يصفونها بفرخة تبيض ذهباً..
حكاية كل عام.. من يستورد تقاوي البطاطس من أوربا ولماذا تختفى سريعا؟
الخميس، 20 فبراير 2020 05:00 م
تقاوى البطاطس المُستورَدة
وحسب التقارير والمصادر الزراعية، تراوحت أسعار تقاوى البطاطس المستوردة للموسم الزراعى الحالى، ما بين 17 ألف جنيه، حتى 20 ألف جنيه للطن الواحد، حيث سجل سعر طن «سبوتنا» من 17 ألف جنيه إلى 17 ألف و 500 جنيه، والصنف «كارا» فرنساوى بسعر 20 ألف جنيه>
وكان عدد من المزارعين، قد أكد، أن أسعار التقاوى الحالية، مرتفعة عن المواسم الماضية، بقيمة تتراوح ما بين 1000 إلى 2000 جنيه، نتيجة لتدهور المحصول، فى المناطق الزراعية الأساسية، بشمال أوروبا>
وأشار الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، في تصريحات صحفية، إلى أن إجمالى ما تم فحصه بالموانئ المصرية، لشحنات استيراد تقاوى البطاطس من الاتحاد الأوروبى، بلغ 7400 طن>
وأوضح العطار أن الحجر الزراعى، أخذ عينات وفحص الشحنة جيدة، وتأكد من مطابقة الشحنة المستوردة، استعداداً لزراعات الموسم الجديد، سواء للإنتاج المحلى أو التصدير، وفقا للاشتراطات والضوابط المصرية>
وأضاف العطار، أن جميع الشحنات المستوردة، من تقاوى البطاطس، يتم تطبيق جميع الإجراءات والاشتراطات الفنية عليها، ويتم فحص جميع رسائل تقاوى البطاطس الواردة من دول الاستيراد بدقة، فور وصولها إلى الموانئ من قبل الحجر الزراعى، قبل دخولها البلاد، وكذلك فحص عينات منها معمليا، بمشروع العفن البنى للبطاطس، للتأكد من خلوها من الأمراض.
وأكد العطار أن إجمالى الطلبات المقدمة للحجر الزراعى، لاستيراد تقاوى البطاطس، للموسم الجديد، بلغت 180 ألف طن، وجدير بالذكر، أن محصول البطاطس تتم زراعته على 3 عروات، وهى العروة النيلية، والتى تُزرع فى أواخر شهرى أغسطس وسبتمبر، وتليها العروة الشتوية «الأساسية»، والتى تُزرع فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، وتُزرعان بتقاوى كسر محلى، ثم العروة الصيفية، وتُزرع فى ديسمبر وحتى أواخر فبراير، وتُزرع بتقاوى مستوردة من الاتحاد الأوروبى، ويحتاج الفدان إلى ما بين 780 كم، وحتى 2 طن.
تنفيذ 62.5% من تعاقدات استيراد تقاوى البطاطس
من ناحيتها، كانت شركات استيراد تقاوى البطاطس فى مصر، قد نفّذت 62.5% من تعاقداتها، على استيراد تقاوى الزراعات الخاصة بالعام الحالى، كما تم فحص 76.5% منها بالموانئ، عن طريق لجان مُتخصصة، من قِبل الإدارة المركزية للحجر الزراعى، قدرت مصادر فى الإدارة المركزية للحجر الزراعى، إجمالى ما تم تنفيذه من التعاقدات الخارجية على واردات تقاوى زراعات البطاطس، بنحو 62.5%، وهذه الكمية تمثل حوالى 117.5 ألف طن، من إجمالى تعاقدات، بلغت 180 ألف طن للشركات المصرية من أسواق أوروبا.
وقالت مصادر زراعية، إن لجان الفحص التابعة للإدارة، كانت قد فحصت 76.5% من إجمالى الكميات، التى دخلت السوق، بواقع 90 ألف طن، وسيتم تعيين لجان فحص لحوالى 27.5 ألف طن، لسرعة تنفيذ إجراءات الاستخراج لطرحها فى السوق، وتهتم إدارة الحجر الزراعى، بعمليات الفحص فى الموانئ، للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة، لتجنب دخول تقاوى تضر بالزراعة المصرية، بخلاف التأكد من ملاءمتها لإعادة تصديرها، بعد عمليات الزراعة إلى أوروبا مرة أخرى.
وأوضحت المصادر، أن إجمالى تعاقدات الشركات المصرية، على تقاوى البطاطس المستوردة، كانت قد بلغت 180 ألف طن، مقابل 110 ألف طن، إجمالى واردات التقاوى، لزراعات العام الماضى، بنسبة نمو حوالى 63.6%، وفقدت صادرات المحصول الموسم الماضى 7.8% على مستوى الكميات، إذ هبطت إلى 700 ألف طن، في مُقابل 759 ألف طن فى الموسم السابق له، وتُنتج مصر فى المتوسط حوالى 4 ملايين طن سنوياً، عبر 375 ألف فدان فى المتوسط، ونسبة 53.3% منها فى العروة الصيفية.
البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى
كانت مصر، قد بدأت برنامجاً وطنياً، لإنتاج تقاوي الخضر، من خلال الشركة الوطنية، للزراعات المحمية، وبالشراكة مع الدول الأوروبية، في خطوة من شأنها تقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، والتي تصل إلى 1.3 مليار جنيه، تُستخدم في زراعة 400 ألف فدان، بحجم إنتاج 5 ملايين طن تقريباً، تتجاوز قيمتها 20 مليار جنيه، ويساهم محصول البطاطس، في الناتج القومي الزراعي، بأكثر من 5%.
وتستوعب زراعته أكثر من 20 مليون «يومية عمل»، وأكثر من مليون فرصة عمل دائمة، ويضخ المحصول عملة صعبة، بأكثر من 500 مليون دولار، وبما يعادل 18% من حجم الصادرات.
وكان الدكتور محمد عبد السلام جبر، مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة، قد أكد في تصريحات صحفية، أن إنتاج مصر لتقاوي البطاطس، يُعتبر حدثاً تاريخياً، لأنها تستورد 150 ألف طن تقريباً، من التقاوي، بتكلفة 1,6 مليار جنيه، لزراعة 550 ألف فدان، بينما حجم صادراتنا قد تخطّي 800 ألف طن سنوياً.
وأضاف مدير معهد بحوث البساتين، أن التقاوي التي نستوردها من الخارج، من الجيل السابع، وتكون مُحمّلة بالعديد من الأمراض، ويكون لها طرق زراعة ومكافحة معينة، لكن التقاوي التي سيتم إنتاجها محليّاً، من الجيل الثالث، وخالية من الأمراض، وذات جودة عالية، وتعطي إنتاجية أعلى من التقاوي التي يتم استيرادها.