تقارير رسمية تكشف حجم الخسائر فى شركات إنتاج الزيوت النباتية
السبت، 15 فبراير 2020 11:00 م سامى بلتاجى
خسائر شركة القاهرة للزيوت والصابون وصلت إلى 169 مليون جنيه.. والزيوت المستخلصة توقف إنتاج زيت تموين كهرمان وفيروز
كشفت تقارير رسمية عن تحقيق شركات إنتاج الزيوت النباتية الحكومية، خسائر بالملايين، وهو ما دفع بعضها إلى إيقاف إنتاج بعض أنواع الزيوت، التى كانت تنتجها من قبل لأسباب، منها سوء الإدارة والتنسيق بين القدرات الإنتاجية للشركات وبين الكميات المطلوبة لسد الفجوة فى بين الإنتاج والاستهلاك.
شركة الزيوت المستخلصة، إحدى الشركات المساهمة، التى تساهم فيها الشركة القابضة للصناعات الغذائية، مثال يؤكد ذلك؛ حيث توقفت الشركة عن إنتاج زيت تموين كهرمان وفيروز، بداية من شهر يناير 2019، بسبب استيراد كميات من زيت العباد والصويا بأسعار تفوق متوسط الأسعار التى تم العمل بها خلال فترة إنتاج الزيت التموينى 800 جرام، من يوليو حتى نهاية ديسمبر 2018؛ وذلك بحسب محضر اجتماع الجمعية العمومية لمناقشة تقرير مراقب الحسابات، عن الفترة حتى يونيو 2019.
وفى رد شركة الزيوت المستخلصة، على تقرير مراقب الحسابات عن السنة المالية المنتهية فى 30 يونيو 2019، أفادت الشركة بأنه نظرا لورود زيت العباد والصويا فى 30 يونيو 2019، بأسعار تفوق بكثير متوسط الأسعار التى تم العمل بها خلال فترة إنتاج الزيت التموينى، خلال الفترة المشار إليها؛ حدثت خسائر على مستوى جميع شركات الزيوت؛ وذلك حسبما جاء فى رد الشركة؛ لافتة إلا أنه تم وقف إنتاج تلك الأصناف بداية من يناير 2019.
وكانت تقرير مراقب الحسابات بالشركة، انطوى على ملاحظة، مفادها أن إنتاج 27479 طنا من زيت تموين كهرمان وفيروز، سعة 800 جرام، وتسليمه إلى الشركة القابضة للصناعات الغذائية، بسعر بيع 18 ألفا و478 جنيها للطن، تبين انخفاضه عن التكاليف الصناعية لإنتاج الطن بمصانع الشركة المختلفة؛ ما نتجت عنه خسائر مباشرة للشركة، قدرها تقرير مراقب الحسابات بنحو 12 مليونا و938 ألف جنيه؛ وكانت التوصية بأن يتم اتخاذ اللازم، وبحث أسس التسعير والبيع للزيت التموينى.
مثال آخر من الشركات التى تحقق خسائر بسبب سوء الإدارة، شركة مصر للزيوت والصابون، إحدى الشركات التى تساهم فيها الشركة القابضة للصناعات الغذائية، والتى لم تحدد القيمة الاستردادية لأصولها الثابتة وخطوط إنتاجها، والتى تمثل طاقة معطلة من سنوات، قيمتها الدفترية نحو 43.5 مليون جنيه، فى 30 يونيو 2018، تحملت الشركة عن إهلاكها مليون و252 ألف جنيه، وقامت بتحميلها على تكاليف الإنتاج؛ فضلا عن عدم الاستفادة من ماكينتى الشرنك (قيمة 902 ألف جنيه)، منذ توريدهما فى العام 2016/2015، لعدم تناسب طاقتهما الإنتاجية مع الطاقة الإنتاجية لماكينة التعبئة، ما يعوق العملية الإنتاجية، وتم تحميل إهلاكهما (41 ألف جنيه) على الإنتاج؛ بحسب محضر اجتماع الجمعية العمومية للشركة بتاريخ 24 أكتوبر 2018.
وأفاد تقرير مراقب الحسابات بعطل وحدة نزع الرائحة فى غلاية الزيت الحرارى بشركة مصر للزيوت والصابون، تم استبدالها بأخرى مستعملة من مخزن قطع الغيار فى 29 أبريل 2018، وتم تشغيل الوحدة، ثم توقفت فى الفترة من 6 حتى 19 يونيو 2018، لصيانة وغسيل دورة الزيت الحرارى للوحدة، لشكوى العملاء من وجود رائحة بالزيت التموينى (نعمة)، وقد بلغ الإنتاج فى تلك الفترة 2495 طن زيت مكرر صب نمرة (1)، منها 2111 طنا تمت تعبئتها؛ وتحملت الشركة 204 ألف جنيه، خلال العام، تكلفة إعادة نزع الرائحة، وإعادة تعبئة وتغليف ومصروفات نقل 88 طنا، حملتها الشركة على تكاليف الإنتاج؛ كما لم تفصح الشركة عن تضمين مخزون الإنتاج التام 72359 كارتونة (639.075 طنا) تكلفتها 211 مليونا و710 آلاف جنيه طرف الشركة المصرية لتجارة الجملة؛ فضلا عن ارتجاع من العملاء لـ50550 كارتونة، بقيمة 8 ملايين و250 ألف جنيه، خلال الفترة من أول يوليو حتى 30 أغسطس 2018، تحملت الشركة فيها 886 ألف جنيه، مصروفات نقل وإعادة تكلفة مرحلة نزع الرائحة، وإن كانت الشركة، ترد على لسان رئيس الجمعية العامة حينها، بأن الموضوع أخذ أكثر من حجمه، وألقى بالمسئولية على الشائعات، قبيل 30 يونيو فى ذلك الوقت؛ وبحسب محضر الجمعية، فإن الشركة المصرية لتجارة الجملة ترسل شهادات تباعا عن صلاحية الكميات للاستهلاك الآدمى، وأنه جار الاتفاق بين الطرفين على كيفية التصرف فيها.
وتضمن المخزون السلعى أصنافا راكدة وبطيئة الحركة بقيمة 2 مليون و762 ألف جنيه، منها أصنافا منتهية الصلاحية؛ كما أن معظم أصناف قطع الغيار، لم يتم الصرف منها منذ عدة سنوات، وبلغ رصيدها قيمة 10 ملايين و800 ألف جنيه، فى تاريخ الجمعية العمومية المشار إليه.
كذلك، شركة القاهرة للزيوت والصابون، حققت خسائر تشغيل، بقيمة 27 مليونا و397 ألف جنيه، عن الفترة من أول يناير حتى آخر يونيو 2019، وإن كانت قد انخفضت بنسبة 11.96% عن العام السابق، بحسب محضر اجتماع لجنة مراجعة أعمال الشركة، عن الفترة المشار إليها؛ والذى أفاد بتحقيق قيمة صافى خسارة عن تلك الفترة، بعد الضريبة المؤجلة، 34 مليونا و311 ألف جنيه، وإن كانت قد حققت انخفاضا بنسبة 36.36% عن الفترة المماثلة؛ وبحسب الخسائر المرحلة، يصل الإجمالى 169 مليونا و176 ألف جنيه، فتجاوزت أكثر من نصف حقوق المساهمين فى 31 ديسمبر 2018، وبلغ نصيب السهم من خسارة المدة، قيمة 88 قرشا، على أساس صافى الخسارة، بمبلغ 34 مليونا و310 آلاف و547 جنيها لإجمالى 39 مليون سهم.