أزمة جديدة.. ما وراء معاملة وسائل الإعلام الصينية كبعثات دبلوماسية في أمريكا
الجمعة، 21 فبراير 2020 12:00 ص
طرأت أزمة جديدة على العلاقات الأمريكية الصينية، فى سلسلة من الأزمات التى يتضمنها الصراع بين اثنين من أكبرالقوى فى العالم، وذلك بعد قرارالولايات المتحدة، الثلاثاء، معاملة وسائل الإعلام الصينية على أنها بعثات دبلوماسية أجنبية، ما يتيح لها تشديد القواعد التى تحكم عمل هذه المؤسسات، متهمة إياها بممارسة الدعاية لبكين.
وأعلنت الخارجية الأمريكية، أنّ الولايات المتحدة ستُعامل وسائل الإعلام الصينية الرسمية على أنّها بعثات دبلوماسية أجنبية، في إجراء سيتيح لها تشديد القواعد التى تحكم عمل هذه المؤسّسات المتّهمة من جانب مسؤولين أمريكيين بممارسة دعاية لبكين.
وقالت الخارجية الأمريكية، إنّ خمس وسائل إعلام صينية حكومية، في مقدّمتها وكالة الصين الجديدة "شينخوا" للأنباء وشبكة التلفزيون العالمية الصينية "سى جى تى إن"، باتت بموجب الإجراءات الجديدة بحاجة إلى موافقة مسبقة من الوزارة لشراء أى عقار فى الولايات المتحدة، كما باتت ملزمة بتقديم قوائم بجميع الموظفين العاملين لديها، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون، وشددت على أن الإجراءات الجديدة لن تقيّد بتاتا ممارسة هذه الوسائل عملها الإعلامى في الولايات المتحدة.
وأوضح مسؤولون فى الوزارة أنّ الوسائل الإعلامية الخمس أُبلغت بالقرار صباح الثلاثاء، مشيرين إلى أنّ ما دفع بواشنطن إلى هذا الإجراء هو تشديد بكين قبضتها على وسائل الإعلام بصورة متزايدة منذ تولّي الرئيس شي جينبينج منصبه في 2013.
ونددت بكين، الأربعاء، بقرار واشنطن، معتبرة أنه غير مقبول وغير منطقى، حيث قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج، إن الولايات المتحدة لطالما نادت بحرية الصحافة، لكنها تتدخل فى العمل المعتاد لوسائل الإعلام الصينية فى الولايات المتحدة وتعرقله، محذرا "نحتفظ بحق الرد على هذه المسألة".
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية: "نعبر عن استيائنا الشديد ومعارضتنا الحازمة"، مؤكدا أن وسائل الإعلام الصينية لطالما أدت عملها "بموجب مبادئ الموضوعية والنزاهة والدقة والحقيقة".
ولم تكتفى الصين بتصريحات المتحدث باسم وزارة خارجيتها، فقد قررت إلغاء اعتماد 3 من مراسلى "وول ستريت جورنال" لديها، إثر مقال تحت عنوان "الصين مريض آسيوى حقيقي"، غطت فيه الصحيفة مكافحة الصين كورونا.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية جينج شوانج، أن بلاده طالبت هيئة تحرير "وول ستريت جورنال"، بالاعتذار العلنى ومعاقبة المذنبين لكن لم تتم تلبية هذا المطلب، مضيفا: "قررت الصين اعتبارا من هذا اليوم إلغاء اعتماد مراسلى "وول ستريت جورنال" الثلاثة فى بكين".
وتابع: "نشرت الصحيفة المذكورة فى الـ3 من فبراير، مقالة تشوه جهود الحكومة الصينية والشعب الصينى فى مكافحة الوباء. كما تجرأ المحررون على إعطاء المقال عنوانا عنصريا مذهلا وهو: "الصين مريض آسيوى حقيقي"، مما تسبب بسخط شديد من جانب الشعب الصينى وإدانة دولية واسعة النطاق، مضيفًا: "لقد أعرب الجانب الصينى مرات عن احتجاجه للصحيفة، وشرح لهيئة تحريرها موقفه الحازم والعادل وطالبها بالاعتراف بجدية غلطها وضرورة الاعتذار علنا، والتحقيق فى الموضوع ومعاقبة المذنبين".
وفندت الصين الخميس، اتهامات وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو لبكين بتقييد حرية التعبير بقرارها إلغاء البطاقات الصحفية لثلاثة صحفيين يعملون لصالح صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج: "هذه ليست مسألة حرية التعبير كما يقول بومبيو، لقد نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) مقالا يشوه صورة الصين بعنوان تمييزي وعنصري يعكس افتقار الحقائق الأساسية والأخلاق المهنية، وهو ما أثار سخطا وإدانة كبيرين من جانب الصين والمجتمع الدولي".
وأضاف "بما إنه قام بتنصيب نفسه نصيرا لحرية التعبير، هل يعتقد بومبيو أن هذه الحرية تتضمن نشر مقال عنصرى وتمييزى ومهين دون أى اعتذار؟.. وإذا كنت (بومبيو) تعتقد أن صحيفة (وول ستريت جورنال) لديها الحق في إهانة الآخرين بشكل تعسفى، هل هؤلاء الذين تعرضوا للإهانة لديهم الحق في الرد أم لا؟".
وعما إذا كان قرار إلغاء البطاقات الصحفية لمراسلي (وول ستريت جورنال) جاء أيضا فى إطار الرد على القيود الأمريكية الأخيرة على وسائل الإعلام الحكومية الصينية في أمريكا، أكد شوانج أن بلاده تتعامل مع الشؤون المتعلقة بالصحفيين الأجانب وفقا للقانون واللوائح، وأنه "يتعين على وسائل الإعلام التي تتعمد الإساءة إلى الصين وتستخدم أساليب تمييزية وعنصرية وتشوه صورة الصين بخبث أن تتحمل عاقبة ذلك. أما بالنسبة لقرار الولايات المتحدة تصنيف خمس مؤسسات إعلامية صينية كبعثات أجنبية، فنحن نحتفظ بالحق في اتخاذ المزيد من الإجراءات".