خريطة الأرض ما بعد اتفاق روسي تركي حول إدلب السورية
السبت، 07 مارس 2020 09:00 ص
وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي وثيقة مشتركة تشمل عدة نقاط لتسوية الأوضاع في إدلب السورية بينها وقف إطلاق نار وإنشاء ممر آمن.
وتقول الوثيقة، التي أطلق عليها تسمية "البرتوكول الإضافي للمذكرة حول إرساء الاستقرار في منطقة إدلب لخفض التصعيد والمؤرخة بيوم 17 سبتمبر 2018" وتلاها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره التركي، مولود تشاووش أغلو: "تؤكد روسيا وتركيا التزامهما باستقلال الجمهورية العربية السورية ووحدتها ووحدة أراضيها، مشيرتين إلى حزمهما على مكافحة جميع أشكال الإرهاب والقضاء على كل التنظيمات الإرهابية التي اعترف بتصنيفها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومتفقتين مع ذلك على أن تهديد المدنيين والبنية التحتية المدنية لا يمكن تبريره بأي ذرائع.
تضمنت الوثيقة، عدة نقاط وهي، وقف كل الأعمال القتالية على خط التماس القائم في منطقة إدلب لخفض التصعيد اعتبارا من 00:01 من يوم 6 مارس عام 2020، وكذلك إنشاء ممر آمن عرضه 6 كيلومترات شمالا و6 كيلومترات جنوبا من الطريق "M4"، ليتم تنسيق المعايير الدقيقة لعمل الممر الآمن عبر قنوات الاتصال بين وزارتي الدفاع للاتحاد الروسي والجمهورية التركية في غضون 7 أيام، مع بدء الدوريات الروسية التركية المشتركة يوم 15 مارس 2020 على طول الطريق "M4"، من بلدة ترنبة الواقعة على بعد كيلومترين من مدينة سراقب ووصولا إلى بلدة عين الحور.
إلا أن الهدوء الحذر كان يسود الجبهات في الساعات الأولي فقط من الاتفاق، وقد أعلن الجيش السورى استعداده التام للرد على أي خرق من قبل التنظيمات الإرهابية المدعومة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا" التي أكدت أن المناطق التي حررتها وحدات الجيش العربي السوري خلال عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي على امتداد مئات الكيلومترات من محور كفرنبل بريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى محور غرب سراقب تشهد وقفاً للأعمال القتالية وهدوءاً على مختلف المحاور بعد دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم توقيعه في موسكو أمس حيز التنفيذ.
وكالة الأنباء السورية "سانا" أكدت أن وحدات الجيش جاهزة للرد بقوة على أي محاولة خرق من قبل التنظيمات الإرهابية التي دأبت في الماضي على خرق اتفاقات وقف الأعمال القتالية والاعتداء على المناطق الآمنة المجاورة ونقاط الجيش.
وقبيل توقيع الوثيقة، حاول النظام التركي على مدى الأسبوعين الماضيين حشد كل مرتزقته الإرهابيين وزودهم بالسلاح المتطور وشن هجمات كبيرة على مواقع الجيش في سراقب وجنوب إدلب وبعض مناطق ريفي حماة وحلب بتغطية نارية من جنوده بهدف إعادة احتلال المناطق التي حررتها وحدات الجيش لكن جميع محاولاته فشلت وتم القضاء على المهاجمين وبينهم العشرات من الجنود الأتراك الذين انخرطوا في صفوف الإرهابيين.
وحررت وحدات الجيش منذ بدء عملياتها الأخيرة في الخامس عشر من كانون الأول الماضي عشرات القرى والبلدات بريفي إدلب وحلب بمساحة إجمالية تجاوزت 1600 كم مربع وتمكنت من تأمين أوتستراد دمشق-حلب الدولي بطول 100 كم والقضاء على مئات الإرهابيين المدعومين من النظام التركي وإصابة الآلاف منهم وتدمير مئات المقرات والآليات والعربات المدرعة والمفخخات والمدافع والراجمات والدبابات.
ولكن بعد توقيع الوثيقة بـ24 ساعة نشبت عدة اشتباكات على عدة محاور، حيث أعلنت مصادر حقوقية سورية، عن مقتل 15 عنصراً مسلحاً؛ بتجدد الاشتباكات في مدينة إدلب شمال سوريا، مؤكدة أنه من بين القتلى 6 عناصر تابعة لقوات النظام السوري، و9 مسلحين تابعين لما يعرف بعناصر الحزب الإسلامي التركستاني، في الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين في محاور جبل الزاوية في ريف إدلب.
وتزامنا مع نشوب الاشتباكات، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، "ماريا زاخاروفا"، إن من حق النظام السوري، المدعوم من روسيا، محاربة الإرهاب على الأراض السورية، معتبرةً أن القضاء على ما وصفته بـ "التنظيمات الإرهابية" في سوريا، مسألة حتمية لا بد منها، مضيفة أن اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب يجدد التأكيد على مواصلة محاربة الإرهاب بكل أشكاله"، مؤكدة موقف روسيا الثابت حيال تلك المسألة.