«صوت الأمة العدد 1000».. عادل حمودة أول رئيس تحرير للصحيفة: الجريدة أهم حجر أساس وضع فى صناعة الصحافة المستقلة
السبت، 22 فبراير 2020 02:47 م
السياسة فى مصر لا تزال خبزا يوميا للصحفيين
الصحفيون هم العدو الأكبر لحرية الصحافة.. والاطلاع والقراءة أهم أدوات الصحفى قبل الحديث عن الحرية
أقترح إضافة أم كلثوم والرئيس السيسى إلى لوجو «صوت الأمة»
فى ديسمبر 2000 كانت الانطلاقة الأولى لـ«صوت الأمة»، وكان الكاتب الصحفى عادل حمودة، هو أول رئيس تحرير للصحيفة، بعدما خاض مع عصام إسماعيل فهمى معركة قضائية ثم سياسية لترى الصحيفة النور.
خمس سنوات تولى فيها حمودة المسئولية التحريرية لـ«صوت الأمة»، قبل أن يقرر فى 2005 الانتقال لتجربة صحفية جديدة، وتأسيس «الفجر»، تاركا المهمة فى «صوت الأمة» لجيل جديد تربى فى مدرسة عادل حمودة، والتى كانت انطلاقتها الأولى فى مجلة روزا اليوسف.
فى هذا الحوار عاد بنا عادل حمودة إلى الوراء 20 عاما، مستعيدا ذكريات تأسيس الصحيفة التى أحدثت نقلة نوعية فى الصحافة المصرية، فهى- كما يراها حمودة- «ركيزة فى صناعة الصحافة الخاصة، وأهم حجر أساس وضع فى صناعة الصحافة الخاصة والمستقلة» فإلى نص الحوار:
ما الفكرة من تأسيس «صوت الأمة»؟
فى نهاية التسعينيات كان الأسهل للإنسان أن يدخل الجنة من أن يحصل على ترخيص بإصدار صحيفة، وفى هذه الفترة تعرفت على عصام فهمى الذى كان يملك شركة للصوتيات فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت لديه رغبة فى إصدار صحيفة، وبدأ الطريق بتأسيس دار نشر، ثم أتى إلى لكى نتعاون معا فى إصدار الصحيفة، وكانت علاقتى به ممتازة فى هذه الفترة، خاصة أنه تولى- عبر دار النشر التابعة له- طباعة وتوزيع كتبى، منها كتاب «النكت السياسية»، و«اغتيال الرئيس»، و«القنابل الموقوتة».
وبعد عدة جلسات فكرنا فى تأسيس «صوت الأمة»، وهى فى الأساس كانت لها ترخيص قديم باسم المحامى عدلى المولد، لكن كان ترخيصا مجمدا، وبعد مفاوضات من جانب عصام فهمى مع أسرة عدلى المولد استطاع شراء الرخصة، ودفعنا فى هذه الرخصة كل ما نملك.
فى هذه الفترة تركت مجلة روزاليوسف التى كنت أتولى فيها منصب «نائب رئيس التحرير»، ورغم حصولنا على رخصة الصحيفة، المشكلة كانت فى ضرورة توافر الإرادة السياسية للدولة، ولما كانت هذه الإرادة ضدنا، لجأنا إلى مجلس الدولة ورفعنا دعوى قضائية للحصول على الموافقة الرسمية بإصدار الصحيفة، وبالفعل فى 1998 حصلنا على حكم نهائى بذلك، وكان القاضى الذى أصدر الحكم حينها هو المستشار مجدى العجاتى، الذى أصبح فيما بعد وزير الدولة للشئون النيابية.
وفى هذه الأثناء طلبت تحديد موعد مع رئيس المجلس الأعلى للصحافة ورئيس مجلس الشورى الذى كان مصطفى كمال حلمى.. طلبت الميعاد فى منتصف 1998، لكن لم يرد علينا أحد، والسبب فى ذلك أن هذه الفترة- وما قبلها أيضا- شهدت معارك بينى وبين الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء حينها، بسبب مقالات وقصص قديمة فى روزاليوسف، وبسببها كان الجنزورى يقف لى بالمرصاد.
