الجيش السوري يرد على تركيا باكتساب أراضي جديدة من ميليشياته
الجمعة، 14 فبراير 2020 07:00 م
منذ مطلع فبراير الجاري، بدأ الجيش الوطني السوري، بتحرير قرى ومدن جديدة في محافظة إدلب، وهي معقل المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية التي يدعمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقد تمكن الجيش السوري من تحرير عدة مدن وطرق استراتيجية، خلال الأيام الماضية، الأمر الذى أغضب أردوغان ليطلق تصريحات نارية كالعادة بمعاقبة النظام السوري، وتزامن ذلك مع إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لنقاط المراقبة التركية في إدلب، إلا أن القوات السورية تواصل تقدمها في ريف حلب الغربي وسط معارك واشتباكات عنفية بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة مدعومة من أنقرة، فيما أعلن نشطاء عن إسقاط المعارضة لطائرة مروحية.
وسيطرت وحدات الجيش السوري سيطرت على الفوج 46 غرب حلب لتقطع عقدة طرق حلب إدلب القديم وحلب "باب الهوى" باتجاه بلدة الأتارب، لتصبح بذلك القوات السورية على بعد حوالي 3 كم من بلدة الأتارب، فيما أشارت مصادر أخرى أن المسافة بين قوات الجيش السوري ومعبر باب الهوى الحدودي أصبحت 20 كم.
ورغم نجاح القوات السورية، إلا أن الفصائل المسلحة تمكنت وللمرة الثانية خلال ثلاثة أيام من إسقاط مروحية تابعة للجيش السوري، وذلك بعد أن كانت تمكنت من إسقاط مروحية في ريف حلب الغربي ومقتل جميع عناصرها. وقالت مصادر ميدانية إن طاقم المروحية قتل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ ويهيمن على محافظة إدلب وأجزاء متاخمة لها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) كما تنشط فيها أيضا فصائل متشددة ومعارضة أقل نفوذا، كما تضم ما يقارب 3 ملايين نسمة نصفهم من النازحين.
العلاقات بين روسيا وتركيا توترت جدا بدورها بسبب نجاح الجيش السوري من السيطرة على قرى ومدن عدة وانتزاعها من أيدي الميليشيات المسلحة التي ترعاها أنقرة، بسبب الدعم الروسي للجيش السوري، وأجرى الرئيسان فلاديمير بوتن ورجب طيب أردوغان، مباحثات هاتفية، يوم الأربعاء، لأجل بحث الوضع في إدلب، بحسب بيان صادر عن الكرملين.
وقد أعلنت تركيا إرسال تعزيزات إلى الشمال الغربي من سوريا، في خطوة تحد، وذكرت تقارير تركية أن رتلين على الأقل عبرا إلى سوريا، وفيهما دبابات ومدرعات وناقلات جنود، وذلك في ظل عزم الجيش السوري على استعادة آخر معقل للمعارضة المسلحة، فيما سيطرت قوات النظام السوري، على كامل طريق حلب - دمشق الدولي، غرب البلاد، ليتمكن من ذلك لأول مرة منذ عام 2012، وذلك بعد معارك ضارية خاضتها ضد ميليشيات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، التي تمكنت خلالها من السيطرة على عدد من القرى والبلدات المحيطة بالطريق الدولي، بحسب مصادر حقوقية سورية.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لطريق دمشق- حلب الدولي، بأنه الأطول في البلاد ويبلغ طوله نحو 432 كيلومتراً، ويعتبر طريقاً أساسياً للاستيراد والتصدير، والذي يربط أبرز مدن سوريا ببعضها بعضاً، من حلب العاصمة الاقتصادية شمالاً مروراً بحماة وحمص في الوسط ثم دمشق ودرعا جنوباً وصولاً إلى الحدود السورية ـ الأردنية، لذلك يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة.
وطريق دمشق - حلب الدولي، لن يؤثر بشكل مباشر على حجم التعامل التجاري بين سوريا والأردن، الذي سيزيد بعد فتح هذا الطريق مجدداً لاسيما أن المعبر الحدودي مع الأردن قد فُتح منتصف تشرين الماضي، بحسب خبراء اقتصاديين، والذين أكدوا أن الصادرات السورية وحركة الترانزيت سيكون بإمكانها الوصول لأسواق مصر وغيرها مثلاً بكميات أكبر وتكلفة أقل من كلفة الشحن الجوي والبحري.
وقد تبادل الجيش السوري والقوات التركية، إطلاق النار قرب مواقع مراقبة تركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن دمشق ستدفع ثمنا «غاليا جدا» إذا شنت أي هجوم جديد ضد قواته، فيما قالت مصادر ميدانية وشهود إن رتلا عسكريا جديدا للجيش التركي دخل من معبر كفرلوسين باتجاه عمق المحافظة، ويضم الرتل ما يقرب من 60 آلية (10 دبابات، 8 ناقلات جند، 28 مدرعة، 10 شاحنات، 3 جرافات).