إخوان الشتات (1).. كيف يستغل الإخوان المجالس الإسلامية لاختراق أوروبا؟
الأربعاء، 19 فبراير 2020 12:04 ص
في أواخر يناير من العام الحالي كشف تقرير لصحيفة “leso bservateurs” الفرنسية، عن أن لوبي جماعة الإخوان في أوروبا يعد الأخطر في العالم، لأنها تخترق بعناصرها العديد من البلدان هناك وتتغلغل داخل المؤسسات للتأثير على النمط العام الأوروبي.
وفقا لتقرير الصحيفة الفرنسية فإن يوسف القرضاوي كان مؤسس للمجلس الأوروبي للفتاوى والأبحاث، وهي مؤسسة تصدر فتاوى إسلامية، للمسلمين في أوروبا، وتعتبر كافة أذرع الجماعة على المستوى الأوروبي مثل اتحاد المنظمات الإسلامية (FIOE) أو الجمعيات الوطنية مثل (UOIF ) في ذلك الوقت وتعرف اليوم بـ (MDF ) خرجت من عباءته.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الدراسات تشير إلى أن أقل من (10٪) من المسلمين في أوروبا يشعرون أنهم ممثلون من قبل جماعة الإخوان، هذه الأقلية التي تعمل على فرض الإسلام السياسي على الأغلبية فى أوروبا.
في دراسة أعدها المركز الأوروبي للدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، كشفت عن كثب كيف اقتحمت الإخوان أوروبا عن طريق أبرز المجالس الإسلامية بها وقياداتها؟
المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
أسَّسَه “يوسف القرضاوي” مفتي جماعة الإخوان عام 1997، ومقره كلونسكي في العاصمة الآيرلندية دبلن، أطلق الإخوان في أوروبا عبر “المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث” تطبيقاً على الهواتف الذكية اسمه “يورو فتوى آب” أثار هذا التطبيق جدلاً كبيراً ووجهت اتهامات لمؤسسيه بأنه يحرّض على الكراهية وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 15 يوليو 2019. اتجه أخيراً إلى التعامل مع بعض القضايا التي تدعم الإرهاب بشكل غير مُباشر، ما أثار حفيظة بعض الأوروبيين والمسلمين في الغرب، الذين قدموا تقريراً بأن هذه النوعية من الآراء تحض على الكراهية هذا الكيان يتم تمويله من قطر .تنظيم “الإخوان” وخلق المجتمعات الموازية فى أوروبا
المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا
تأسس عام 1993، يرأسه”أيمن مزيك” وهو دائم الظهور الإعلامي ويشارك في فعاليات سياسية عديدة، يعد المجلس المركزى للمسلمين فى ألمانيا اتحاد يضم في عضويته (19) منظمة إسلامية، ويتبع تلك المنظمات حوالي (300) مسجد، ويضم اعدد كبير من المسلمين بجنسييات متعددة ، ويشمل كل المذاهب الإسلامية. وأوضحت صحيفة “دي فيلت” الألمانية فى 29 سبتمبر 2019 إلى أن “المجلس المركزي للمسلمين نشط للغاية في ألمانيا.
وأكدت الخبيرة الألمانية “سوزان شروتر” مديرة مركز فرانكفورت للإسلام العالمي، إن “جماعة الإخوان تملك نفوذا كبيرا داخل المجلس المركزي للمسلمين”. ويقول “غيدو شتاينبرغ” الباحث المتخصص في الإسلام السياسي، ، للصحيفة ذاتها: “المجلس المركزي هو بالأساس مشروع أسسه مجموعة من الإخوان (الإرهابيين) من مصر وسوريا”. وهناك بعض المراكز الأخرى المنتشرة فى ألمانيا
المجلس الإسلامي فى برلين: يضم “خضر عبد المعطى” أهم قيادات تنظيم ” الإخوان المسلمين الدوليين” ، ويعد المنسق العام للمجلس الأوروبي للأئمة والوعاظ في أوروبا.
المركز الإسلامي في ميونيخ: وهو التنظيم المركزي لجماعة الإخوان في ألمانيا، يركز على الخدمات الاجتماعية والدعوية لاستقطاب المسلمين.
المجلس الأعلى للشباب المسلم: تنظيم شبابى وهو تابع للمركز الإسلامي في ميونيخ، وجماعة الإخوان مسيطرة عليه بالكامل،
وطالب ” كريستوف دي فريز” السياسي المختص بالشؤون الداخلية والذى ينتمى لحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، بالكشف علنا عن أسماء الجمعيات الأعضاء في المجلس، معتبرا أن التكتم المبالغ فيه، قد يغذي الشكوك في ولاء المجلس المطلق للدستور. وأضاف السياسي الألماني أن الاتحاد الإسلامي التركي (ايه تى أي بي) المندرج تحت مظلة المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا يمكن أن يكون محسوبا أيضا ضمن “القوميين المتشددين الأتراك”، ولا يعد بذلك “أقل إشكالية” من الجمعية الإسلامية الألمانية.
المجلس الإسلامي في بريطانيا
أفادت “صحيفة التايمز” وفقا لـ”BBC” فى 18 ديسمبر2015 أن تقريرا للحكومة البريطانية يقول إن أكبر مؤسسة إسلامية في بريطانيا وأكبر جماعة للطلبة المسلمين في بريطانيا لهما صلات غير معلنة بجماعة الإخوان المسلمين. ووفقا للتقرير، فإن المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو مؤسسة يندرج تحت مظلتها أكثر من (500) هيئة إسلامية في بريطانيا، يزعم أنه “مؤسسة غير طائفية”، ولكن يعتقد أن مؤيدي الإخوان المسلمين “لعبوا دورا هاما في إقامته وإدارته”. وأكد التقرير يقول التقرير إن جماعة الإخوان المسلمين “لها تأثير كبير” على الرابطة الإسلامية في بريطانيا وأكبر اتحاد للطلبة المسلمين في بريطانيا.