بعد حصولنا على الحكم من مجلس الدولة أخذنا صورة الحكم وذهبنا إلى مؤسسة الأهرام التى وافقت على طباعة الجريدة، وفى هذه الفترة لم أكن متحمسا لإدارة تحرير الجريدة، لأنى كنت بحاجة إلى وقت للراحة بعد تجربة روزاليوسف لأنها كانت مطحنة شديدة، فطرحت اسم إبراهيم عيسى كرئيس تحرير، وبدأنا الإعداد للعدد الأول بناء على هذا الأساس، وبمجرد نشر إعلان عن صدور العدد الأول من «صوت الأمة»، جن جنون الجنزورى، واتصل برئيس مجلس إدارة الأهرام وقتها، الراحل إبراهيم نافع الذى كان متواجدا فى روما، وجرى إيقاف الطباعة والعدد.
ولم يكتف الجنزورى بذلك، بل تدخل لدى البورصة لمنع بيع أسهم الصحيفة من أسرة عدلى المولد لعصام فهمى خارج المقصورة، واستمرت الحرب المعلنة بينى وبين الجنزورى حتى صيف 2000.
فى هذه الفترة كانت هناك مفاوضات لتجربة جديدة مع العربى الناصرى..ماذا حدث فى هذه التجربة؟
بعدها عرض علىّ محمد فائق، رئاسة تحرير جريدة العربى الناصرى، ورغم عدم تحمسى لخوض هذه التجربة، الا أن كل أعضاء الحزب كانوا موافقين على أن أتولى رئاسة تحرير الجريدة، لكن لم تعجبنى التجربة، خاصة بعدما رفضوا تنفيذ شروطى، فالجريدة كانت مديونة لمؤسسة الأهرام، كما أن المحررين لم يحصلوا على رواتبهم لعدة شهور، وخلال التفاوض معى قالوا إن هناك رجل أعمال سيدفع ربع مليون جنيه للجريدة، فاشترطت أن هذه الأموال توضع فى البنك والتوقيع النهائى يكون لى.
فى الجهة الثانية كان ضياء الدين داود متحمسا لاستمرار عبدالله إمام فى رئاسة تحرير الجريدة، ولم أكن مستعدا للدخول فى معارك جديدة، فاقترحت عليهم فى الحزب أن يتولى رئاسة التحرير عبدالله السناوى، وعبدالحليم قنديل، خاصة أنهما يشكلان تيارين متكاملين، وبالفعل كانت لهما فى العربى تجربة جريئة جدا، وفى أول إصدار للعربى الناصرى كتبت مقالا، وكان بينى وبين صفوت الشريف، وزير الإعلام حينها معارك بسبب قضية ممدوح الليثى، وما إن اختفيت من الساحة، حتى بدأ صفوت يستعمل صحفا قائمة وصحفيين لمهاجمتى، ووقتها قلت لعبدالله السناوى أنا هاعلمه درس، إن الصحفى مش بكرسيه والصحفى بقلمه وقدرته على الكتابة، وكتبت صفحتين عن صفوت الشريف فى العربى، وتصدرا عنوانهما مانشيت الجريدة، وحينما رأى صفوت الشريف الصحيفة ثار، ولجأ إلى الدكتور أسامة الباز الذى كان من أقرب أصدقائى، الذى جاء إلى وتحدث معى أن صفوت الشريف لا علاقة له بما يحدث معى، فكان ردى على الباز أن صفوت الشريف انتقامه يؤكل باردا.
واستكملت للباز وقلت له: «احنا دلوقتى حطينا كل اللى معانا من فلوس فى جورنال صوت الأمة، وخدنا 15 حكم قضائى، فحضرتك بلغ الرئيس مبارك، إذا كان عاوزنا ناخد موافقة سياسية من عنده ولا نتصرف وننسى الموضوع».
أسامة الباز شخص متحفظ جدا ويرفض أن يقدم أى خدمة لأحد إذا لم تكن الأمور واضحة بشكل قوى أمامه، لذلك سلمته حكم المحكمة والتراخيص والشركة، لكى يعرضها على الرئيس مبارك.
فى هذا التوقيت كان مبارك يدرك أنه كانت هناك مؤامرة للإطاحة بى من روزاليوسف، وبعد ما تركتها أيضا، ووقتها أرسل لى رسالة مفادها إنه «مش هينسى تأثير روزاليوسف فى مواجهة قضايا المجتمع والتطرف فى وقت كان فيه الناس جبنت».
