جمال البدايات وإقالة الفاسدين
الثلاثاء، 25 فبراير 2020 03:08 م
بصوت مكلوم وأدب جم، اتصلت بى سيدة أربعينية تشكو عدم حصولها على ميراث زوجها الذى ترك 3 أطفال ورحل فجأة، وأن هناك نائبا برلمانيا، تربطه صلة قرابة بزوجها، يقف حائلا دون ذلك، كالعادة أنصتنا إليها حتى انتهت، وكنت برفقة زميلتى بقسم الحوادث، إيمان عبدالعاطى، وتواصلت مع البرلمانى وأخذت رده على ما قالته السيدة ونشرنا الموضوع نهاية 2016 كغيره وبعد أيام وربما أسابيع، رن هاتفى مظهرا نفس الرقم ولكن الصوت مختلف والفرحة تملأ صوتها «الراجل وافق آخد حق أولادى»، لا أخفيكم سرا كانت سعادتى أكبر من فرحتها.
واقعة أخرى حدثت صيف 2013، لمسئول كبير فى هيئة الصادرات، كان يستبيح المال العام ويتحكم به كأنه ورثه عن أبيه، يسخر سيارات وسائقى القطاع العام لنقل أفراد اسرته، نشرنا هذه الواقعة بكامل تفاصيلها برفقة زميلتى دعاء النجار، وبعد أقل من أسبوعين كان المسئول قد أقيل من منصبه.
من الممكن أن تكون الصحافة وتحديدا «صوت الامة» سببا لحصول المواطن على حقه، أو أن تتم محاسبة موظف مرتشٍ أو مسئول فاسد، من أجل ذلك نتكبد مشقة هذه المهنة التى تعانى الأمرين، وتمر بمرحلة هى الأسوأ والأصعب ربما فى تاريخ الصحافة فى مصر، لكن موقفا واحدا كالذى سبق كفيل بأن يمحو مشقة سنوات، ويعطى الأمل فى غد أفضل.
عاصرت فى «صوت الأمة» ثلاثة ملاك، أو كما يقولون 3 إصدارات، الإصدار الاول لرائد الصحافة الخاصة عصام فهمى، والذى ينسب إليه الفضل فى تأسيس الصحافة الخاصة فى مصر، وعايشت معه قلة الإمكانيات وثراء المعرفة، وتتلمذت فى مدرسة صحفية كان لها اسم ظلت لسنوات تخرج أجيالا من الصحفيين، داخل مقر «صوت الأمة» بـشارع ميشيل باخوم، هذا المبنى الذى أخذ من عمرنا سنوات، لكل جدار فيه موقف ولكل مقعد موضوع صحفى مختلف، هذه الفترة تسمى جمال البدايات وما أجملها من بداية واستمر الحنين والحب لهذا المبنى وهذه المؤسسة حتى بعد رحيله وتولى نجلته الأستاذة نهال المسئولية، وكانت خير خلف لخير سلف كذلك أخوها أحمد عصام، واستمرت معارك «صوت الأمة» حتى اليوم الأخير لهذا المقر.
وهنا لابد وأن نذكر أشخاصا ندين لهم بالفضل، أولهم الدكتور عبد الحليم قنديل «مايسترو» هذه الصحيفة لسنوات، بابه كان مفتوحا للمتدرب قبل رئيس القسم أو مدير التحرير، احتوى حماسنا وقلة خبرتنا، طور أفكارنا وصحح أخطائنا، ولا يمكن أن نذكر «صوت الأمة» ولا نذكر عبدالفتاح على مدير التحرير «الأستاذ» ذلك الشخص الهادئ البشوش البسمة لا تفارق وجهه الجندى المجهول، يقف وراء كل فكرة حتى تصبح موضوعا، قابلا للنشر وربما لتصدر الصفحة الأولى، والشكر واجب لكل من عنتر عبداللطيف، رضا عوض، أحمد أبو الخير، إيمان محجوب، محمود الضبع، السيد عبدالفتاح، فكل منهم ساعد ونصح ووجه، وندعو بالرحمة لعم طلال ذلك الرجل الذى دخل قلوب الجميع دون استئذان وأيضا رحل عنا دون مقدمات.
الاصدارات مستمرة وكذلك الحملات والمعارك، والراية مازالت مرفوعة ومازلنا على العهد من الممكن ان نقف أو نصمت لبعض الوقت ولكن حتما القادم افضل.