الإخوان و“اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا”
يهيمن على عدد واسع من المساجد في فرنسا،وهو قريب من فكر الإخوان المسلمين، اتهمه رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق “مانويل فالس” بأنه يحمل “فكرا متطرفا” وسعى لمنعه. يقيم الاتحاد منتدى سنويا واسعا في ربيع كل عام تتقاطر إليه جماعات إسلامية من كل البلدان الأوروبية وغالبا كان طارق رمضان أبرزالمدعوين وفقا لـ ” الشرق الأوسط” فى 7 أبريل 2019 .
الإخوان واتحاد المجتمعات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا (UCOII)
يتهم بالتعاون الوثيق مع جماعة الإخوان المسلمين في قطر ، قاما برصد كيفية توزيع الدوحة لمبلغ 22 مليون يورو على مشاريع إسلامية في إيطاليا وحدها. وأنه كان هناك مستفيد وحيد فعلياً من هذا التمويل وفقا لـ”العربية” فى 13 أبريل 2019 . كيف استغلت جماعة الإخوان المسلمين المجتمعات الإسلامية فى أوروبا ؟
الإخوان والمجلس الإسلامي السويدي
يقع تحت مضلة “الرابطة الإسلامية” وهى مظلة لعدد من المنظمات السويدية فهى تابعة تابعة بشكل كامل «للتنظيم الدولي» والذي ينشط بأذرع متعددة في أوروبا وخصوصا في السويد عبر نشاط اقتصادي مغلف بعمل خيري أو تربوي أو حتى تعليمي وديني وإرشادي وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 14 أكتوبر 2019، تزعم الرابطة اليوم أنها تمثل ما لا يقل عن سبعين ألف سويدي مسلم.
الإخوان والمجلس الإسلامي الدنماركي
أسسته قطر لتجعل منه صندوقا لتمويل تيارات متطرفة وفلول جماعة الإخوان الفارين من الدول العربية وحصالة لجمع الأموال وتوزيعها على قياديين في جماعات وتنظيمات وتيارات مشبوهة داخل أوروبا. منذ عام 2010 تدفقت الأموال القطرية بالملايين على المركز المعروف باسم المجلس الإسلامي، وما أثار المخاوف هو أن تبرعات المسلمين في الدنمارك ومساعدات الدولة تكفي لبناء هذ المسجد وأكثر، وعليه فلماذا المزيد من ملايين قطر تلك التي يقوم بنقلها مسؤولون كبار في قطر. مخاطر إقامة مجتمعات موازية في ألمانيا ، مشروع الإخوان المسلمين !
أبرز قيادات الإخوان فى أوروبا
أشارت “العربية” فى تقرير لها صدر فى 5 يوليو 2019 إلى أبرز قيادات الإخوان المسلمين فى أوروبا، وهم “سمير فلاح” مقيم فى ألمانيا وهومراقب الجماعة في أوروبا، أحمد الراوي مسئول الشأن الديني والاجتماعي للجماعة في أوروبا . وأنس التكريتي من بريطانيا، وأحمد جاب الله، وأبوبكر عمر، وعمر الأصفر، وفؤاد العلوي من فرنسا، ومصطفى الخراقي ومحمد الخلفي، وشكيب بن مخلوف بالسويد، وعماد البراني، ومحمد كرموص بسويسرا. بالإضافة إلى “نوره جاب الله” القيادية في المنتدى الأوربي للمرأة المسلمة وسها الشيخ، ونهال أبو ستيت، ومحمد حمدان، شقيق أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدوليّة في حماس، وأحد مؤسسي المجلس النرويجي عام 1993.
أدرك الإخوان أن السيطرة على أوروبا تكمن في السيطرة على المجالس الإسلامية المركزية، وبالتالي تلك السيطرة على المجالس الإسلامية تجعلهم قادرين على الضغط السياسي على الحكومات الغربية في أكثر من اتجاه. ويعد سيطرة الإخوان على المجلس الإسلامية خطرا داهما على المدى الطويل لأن المجالس المركزية الإسلامية فى أوروبا تملك نفوذا على قطاع عريض من الجاليات المسلمة.
وربما يرجع عدم حظر جماعة الإخوان فى العديد من الدول الأوروبية إلى استخدام جماعة الإخوان كورقة ضغط سياسية، أو الخوف على اقتصاديات تلك الدول، خصوصا أن استثمارات التنظيم فى أوروبا تبلغ مليارات الدولارات، وربما يرجع السبب أن يؤدى الحظر إلى لجوء التنظيم إلى العنف وتنفيذ عمليات إرهابية. لذا تتجه الحكومات الأوروبية إلى الحد من الأذرع والفروع المرتبطة بالإخوان وترك الأصل.
إن قرار عدم حظر الجماعة في بعض الدول الأوروبية يسمح بأن يستمر مؤيدوها بجمع التبرعات لأعمالها سرا، وتمويل الجماعات المتطرفة سواء داخل أو خارج أوروبا ونشر التطرف داخل الأوساط المسلمة فى أوروبا. لذك ينبغى متابعة ومراجعة المجالس الإسلامية التي لها علاقة بشكل غير مباشر مع تنظيم الإخوان. وتكثيف الرقابة على المؤسسات التابعة للتنظيم، بالتوازى مع حظرالتنظيم والشعارات والرموزالمرتبطة به.