تتجه أنظار العالم مع شروق شمس غد السبت، إلى أقصى جنوب مصر حيث معبد أبوسمبل بمحافظة أسوان، لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد الكبير للملك الفرعونى رمسيس الثانى، وهى الظاهرة الفلكية النادرة التى سجلها المصريون القدماء بأبوسمبل وتتكرر مرتين كل عام مرة فى 22 فبراير ومرة فى أكتوبر.
وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، أن الظاهرة تبدأ مع بزوغ الشمس بمدينة أبوسمبل فى حوالى الساعة السادسة و20 دقيقة صباحاً، حيث تخترق أشعة الشمس مدخل المعبد الكبير للملك رمسيس متسللة إلى ممر المعبد بطول 66 متراً تقريباً، حتى تصل إلى قدس الأقداس بنهاية الممر، للتعامد الشمس عليه، وهو عبارة عن حجرة صغيرة بها 4 تماثيل هذه التماثيل من اليمين بالنسبة للمشاهد هى على الترتيبك ثمثال للإله رع حور إختى ثم تمثال للملك رمسيس الثانى نفسه ثم تمثال للإله آمون رع وأخيراً تمثال للإله بتاح، وتستمر هذه الظاهرة لمدة 20 دقيقة يتابعها الآلاف من السائحين الأجانب والزائرين المصريين.
وأضاف مدير عام آثار أسوان والنوبة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم وضع الترتيبات النهائية لاستقبال ضيوف "تعامد الشمس" من خلال الجهود التى بذلها العاملون فى منطقة آثار أبوسمبل برئاسة الأثرى أسامة عبد اللطيف، مدير معبد أبوسمبل، من خلال رفع كفاءة المنطقة الأثرية، وتهذيب الأشجار وإزالة الحشائش، ومراجعة كاميرات المراقبة البالغ عددها 64 كاميرا بنطاق المعبد، بالإضافة إلى الدفع بوابات إلكترونية لتنظيم عملية دخول وخروج السائحين للمعبد، علاوة على تلافى الملاحظات والسلبيات التى يتم رصدها خلال الفاعليات الماضية من تعامد الشمس، للخروج بالاحتفالية على أكمل وجه والحفاظ على الوضع الأثرى والسياحى لمصر.
ومن جانبه، أوضح الأثرى أسامة عبد اللطيف، مدير آثار أبوسمبل، لـ"اليوم السابع"، أنه تم تغيير أنظمة الإضاءة بالكامل للمنطقة الأثرية، من خلال الاستعانة بإضاءة "ليد" أفضل، ورفع كفاءة المنطقة الأثرية وتسهيل عمليات دخول وخروج الزوار للمعبد، بجانب الدفع بثلاث سيارات "جولف" لنقل السائحين وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة من بوابات الدخول إلى ساحة المعبد من الداخل تيسيراً عليهم.
وفى سياق متصل، نظمت منطقة آثار أبوسمبل بمحافظة أسوان، تحت إشراف الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة، مبادرة بعنوان "تنمية الوعى السياحى والحفاظ على التراث، بالتعاون مع مجمع إعلام أبوسمبل التابع للهيئة العامة للاستعلامات، وقصر ثقافة أبوسمبل، بالإضافة إلى مركز شباب أبوسمبل.
وأكد الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المباردة الهدف تستمر على مدار 4 أيام على هامش الاستعدادات الجارية لمهرجان تعامد الشمس على قدس الأقداس بأبوسمبل، موضحا أن المبادرة يشارك فيها 21 طالب وطالبة بالمرحلة الثانوية من أبناء مدينة أبوسمبل، وتشمل ندوات توعية وبرامج تثقيف ويتخلل المبادرة معسكر تجميل وتشجير منطقة معبد أبوسمبل، بجانب تقديم عروض فنية.
وقال "مسعود"، إن المبادرة تشمل إقامة معسكر تجميل وتشجير للمنطقة الأثرية بأبوسمبل، فى إطار الاستعدادات الجارية لمهرجان تعامد الشمس 22 فبراير الجارى، مضيفا أن المشاركين قاموا برفع أعلام "مصر وأسوان" فى مداخل ومخارج المنطقة وشاركوا فى غرس الأشجار وتهذيب البعض الآخر منها لتجميل المنطقة الأثرية أمام الزوار ضيوف المعبد.
وأضاف سامح فتحى الطاهر، مدير مجمع استعلامات أبوسمبل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المبادرة تناولت ندوات توعية وتعريف بتاريخ مدينة أبوسمبل والمنطقة الأثرية، بجانب قيمة المشاركة المجتمعية وتفعيل دورها فى مدينة أبوسمبل السياحية حتى تنعكس هذه الصورة الإيجابية على زائرى المدينة من مختلف جنسيات العالم.
وأشار الطاهر، إلى أن توعية المشاركين فى المبادرة تضمنت تعريفهم بقيمة وتاريخ إنقاذ معابد النوبة وإبراز عدد من الشخصيات الذين كان لهم الدور البارز فى إظهار الشكل الجمالى لمدينة أبوسمبل الحالية بعد ان تركزا بصمة وأثر لهذا المكان العريق، لافتا إلى ان هذه التوعية تهدف لغرس روح الانتماء والولاء لمدينتهم السياحية أبوسمبل والتى تحتفل كل عام بإحياء ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أى دليل أثرى، يدعم صحة الزعم بأن يومى تعامد الشمس على قدس أقداس معبد أبى سمبل الكبير لهما أى علاقة بمولد الفرعون رمسيس الثانى أو جلوسه على العرش.
وتأتى هذه الظاهرة لتعلن بداية موسم الفيضان والزراعة فى مصر القديمة وتعتبر واحدة ضمن 4500 ظاهرة فلكية عرفتها مصر الفرعونية عبر عصورها المختلفة.