وخلال اجتماع لمبارك مع قيادات الحزب الوطنى لمناقشة استعدادات الانتخابات البرلمانية 2000 وإعداد قائمة الانتخابات، حضره كمال الشاذلى ووزير الداخلية وقيادات الحزب الوطنى، تحدث الباز مع الرئيس عن «صوت الأمة»، ومجرد ما سمع قال «إحنا ظلمنا الراجل ده، وده شخص وطنى جدا».
وكان معروفا أن مفهوم الوطنية عند مبارك أن تعمل فى الصحافة مهما كنت شديد القسوة والنقد، لكن ليس لحساب أحد وهذا كان مقياسه، والدليل على ذلك، أننى خضت معارك كثيرة من روزاليوسف لصوت الأمة للفجر دون إدانة.
قال مبارك لمن حوله: «أعطوه الجورنال»، وقال لصفوت الشريف: «شوف الموضوع ده»، ولم يمر يومان إلا وتلقيت اتصالا من مسئول أمن الدولة فى القاهرة ولم أكن أعرفه، وقال لى إنه يحدثنى لكى يطمئن على، فقلقت من هذه المكالمة، ولم تمر ساعات حتى وجدت اتصالا آخر من مكتب الدكتور مصطفى كمال حلمى، ويبلغنى أنهم وافقوا على طلب لقاء الدكتور مصطفى، رغم أن طلب اللقاء مر عليه سنة ونصف، وحينما ذهبت للقائه استقبلنى وقال لى: «مبروك موافقين على الجورنال».
بعدما خرجت من عند مصطفى كمال، اتصل بى وقال: «من فضلك كلم مكتب صفوت الشريف»، وهو ما يدل على أن صفوت الشريف كان المحرك الأساسى للصحافة فى مصر، فحينما حكيت له تفاصيل مشاكلى مع صفوت الشريف قال لى: «اتصل بس بمكتب صفوت واطلب تحديد موعد يوم الأحد الساعة 10 الصبح، وهتلاقى الموافقة موجودة».
بعدها قابلت أسامة الباز، وحكى لى تفاصيل ما حدث من مبارك، وبعدها قابلت صفوت الشريف فى مكتبه بناء على الاتصال الذى طلبه الدكتور مصطفى كمال حلمى، وبمجرد دخولى إلى مكتب صفوت بدأنا الحديث فى عموميات، حتى نذيب الجليد، وبعد صمت سألنى: «يعنى إنت كنت متوقع إنك تطلع جورنال من غير موافقتى؟»، رديت عليه قولت له: «يعنى إنت كنت متوقع إنك ترفض بعد الرئيس ما قال؟»، فكان رده: «لا كنت هعطله 6 شهور كمان، وعلى كل حال نبدأ مرحلة جديدة واحنا ماعندناش أى قيود على الكلام، كل الحكاية الرئيس وعائلته».
بعد الحصول على الموافقة الرسمية.. ماذا كانت خطوتك التالية؟
أول قرار اتخدته فى تأسيس «صوت الأمة» كان الانتقال إلى مقر جديد، بدل المقر القديم الذى كانت تصدر منه جريدة «الدستور»، لأنى لم أره مناسبا للعمل، وأخذنا فيلا فى المهندسين، وكانت المفاجأة بالنسبة لنا جميعا أنه بمجرد الإعلان عن قرب صدور الجريدة وصلنا كم إعلانات غير معقول، ففى العدد الأول للصحيفة كانت الإعلانات كثيرة، وهو ما ارتبط بسمعتى خلال عملى فى روزاليوسف.
وفى ما يتعلق بمجموعة الصحفيين الذين عملوا معى، ففى كل التجارب الصحفية عمرى ما اخترت صحفيين، كل صحفى يأتى للعمل أجربه مرة واثنتين وثلاثة، إلى أن أتعرف على مهاراته وأعمل على استغلالها بالشكل الأمثل.
وبالمناسبة، العدد الأول صدر فى شهر رمضان، وقتها كنا نريد إصدار الجريدة بأى طريقة، لذلك لم تكن الأعداد الأولى حلوة، وبالفعل صدر العدد الأولى فى شهر ديسمبر 2000.
هل كان التفكير فى «صوت الأمة» جريدة سياسية أما شاملة؟
كان لا بد تكون جريدة شاملة، فيها خليط مميز، فمثلما كانت روز اليوسف مجلة أسبوعية شاملة أردت لـ«صوت الأمة» أن تكون مجلة أسبوعية شاملة لكن فى شكل صحيفة.
