وقف العمرة بسبب كورونا.. خسائر بالجملة تواجه الشركات بعد تعليق السفر للسعودية
السبت، 29 فبراير 2020 03:00 ص
حالة من الجدل أثيرت وسط نواب البرلمان بعد قرار السعودية بوقف العمرة للتصدي للتسلل فيروس كورونا بين المعتمرين، خاصة وأن هذا القرار سيؤثر بالسلب على شركات السياحة والتي كانت قد حجزت رحلات للأيام القادمة للآلاف من المعتمرين.
وعقد الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، اجتماعا عاجلا مع المسئولين عن بوابة العمرة المصرية وغرفة شركات السياحة وقطاع الشركات بالوزارة لبحث تداعيات قرار السعودية بتعليق تأشيرات المعتمرين، لحين اتخاذ إجراءات احترازية ضد انتشار فيروس كورونا.
وقال مصدر بالوزارة إنه سيكون هناك اتصالات مع الجانب السعودى لمعرفة خلفيات القرار وكيفية تطبيقه، والفترة التى سيتم خلالها إيقاف دخول المعتمرين، لافتا إلى أن الوزارة ستصدر بيان عاجل لإعلان كيفية التعامل مع تلك الأزمة، حيث ستحاول الوزارة الحفاظ على حقوق المعتمرين الذين حصلوا على تأشيرة والشركات التى دفعت للفنادق وشركات الطيران.
وفى السياق ذاته، قال النائب محمد عبد المقصود، وكيل اللجنة، إن قرار تعليق السفر يأتي في إطار الإجراءات الوقائية للجميع، ويهدف للحفاظ على الصحة العامة لكافة الدول، وهذا يعنى أنه إجراء حتمى كان لابد من في ظل انتشار الفيروس بهذه الطريقة.
وأوضح وكيل لجنة السياحة بمجلس النواب، إن الشركات العاملة في قطاع السياحة الدينية، بعضها كان يتوقع صدور مثل هذا القرار، وسيتم بحث الأمر للوقوف على التفاصيل وخطة عمل هذه الشركات خلال الفترة المقبلة، في حال إن استمر هذا القرار من جانب السعودية، لتفادى الخسائر المادية، ولكن بعد الوقوف على أبعاد وتفاصيل هذا القرار بالتفصيل.
وطالب النائب أمين مسعود، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، شركات السياحة القائمة على الحج والعمرة، والتي تعمل في قطاع السياحة الدينية فقط، أن تنوع مجالاتها، خاصة بعد الإجراءات الوقائية المؤقتة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية للحد من تفشى انتشار فيروس كورونا وذلك من خلال تعليق دخول المملكة للعمرة وزيارة المسجد النبوى الشريف أو السياحة، قائلا:" الموضوع ليس قائما على الحج والعمرة فقط، ولكن هناك العديد من المجالات والمقومات التي من خلالها تستطيع شركات السياحة أن تعوض الخسارة التي قد تلحق بها جراء هذا الإجراء الموقت".
وأوضح عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، أن مصر تمتلك مقومات سياحية عديدة، وهذا الإجراء الموقت من قبل المملكة العربية السعودية، بمثابة اختبار لهذه الشركات لتنشيط السياحة الداخلية، وإعداد خطة عمل وآلية لتحقيق ذلك، ولضمان بقائها في سوق العمل، وفى نفس الوقت يكون لهذه الشركات أكثر من سيناريو للعمل حتى في حال إن تفاقمت الأزمة أكثر من ذلك، خاصة وان جميع دول العالم لديها العديد من الإجراءات الوقائية بشأن هذا الوباء الذى يهدد الحياة.
وأشار مسعود، إلى أن هذه الإجراء الوقائى من قبل المملكة العربية السعودية يصب في مصلحة كافة الدول، خاصة مع التجمعات يسهل انتقال الأمراض خاصة الفيروسية، ولهذا يعد الإجراء وقائى للدول بشكل عام، وعلى شركات السياحة أن تبحث عن أنشطة أخرى، وتعمل في مجال السياحة الداخلية على سبيل المثال، لحين القضاء على هذا الفيروس بشكل عام.
هذا وقد اتخدت المملكة العربية السعودية عدة إجراءات وقائية مؤقتة للحد من تفشى انتشار فيروس كورونا ومحاصرته والقضاء عليه، مع تطبيق المعايير الدولية المعتمدة، ودعم جهود الدول والمنظمات الدولية، وبالأخص منظمة الصحة العالمية، وهذه الإجراءات تخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة، وأهمها تعليق دخول المملكة للعمرة وزيارة المسجد النبوى الشريف أو السياحة.
ويقول النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن قرار السعودية بوقف العمرة هو قرار تحمد عليه حفاظا على أرواح المواطنين وأمنهم، موضحا أنه لا ينكر وقوع خسائر للشركات المختصة ولكن هذا أفضل من أن تقع حالات إصابات وينتشر فيروس كورونا بشكل واسع بين دول العالم ويوجه اللوم لها .
وأوضح عضو مجلس النواب أن الشركات عليها تدبير أوضاع المعتمرين الذين تقدموا من خلالهم وقاموا بالحجز، يإما باستبدال التأشيرات لتواريخ آخرى أو الحصول على المبالغ التي تم دفعها، قائلا " هناك أمور قدرية لا دخل لنا به ..وإذا نظرنا للجانب الآخر فماذا لو كانت المملكة العربية لم تؤخذ تدابير احترازية وهى دولة يأتي إليها الجميع من كافة دول العالم "
واستبعد "حمروش" أن تصل تداعيات وقف العمرة إلى عدم وقوع موسم الحج، متوقعا القضاء على انتشار الفيروس قبل تاريخه.
بينما لم يتخوف النائب محمد فؤاد، عضو مجلس النواب من أن يطول شركات سياحة الحج والعمرة خسائر فادحة بسبب وقف العمرة، مؤكدا أن هذه الشركات سجلت أغلى سعر للعمرة على مستوى العالم.
وأوضح عضو مجلس النواب أن هذه الشركات كانت تقوم بالمغالاه في أسعار العمرة بأسعار مضاعفة،قائلا: "معظمهم عمل فلوس كتير من بيع التأشيرات وحقق ثروة..وهذا القرار هو فرصة لهم لإعادة النظر في أسعار العمرة".
وشدد "فؤاد" على أن سلامة المواطنين أهم والتقلبات في أي عمل ربحى متوقعة، مؤكدا أن هذه الشركات ملتزمة برد كافة الأموال لأصحابها .