يطالب بحذف بعض آيات القرآن أو تعطيل أو حذف بعض الأحاديث فى المناهج تحت دعوى تجديد الخطاب الدينى، قال الدكتور أحمد عمر هاشم إن « هذا خطأ كبير ولن يحدث ولم يحدث من قبل، ونحن نرفض حذف أى أية أو حديث نبوى صحيح».
من جهة أخرى أكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن الالحاد ظاهرة مفتعلة يشنها أعداء الإسلام، كما أن حماية الشباب من هذه الظاهرة تستوجب تفعيل دور المؤسسات الدينية مع تفعيل دور وسائل الاعلام بشكل أكبر، ونحن فى الطرق الصوفية نرحب بكل من يقوم بتصحيح فكر للشباب من خلال الندوات واللقاءات العلمية والدينية لتصحيح المفاهيم للعامة والشباب.
وحول رأيه فى دعوات البعض بفصل الكليات العلمية عن الأزهر واقتصار جامعة الأزهر على الكليات الشرعية فقط، قال الدكتور أحمد عمر هاشم إن «المناهج الأزهرية تم تحديثها بإدخال العلوم العلمية منذ صدور قانون تعديل التعليم بالأزهر منذ عام 1961، كما أن الكليات العلمية تؤدى دورها بجوار الكليات الشرعية، ولا مانع من التأكيد على علوم الدنيا لتحقيق التنمية ولا مانع من إدخال التعليم الفنى بالأزهر».
وأيد عضو هيئة كبار العلماء قرار السعودية بتأجيل موسم العمرة بسبب فيروس كورونا، بل قال إنه لا يمانع فى منع مناسك الحج إذا ما استفحل الفيروس، وقال «لا مانع من اتخاذ القرار الحذر لمحاصرة وباء معين، ولا مانع من وقف الحج إذا لازم الأمر، لأن الله يقول «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».