اضحك مع أردوغان.. الرئيس التركي: سنقدم شهداء في سوريا كما قدمنا في غزوتي بدر وأحد

على مر التاريخ خرج علينا زعماء وقادة دول وشعوب بمواقف دونت بأسمائهم في صفحات الضحك، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، وأكثرها يصبح مادة خصبة للسخرية، لكن ما يفعله الرئيس التركي رجب أردوغان في تصريحاته يخوله إلى رئاسة قسم "الرؤساء المضحكون".

مؤخرا خرج الرئيس التركي وسط أنصاره بتصريحات يرد فيها على زعيم المعارضة التركية كمال أوغلو قائلا "سيد كمال أنت غير مدرك لماضينا، لقد قدمنا شهداء في بدر وأحد وحنين وفي العهد السلجوقي والعثماني والجمهوري، وسنستمر في تقديم الشهداء يا سيد كمال".

حاول الرئيس التركي في تصريحاته تجميل وجه العثمانيين بتحريف التاريخ، لكن على ما يبدو أن المسألة توسعت منه أكثر من كل مرة بقوله إن العثمانيين شاركوا في بدر وأحد وحنين، وبالطبع يقصد الغزوات الإسلامية الشهيرة التي قادها النبي محمد، التي هي في الأساس وقعت قبل وجود ما يسمى بالدولة العثمانية بمئات السنين.

أحاديث أردوغان عن مشاركة العثمانيين وتقديمهم شهداء في بدر وأحد فجرت موجة من السخرية والضحك على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية أجنبية لم تجد من الكلمات ما تعلق به على موقف الرئيس التركي.

موقع يورو نيوز نشر مقطع فيديو أردوغان الذي يتحدث فيه عن مشاركتهم في بدر وأحد وكتب أعلاه (بلا تعليق!)، في إشارة إلى السخرية من تصريحات الرئيس التركي.

لكن نشطاء أتراك رأووا الأمر ليس مدعاة للضحك، بل صب الزيت على النار، بعد غضب عارم اجتاح الأوساط الشعبية في تركيا على خلفية مقتل جنود أتراك في غارة جوية بإدلب السورية، وتدمير آليات عسكرية تركية، وفشل أردوغان في إيقاف الهجمات السورية سواء بالمفاوضات مع روسيا أو تقديم تنازلات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مؤرخون وسياسيون رأوا أن تصريحات أردوغان رغم غرابتها وخيالها الواسع وتحاملها على التاريخ بما ليس فيه، إلا أنها تحمل بعدا آخر وحلقة أخرى من حلقات أردوغان لتشويه التاريخ بقصد لصالح تجميل وجه العثمانيين أجداده وغض الطرف عن جرائمهم التاريخية في حق الشعوب.

اقرأ أيضا: سوريا على صفيح ساخن.. تطورات معارك الجيش الوطني مع أردوغان وميليشياته

من وجهة نظر السياسيين، يحاول أردوغان بتصريحاته وسط أنصاره السير على خطى العثمانيين عندما حرقوا وأقاموا مجازر في بلاد الأرمن ومن ثم بلاد المسلمين لتوسيع امبراطوريتهم، وتصوير الأمر على أنه نصرة للإسلام وبلاد المسلمين.

ارتكب أردوغان مجزرة أخرى في عفرين السورية وقصف المدنيين وشرد آلاف الأكراد بدعوى حماية حدوده والقضاء على الإرهاب، ثم وقف بين أنصاره قبل الانتخابات البلدية ليكشف عن وجهه الحقيقي قائلا "إنما كان مقصدنا توسيع أطراف الامبراطورية العثمانية".

اقرأ أيضا: «الأحمق» يبتز أوروبا باللاجئين.. أرقام وحقائق تفضح فبركة أردوغان

الآن يحاول أردوغان كتابة التاريخ بيده لا بيد غيره مثلما فعل العثمانيون من قبله، يتدخل في سوريا وليبيا عسكريا، ثم يخرج بادعاءات أن عملياته العسكرية لمحاربة الإرهاب ونصرة المسلمين رغم الأدلة التي تثبت تحالفه مع الجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا أمام العالم لتنفيذ العمليات العسكرية.