قبل أسبوع من تنصيب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، تحديدا في 13 يناير 2017، اجتمع مسئولو الأمن القومى فى البيت الأبيض لوضع خطة استجابة لتفشى أى وباء عالمى.
ووفقا للخطة، ينتشر فيروس جديد بسرعة مقلقة، وتسبب في عرقلة النقل العالمى ويعطل سلاسل الإمدادات ويؤدى إلى انخفاض أسعار الأسهم. ومع الانتظار لأشهر لحين التوصل إلى لقاح، تواجه البنية التحتية للرعاية الصحية الأمريكية ضغوطا شديدة.
وفى مقال بدورية «فورين أفيرز» الأمريكية، قالت ليزا موناكو، والتي عملت في إدارة أوباما، إن هذا كان جزء من تدريب انتقالى أجراه المسئولون المنتهية ولايتهم فى إدارة أوباما مع الفريق القادم للرئيس ترامب. وكانت موناكو مستشارة الأمن الداخلى ومكافحة الإرهاب للرئيس أوباما، وقادت التدريب حيث جلست ورفاقها بجوار الفريق الجديد لمناقشة المخاوف الأكثر إلحاحا المتعلقة بالأمن القومى التي يمكن أن يواجهوها. وجعل أوباما ونائبه جو باييدن الانتقال المهنى أولوية قصوى، وساروا على درب سابقين الذين أجروا تدريبا مماثلا في 2009.
ومن ضمن ما تمت مناقشته احتمال أن يتحول مرض معد لأحد المخاطر الكبرى التي تواجه الإدارة الجديدة.
ومع مواجهة الولايات المتحدة كورونا، الذى أصاب أكثر من 100 شخص بالبلاد وقتل تسعة آخرين، تقول موناكو إنه مضى وقت طويل لجعل المرض الوبائى أولوية أمن قومى تتناسب مع التهديد الذى يمثله للأمن والاستقرار العالميين. يجب على الولايات المتحدة تنظيم حكومتها ليعكس هذا لفهم وبناء قدرتها على التعامل مع حالات التفشى الجديد عندما تحدث وليس إذا حدثت.
وتوضح «موناكو» إن هناك سبب بسيط للتعامل مع المرض الوبائى على انه أولوية للأمن القومى. ففي تقييمها السنوى للتهديدات العالمية، صنفت الاستخبارات الأمريكية الانتشار الواسع لمرض وبائى ضمن التهديدات الكبرى التى تواجه البلاد.
فمنذ ظهور فيروس كورونا كوفيد 19 في الصين، مات حوالى 3 آلاف شخص وأصيب أكثر من 90 ألف فى عشرات من الدول. وشعرت الولايات المتحدة بتأثير الفيروس من خلال خفض الوظائف وتعطيل النقل العالمى وسلاسل الإمداد وتراجع في أرباح الشركات ناهيك عن الانخفاض الكبير في سوق الأسهم.
وانتقدت الكاتبة تعامل الإدارة الأمريكية الحالي مع كورونا، وقالت إن جعل المرض الوبائى من قضايا الأمن القومى يعنى قبل كل شيء التنظيم، لكن استجابة الحكومة حاليا هو النتيجة المتوقعة للإهمال. فالبيت الأبيض يقوم بمحاولته الثالثة لتحديد هيكل الاستجابة. فأعلن الرئيس في البدلية عن فريق عمل للفيروس، ثم تراجعت أساق الأسهم، فعين نائبه مايك بنس لقيادة الجهود الأمريكية. وبعد أقل من 24 ساعة تم الإعلان عن منسق مختلف للبيت الأبيض. وعلى الرغم من أن تحديد لمسئوليات والمحاسبة أمر مهم، إلا أن الإدارة تضيع وقتا ثمينا في تغيير أسماء وإعادة اختراع العجلة.
ودعت «موناكو» الحكومة الأمريكية لضرورة اتخاذ بعض التدابير الوقائية أولها إجراء اختبار وعزل ومعالجة المرضى، مع ضرورة توفير التمويل اللازم للمستشفيات للتعامل مع الأمراض شديدة العدوى.