تقديرات صادمة حول التعليم في «التنمية البشرية» 2019.. ومصر تؤكد حرصها على الاستثمار في رأس المال البشري
السبت، 15 فبراير 2020 09:00 صسامي بلتاجي
تحرص مصر، من خلال وزارة التعاون الدولي، على زيادة حجم التمويل الموجه لقطاع التعليم؛ حيث تبلغ محفظة التعاون الجارية لجمهورية مصر العربية لدى شركاء التنمية في مجال التعليم، نحو 2.16 مليار دولار؛ كما توجد عدة مجالات للتعاون مع شركاء التنمية، مثل البنك الدولي، من خلال دعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الشاملة لتطوير التعليم قبل الجامعي في مصر، بقيمة 500 مليون دولار؛ وذلك وفقا لما أكدت عليه، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في كلمتها في مؤتمر "تعزيز التعليم في الشرق الأوسط وقارة أفريقيا: خلق فرص للتعاون الإقليمي"؛ الخميس 13 فبراير 2020؛ والذي أكد فيه، الدكتور خايمي سافيدار، المدير العام لقطاع التعليم بالبنك الدولي، أن ضمان أن يكون كل الأطفال لديهم تعليم أساسي وثانوي بجودة عالية، هو هدف ضمن أهداف التنمية المستدامة 2030؛ مشيرا إلى أن مؤشر الفقر في التعليم في الدول متوسطة الدخل نسبته 53%.
وعلى صعيد متصل، كان تقرير التنمية البشرية لعام 2019، الصادر عن برنامج الأمم المتحد الإنمائي، بعنوان: "ما وراء الدخل والمتوسط والحاضر: أوجه عدم المساواة في القرن الحاجي والعشرين"، أشار إلى أن عدم المساواة في التنمية البشرية أعمق من عدم المساواة في الدخل، ويقارن التقرير، بين طفلين من مواليد عام 2000، أحدهما في بلد من فئة التنمية البشرية المرتفعة جدا، والآخر في بلد من فئة التنمية البشرية المنخفضة، تكون فرصة الطفل الأول في الالتحاق بالتعليم العالي 50%، لأن أكثر من نصف الشباب في سن العشرين في بلدان التنمية البشرية المرتفعة جدا يلتحقون بالتعلم العالي؛ أما الطفل الآخر، ففرصة بقائه على قيد الحياة أقل بكثير، لأن حوالي 17% من الأطفال المولودين عام 2000، في بلدان التنمية البشرية المنخفضة، معرضون للوفاة قبل بلوغهم سن العشرين، مقابل 1% في بلدان التنمية البشرية المرتفعة جدا؛ كما أن فرص الطفل في بلدان التنمية البشرية المنخفضة، في الالتحاق بالتعليم العالي، لا تتجاوز نسبة 3%؛ وبالتالي فهي محدودة جدا.
وخلال مؤتمر "تعزيز التعليم في الشرق الأوسط وقارة أفريقيا: خلق فرص للتعاون الإقليمي"، أشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أن اختيار البنك الدولي، مصر لاستضافة المؤتمر، يدل على نجاح التجربة المصرية في مجال اصلاح التعليم.
وأوضحت أن مصر حرصت أن تكون من الدول الرائدة التي شاركت مع البنك الدولي في مشروع "رأس المال البشرى"؛ وذلك من خلال التركيز على عدة محاور رئيسية، أهمها: تحسين منظومة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، تنمية مهارات وقدرات المعلمين، تطوير وسائل التدريس للطلاب، تكثيف استخدامات التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وضع نظم متقدمة وفعالة للتقييم والمتابعة من أجل ضمان التطوير المستمر لأداء منظومة التعليم في مصر، وزيادة الوصول للخدمات التعليمية للمحافظات والمناطق الأكثر احتياجا من خلال التوسع في إنشاء المدارس المجتمعية وبما يعمل على تحسين مستوى الخدمات التعليمية على مستوى الجمهورية.
ولفتت إلى أن الاستثمار في المواطن المصري هو مفتاح تحقيق النمو الاقتصادي من خلال إقامة مجتمع یتعلم ویفكر ویبتكر ویبدع؛ حيث أن التعليم والتنمية مرتبطان ارتباطا وثيقا، ويشتركان في هدف بناء الإنسان وتعظيم قدراته من أجل تحقيق التنمية المستدامة، ولا یمكن تحقیق التنمیة إلا إذا توافرت الموارد البشرية القادرة على قیادة تلك التنمیة وإدارتها بكفاءة؛ مشيرة إلى أهمية الحرص على زیادة المبادرات الخاصة بتشجیع التلامیذ على التخصص في مجالات: العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والریاضیات، لمواكبة التطور من خلال الذكاء الاصطناعي.