يوميات مجدي يعقوب في النار
الإثنين، 24 فبراير 2020 04:35 م
في العقيدة الإسلامية، يظل مصير الروح معلقا حتى بُعيد موت الإنسان، فحين يأتي أجل أحدهم ينزل فريقان من الملائكة، أحدهما للرحمة والآخر للعذاب، وعندما يقبض ملك الموت الروح يسأل الفريقين: لمن هذه؟ وقتها ينزل وحي الله فيأخذها أحد الفريقين لمصيرها..
وهذا يعني – من المنظور الإسلامي – أن لا أحد، سواء كان بشرا أم ملاكا، يعلم مصير الإنسان يوم تقبض روحه، وهل هو من أهل الجنة أم النار.. وهذه درجة أولى يف محكمة العدل والرحمة الإلهية..
أما الدرجة الثانية، والتي تكون في يوم العرض، حيث يحاسب الله الناس، كل بعمله، فهذه حسناتك وتلك سيئاتك (ما لك وما عليك)، والأمر يتوقف على الكفة الراجحة، إضافة إلى رحمة الله ولطفه وغفرانه.. فقد يمنحك الله درجات «رأفة» تغير مصيرك من النار إلى الجنة..
وتكون الدرجة الثالثة في المحكمة الإلهية بعد الحساب، وبعد أن يستقر أحدهم في السعير، فلازالت هناك فرصة ليخرج إلى النعيم مشفوعا برحمة الله، وفي الحديث النبوي «ثمّ يقول: ارْجِعوا فمنْ وجدْتمْ فِي قلْبِهِ مِثْقال ذرّة مِنْ خيْر فأخْرِجوه».. وفي حديث آخر «فيقول اللّه عزّ وجلّ: شفعتْ الْملائِكة، وشفع النّبِيّون، وشفع الْمؤْمِنون، ولمْ يبْق إِلّا أرْحم الرّاحِمِين، فيقْبِض قبْضةً مِنْ النّارِ فيخْرِج مِنْها قوْمًا لمْ يعْملوا خيْرًا قطّ، قدْ عادوا حممًا، فيلْقِيهِمْ فِي نهر فِي أفْواهِ الْجنّةِ يقال له نهرالْحياةِ، فيخْرجون كما تخْرج الْحِبّة فِي حمِيلِ السّيْلِ، فيخْرجون كاللّؤْلؤِ فِي رِقابِهِمْ الْخواتِم يعْرِفهمْ أهْل الْجنّةِ، هؤلاءِ عتقاء اللّهِ الّذِين أدْخلهمْ اللّه الْجنّة بِغيْرِ عمل عمِلوه ولا خيْر قدّموه)».
وفي مصر لا حديث يعلو فوق «حديث» دخول الدكتور مجدي يعقوب الجنة والنار.. تصور ملاك الموت لا يعلم مصير ذلك الإنسان الذي جاء ليقبض روحه، بينما جارك في المنزل وزميلك في العمل وصديقك والراجل اللي معدي هناك ده.. جميعهم يعلم مصير الإنسان حتى قبل أن يموت، وكأن لهم قريب أو معرفة في الكنترول يسرب لهم النتيجة قبل أن يقضي بها الخالق عز وجل!
بل قد يخرج علينا من يشرح لنا بالتفصيل يوميات «ابن يعقوب في النار»، قاصد الدكتور مجدي يعني، وكيف أنه سيخلد فيها أبد الأبدين ليشرب «المُهل» ويأكل «الضريع»، في استباق لكلمة الله وتجرؤ على قضائه..
عزيزي المؤمن، لا تشغل بالك بمصير طبيب القلوب، لكن اهتم لأمرك أنت، فلا دخوله النار سيزيدك مثقال ذرة ولا دخوله الجنة سينقص منك مثقال ذرة..
وتعلّم يا عزيزي «المؤمن» معنى الإنسانية فعامل الناس بالمعروف ودع الخلق للخالق..
وتحلى يا واد يا مؤمن بالأخلاق، التي أتت الأديان لتتمم مكارمها، لا لتعطيك تفويضا إلهيا من أجل أن تمنح صكوك الغفران لمن شئت..