بعد هذه الفترة ألم تشعر بالندم على شىء؟
لم أشعر بالندم على شىء فعلته، فكنت أترك كل شخص يفعل ما يريده، طالما أننى قادر على حمايتهم، وفى الوقت ذاته قادر على أن أتحمل مسئوليتهم.. نعم كانت هناك جرأة فى كل شىء، وهو ما ساعدنا على أن ننجح.
وكان الهدف أن أجرب الصحفيين فى كل شىء دون أن يدخلوا فى منافسة مع أحد، وكانت النتيجة مجموعة من الصحفيين كل منهم متميز فى مجاله، فلدينا إبراهيم عيسى ووائل الإبراشى ومحمد هانى.
هل هذا مصدر فخر لعادل حمودة إنه ربى أجيالا؟
القصة لا تتعلق بتربية أجيال، «بقدر ما هم أخذوا منك بقدر ما انت أخذت منهم»، أنت تربى وتعلم وتساند وتدعم، لكن فى النهاية المجموع يعود إليك، ويقال إنها تجربة فلان.
وإذا تحدثنا عما يقال بتجربة عادل حمودة، لا توجد تجارب، «إحنا بنشتغل على باب الله، والتخطيط ده بيكون فى الصحف الإنجليزية، فى المؤسسات الكبيرة، لكن إحنا بنشتغل يوم بيومه، ونجاحنا بالتنقيط».
الصحافة المستقلة استفزت الجرائد الحكومية، ونحن فى «صوت الأمة» نعتبر نفسنا إننا أسسنا للصحف الخاصة فى مصر، بعد صحيفة «الأسبوع»، لذلك تعرضنا للشتائم فى روزاليوسف وغيرها.. والفكرة كلها كانت فى طريقة العجز، وعدم القدرة على الابتكار، لكن اللى حصل هجوم فقط.
ودعنى أقول لك أن أكبر أعداء لحرية الصحافة هم الصحفيون، ولا تصدق أن هناك حرية للصحفى اللى بيتكلم عنها.. الصحفى عاوز حرية ليه هو، لكن هذه الحرية إذا ارتبطت بعكس مصالح الصحفى تتحول لكراهية، عندى حرية ومش عارف استفاد منها، والحرية دايما مسئولية، وقبل الحرية يجب أن تكون عندك مهنية، حينما تفهم الحرية يجب أن تكون لديك مهنية، ولما تفهم يعنى إيه مهنية هتعرف حدود الحرية، لأن لها أصول.
ولننظر للوضع الحالى، فالصحفيون يحصلون شهريا على ما يسمى بدل التدريب والتكنولوجيا، والسؤال هنا مين صحفى بيجيب بـ 100 جنيه كتب يقراها من بدل التدريب شهريا؟.. يبقى فين الحرية اللى بيتكلم عنها الصحفى وهو مش بيقرا كتب، كيف يتحدث عن الحرية من لا يقرأ؟ وفى أماكن كتير فى الصحف، من القراءة والمتابعة هتلاقى جمل وألفاظ.
من رأيى هناك شكوى من ضعف الصحافة لكن ليس من حقك أن تشتكى إلا حينما تكمل مؤهلاتك، وعندما نجد أن هناك جيلا مؤهلا جيدا للصحافة، ستجده قادرا على أن يأخذ مساحة من المهنية، ووقتها ستمنحه مساحة من الحرية، ففى كثير من الأحيان لو انت شاطر هتقدر تضحك على أى حد.
ما هى أهم حملة تعتز بها فى «صوت الأمة»؟
خضنا الكثير من المعارك الصحفية والحملات فى «صوت الأمة»، منها حملة التليفون المحمول وأثبتنا بالورق الموقع عليه من نجيب ساويرس نفسه صدق ما قلناه، كما قدمنا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للقراء، والأهم إن احنا عملنا حاجة مهمة جدا، الناس بتشتكى أحيانا من قلة الأفكار والموضوعات، وفى «صوت الأمة» قدرت أدخل أقسام جديدة، وأيضا متابعة وترجمة دورية للصحف الإسرائيلية والتركية وغيرها والترجمات والكتب الدولية، وقدرنا نقدم شكلا إخراجيا عالمياً.
وكان منهجى أن الرد على الخصوم ساذج فى كثير من الأحيان، وعلينا البحث عن مصادر للمعلومات ليست متداولة.
