أوروبا تقضي على أحلام أردوغان في ليبيا
الثلاثاء، 18 فبراير 2020 09:00 ص
حين بدأ رجب طيب أردوغان في إرسال عناصر من داعش في يوليو العام الماضي بحسب تقارير استخباراتية حديثة، ومن ثم وقع مع حكومة فائز السراج الإخوانية في ليبيا مذكرتي تفاهم بحرية وأمنية في نوفمبر العام المنصرم، ليبدأ في إرسال مرتزقته السوريين من الميليشيات التي تحارب الجيش السوري، إلى ليبيا، ليثبت أقدام حكومة السراج في طرابلس والتي تتشكل من ميليشيات مسلحة.
إلا أن المجتمع الدولي والدول الإقليمية لليبيا وقفت بالمرصاد لطموح أردوغان، وكان عقد مؤتمر برلين الشهر الماضي مقدمة لسلسلة من الخطوات، فقد تفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على بدء مهمة جديدة في البحر المتوسط، لمراقبة تطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا ويتم انتهاكه بشكل متكرر، وسط تلميحات بإمكانية إرسال "قوات برية" إلى البلد الغارق في الأزمات.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمهمة جوية وبحرية، وهناك جزء منها على الأرض، لحظر الأسلحة ودخول الأسلحة إلى ليبيا، مضيفا، الاتحاد الأوروبي سينشر سفنا في المنطقة الواقعة شرق ليبيا لمنع تهريب الأسلحة، لكن إذا ادت المهمة الى تدفق قوارب المهاجرين فسيتم تعليقها كما أكد نظيراه الألماني والنمسوي الأمر.
وشرح غوسيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، تفاصيل المهمة قائلا، إن المهمة تشمل مراقبة جوية وبحرية وعبر الأقمار الصناعية لسواحل ليبيا الشرقية، مؤكدا أن البعثة الأوروبية ستعرض أي سفينة تحمل شحنة سلاح خلال مهمتنا البحرية في ليبيا، وقد وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد على تقديم 7 طائرات و7 زوارق للمهمة في حال توفرها.
وقد اتفقت الدول المجتمعة في ميونيخ خلال قمة الأمن الدولي على أن تعقد لجنة المتابعة الدولية للأزمة الليبية لقاءات دورية، وأن تتناقل الدول المشاركة بها رئاستها، رأى اعتبر مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، أن الأوروبيين أقروا بعثة لمراقبة حظر السلاح على ليبيا، خوفا من أن يصل الإرهابيون إلى أراضيهم.
إن الأوروبيين أدركوا، مؤخرا، أن الأزمة الليبية لم تعد تنذر أوروبا بالمهاجرين فقط، بعدما تبين أن مجموعات إرهابية تصل إلى العاصمة طرابلس وقد تنتقل إلى أوروبا، بحسب المحجوب الذى أكد أن الأمر صار يتعلق بالأمن القومي لأوروبا، وتبعا لذلك، فإن الأوروبيين لا يخشون من تدفق السلاح على البلد المضطرب جنوبي المتوسط، بل يخافون وصول تنظيمات متشددة.
والخوف بدوره بدأ يدب لدى المواطن الأوروبي، لا سيما في الدول الأوروبية التي شهدت هجمات إرهابية دامية، واستُغل فيها وجود جاليات إسلامية كبيرة، بحسب المحجوب، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية في طرابلس أعلنت عن نفسها، خلال الأيام الماضية، من خلال المنشورات التي تم توزيعها، إيذانا باقتراب إنشاء "ولاية" في العاصمة.
ومن الضروري وجود قوة أوروبية على البحر والأرض، بحسب المحجوب، مضيفا أن الكل يعرف مسار تدفق الأسلحة في ظل الأقمار الصناعية وإمكانية رصد كافة تفاصيل حركة الملاحة مثل التوقيت والاتجاه، فإذا كان هناك قلق، فالآلية قابلة للتطبيق"، لكن هذا التحرك له تكلفة مالية أيضا نظرا إلى ما يستدعيه انتقال السفن والقوات، أما الأوروبيين فيعرفون جيدا كيف ينتقل السلاح.