من يكتب مذكرات مبارك؟.. علاء مبارك يجمع وثائق عن والده.. وعبدالله كمال نشر جزءا منها.. وسمير فرج سجل 54 ساعة
السبت، 29 فبراير 2020 10:00 ممحمد أبو ليلة
من يكتب مذكرات مبارك؟.. هو السؤال الأبرز حاليا، خاصة أن أحاديث الرئيس الراحل الصحفية القليلة بعد تخليه عن الحكم لم يكن بها سوى أسئلة للاطمئنان عن صحته تارة، والسؤال عن عدد من القضايا السياسية التى اتهم فيها إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، لكن تفاصيل حكمه وقراراته، لم يقرأها أحد حتى الآن، فالجميع ينتظر مذكرات حسنى مبارك.
54 ساعة مذكرات
هذه المذكرات أثارت جدلا واسعا منذ تسعة أعوام، حيث ظهر عدد ممن كانوا مُقربين من مبارك قالوا إنهم كتبوا مذكراته، منهم اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجى الذى ظهر فى تصريحات تليفزيونية مطلع عام 2017، يؤكد أنه سجل قصة حياة حسنى مبارك كاملة فى أشرطة مكونة لـ18 حلقة لمدة 54 ساعة زمنية، حيث تم تسليمها ساعة بساعة إلى مبارك، حسب وصف سمير فرج.
فرج أكد أن تسجيل هذه الساعات كان عام 1998 بناءً على طلب مبارك نفسه، وكان اختيارا شخصيا له وهى ما زالت بحوزته، وقال فرج: «أحترم كل كلمة قالها الرجل لى ولا يمكن بحكم مهنتى أن أفشى كلمة واحدة، لأنها ملك لحسنى مبارك ومن يملك إذاعتها ونشرها هو حسنى مبارك ولا أحد يملك نشرها».
وخلال الآونة الأخيرة ترددت أنباء حول المقربين من أسرة الرئيس الراحل أن من يقوم بمهمة جمع وتوثيق أوراق مبارك الخاصة وترتيبها من أجل نشرها قريبا، هو نجله علاء مبارك، المهتم بفترة حرب أكتوبر ودور والده فيها، حيث قام بالتسجيل مع والده قبل وفاته عدد من مقاطع الفيديو المصورة، نشر مقطعا واحدا منها عبر موقع يوتيوب فى أكتوبر الماضى يتحدث فيه مبارك عن حرب أكتوبر ودوره فى الضربة الجوية الأولى.
وكان الكاتب الراحل عبدالله كمال أول من نشر جزءا من مذكرات مبارك فى كتاب بعنوان «كلمة السر.. مذكرات محمد حسنى مبارك. يونيو 67 - أكتوبر 73»، والذى صدر عن دار «نهضة مصر»، هذه المذكرات كان مبارك قد سجلها، فى نهاية السبعينيات مع الإعلامى الراحل محمد الشناوى، لكنها لم تصدر فى حينها، حيث احتفظ بها محررها، ونسيها صاحبها إلى أن وصلت إلى الكاتب الصحفى الراحل عبدالله كمال، فتأكد أنها تخص الرئيس الأسبق، وتولى إعادة تحريرها والتقديم لها.
وحاول الكاتب الراحل عبدالله كمال فى 2013 إبلاغ الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعثوره على هذا الكنز الخاص الذى كان قد تم الانتهاء من إعداده فيما بين عامى ١٩٧٨ و١٩٧٩، وقد أرسل لوسطاء مختلفين، ثم كان أن تعرف مبارك على مذكراته المنسية عبر محاميه فريد الديب، إلا أن الإجابة لم تأت إلا بعد إخلاء سبيل مبارك، ثم عرض كمال على دار «نهضة مصر» طباعتها ونشرها فى كتاب، فرحبت بذلك وبشدة، والنشر كان بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور ٤٠ عاما على حرب أكتوبر ١٩٧٣.
وروى عبدالله كمال، فى تقديمه للكتاب كيف وصلته تلك الوثيقة المهمة تاريخيا قائلا: قادتنى إلى هذه الوثيقة التاريخية.. صُدفة سعيدة، للدقة وجدتنى فى طريقها، إذ لم أبذل جهدا، ولم أخطط لمسعى كى أحصل عليها.. بل ولم أكن أعرف بوجودها من الأصل.. لم يذكر أحد من قبل أن محمد حسنى مبارك نائب الرئيس أنور السادات قد كتب مذكراته.. حتى مبارك نفسه لم يعلن ذلك وربما لم يكن يتذكره. كان كل ما أعرفه أن الرئيس مبارك له مذكرات مسجلة تليفزيونيا عن طريق إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة فيما بعد عام ٢٠٠٠، وأنه قد دوّن مذكراته الأخيرة فى الفترة بين تخليه عن منصبه فى ١١ فبراير ٢٠١١.. وقبل أن يتم التحقيق معه، ومن ثم احتجازه ومحاكمته بعد ذلك، الحكاية بسيطة للغاية: تعرفت إلى مخرج سينمائى وتليفزيونى شاب وواعد، كان واحدا من بين مجموعة من الشباب الذى بدأت فى التواصل معه بعد ٢٥ يناير ٢٠١١.. كنت ولم أزل أحاول التقرب من جيل جديد لم أكن قد تواصلت معه بقدر كافٍ للطلاع على أفكاره. إن كريم هو حفيد المرحوم محمد الشناوى، الرجل الذى كتب تلك المذكرات بعد أن استمع لمبارك شهورا طويلة، وتفرغ لتدوينها شهورا أطول.. وبين الحفيد والجد كان الأب الذى بقيت المذكرات فى حوزته طوال تلك السنوات.
المتاح الآن من مذكرات مبارك هو ذلك الكتاب الذى نشره الراحل عبدالله كمال، بالإضافة على الحوار المطول الذى أجراه الإعلامى عماد الدين أديب مع مبارك فى 2005، خلال الاستعداد للانتخابات الرئاسية، وضمن الترويج لمبارك فى هذه الانتخابات، ففى هذا الحلقات التى أذيعت عبر شاشة التليفزيون المصرى، تناول مبارك نقاطا كانت غائبة عن حياته الخاصة والمهنية، وأخرى مرتبطة بأحداث جدلية مثل «الثغرة» فى حرب أكتوبر 1973.
المؤكد اليوم أن أسرة مبارك لم تحسم حتى الآن أمرها بشأن مذكرات الرئيس الأسبق، لكن وفق ما أكده مقربون من الأسرة، فإن علاء مبارك متحمس لكتابة مذكرات والده، وأنه يفكر أيضا فى نشر فيلم تسجيلى عنه، مستخدما بعض المقاطع القديمة، وأيضا حوارا مطولا أجراه مع والده فى أكتوبر الماضى، أذاع جزءا منه عبر يوتيوب بمناسبة الاحتفال بذكرى 6 أكتوبر.