كما أننى من خلال متابعتى لحال الصحافة فى العالم كله، تيقنت أن السياسة تراجعت فى العالم كله، فالصحافة فى أمريكا والغرب ستجدها مركزة على الترفيه فيما عدا الصحف الكبيرة مثل واشنطن بوست، وهناك أزمة فى العالم كله فى المحتوى.
أما نحن فى مصر لا تزال السياسة خبزا يوميا بالنسبة لنا، وبالنسبة للأجانب السياسة ليست حاجة ملحة.
إذا عدنا إلى «صوت الأمة».. كيف وصلتم إلى فكرة اللوجو والشخصيات التى ظهرت فيه؟
هذه كانت فكرة جديدة أن يكون لدينا لوجو وترويسة مختلفة، وكان قرارنا أن نضع كل الشخصيات المؤثرة فى تاريخ مصر.
هل هناك شخصيات تقترح إضافتها الآن؟
اقترح إضافة أم كلثوم والرئيس السيسى، فهو استطاع صناعة حالة من الحالات التى تغير عقيدة أمة، فما حدث فى 30 يونيو و3 يوليو 2013 لم يكن بالأمر السهل، ويجب أن نتذكر أن هذا إنقاذ للأمة.
كيف ترى آليات التعامل الصحفى مع مصر فى الوضع الحالى؟
يجب على الصحفى أن يكتب موضوعات يفهم فيها، ويستطيع الحصول على معلومات بشأنها، كما أن على الصحفى أن يدرب نفسه تدريبا حقيقيا، بعيدا عن السوشيال ميديا التى هى سيئة للغاية، لأنها أصبحت تشغل الصحفى.
فى الماضى كانت الصحافة تحدد جدول أعمال التليفزيون وهى اللى تشغله، اليوم السوشيال ميديا هى التى تدير الجميع.
السوشيال ميديا تجعل الصحفى بلا ذاكرة وغير واثق من دقة معلوماته، لأنها أصابت الجميع بالخوف من الردود والسباب، خاصة أن السوشيال ميديا تسير بسياسة القطيع.
المهم إن الصحفى يقرأ ويبحث عن الفكرة، لأنه لا يوجد إنسان سيجد ما يريده هو جالس فى منزله.
الفكرة ستغنيك على كل شىء، فكرة الخبر لم تصبح حكرا على الصحافة، فعندما يكون لديك تليفزيون يوفر لك صوتا وصورة للحدث على مدار اليوم، فما فائدة أن تضع خبرا فى صدر الصفحة الأولى بالصحيفة، السؤال هنا: الخبر محروق عليك فى كل حاجة وإنت مصر عليه ليه؟! وبتكتبه بنفس الطريقة ليه؟! خاصة إن الخبر يعاد فى كل الصحافة بدون أى زيادة ولا معلومات إضافية وبدون عمق فى أى حاجة.
الصفحات الأولى فى الجرائد يجب أن يعاد النظر فيها، يعنى يجب أن تضع الصياغة الخاصة فى الكتابة.
لماذا قررت ترك «صوت الأمة» واتجهت لتأسيس «الفجر»؟
هذا موضوع حرج، لا أريد التحدث عن تفاصيله، لكن يهمنى هنا التأكيد على أن ما قدمته فى «صوت الأمة» وما أقدمه كانت طريقة غيرت من خلالها الصحافة المصرية، لكننا اليوم بحاجة لشخص آخر يؤسس لمرحلة جديدة توافق التحديات، فعلى سبيل المثال حينما أتت فترة معينة وأدركت أن هناك تغييرا فى مصر بكافة الاتجاهات، قررت أن أتنحى جانبا.
ما هى رسالتك للصحفيين؟
رسالتى لهم أننا نمارس مهنة لا نقدرها.. مهنة فيها جزء من الصناعة والرسالة والإشباع الذاتى، ولا نقدرها حق قدرها، وتقديرنا للمهنة بأن نكون متفهمين ومتابعين لما يحدث حولنا، وأن نقرأ لكى نعمل وفق أصول المهنة.
ورسالتى لـ«صوت الأمة» أنها كانت ركيزة فى صناعة الصحافة الخاصة، وهى أهم حجر أساس وضع فى صناعة الصحافة الخاصة والمستقلة، وأعتقد أنها ستكمل وبعد 20 عاما سنحتفل بمرور 40 عاما عليها.