في عيد الحب.. هذه رسائلي إلى ليزا
الجمعة، 14 فبراير 2020 01:12 م
رسائلي إلى ليزا مختلفة هذه المرة، فلن أكتب لها وحدها، فهو عيد حب للعالم أجمع، فشوارع العاصمة تمتلئ رحيقًا متطاير، وأكشاك الزهور تفوح عطرا، والعاشقين داعبوا المشاعر شعرا، وقلوبهم منعت الارتجاف، فهم قد وضعوا مواثيقا وعهدا.
أتعلمين يا عزيزتي ما هو الحب؟، أراه دوما مجردا من المشاعر، يتطلب أمورا ليبقى، حددتها: خوف ومحبة ورجاء واشتياق، وأُكمِل: إن فعلت ذلك فأعط الحب حقه كي تنعم.
الحب ترينه يا عزيزتي، في تلك الأمطار المنهمرة، فهي قصة بدأت حين أحبت السماء الأرض، ففتحت أبوابها، لتروي ظمأها، ولتداعب تلك الوجوه العابسة بفعل مرارة الأيام، ولتدغدغ أجنحة الطير، المتعبة من موسم الهجرة الماضي، ولتمنع هذا الجفاف عن قلب أجهده الزمن.
الحب ترينه أيضًا في المتصوفة قلوبهم، يتعلقون بعرش إله لم يروه، وينثرون حبهم في الأرض لينبت، هو في الرهبان أيضًا، أحبوا لدرجة، حنت عليهم أديرتهم الخاوية، وما ظهرت آثاره إلا بالوصل، فالحب يحي غراما جف منبته.
عزيزتي: أنا لا أحب احتفالات الفلانتين، ولكن أكون ممحونا وأقول أن كل أيامنا فلانتين، لكنها أيام الوصل، نجفف فيها منابع الهجر ونسقيها، ولا نقبل الهوان، نثور ونهدأ، نلعب ونتشاجر.
يا ليزا أي إنسان يحب، تشرق شمس المحبة على وجدانه، وتتغير ملامحه، كأنها نسمة الربيع، تحوم بين ضلوع خاوية، تنثر حبات السعادة على كل خلية أنهكتها مرارة الأيام.
الحياة ليست حب وحدها، بل هي رفض للهوان، وسكينة في المنام، و ونس في الليل، وفنجان قهوة في الصباح، وطلبات منزل لا تنقطع، ومشاجرات على أتفه الأمور لا تتوقف، وبكاء أطفال وثرثرة نساء، وتخوفات من الغد، لكن كل هذا وأكثر يمر.
في إحدى مراحل الحياة، يزاح الحب من المشهد الرئيس للقصة، رغم كونه البطل، ويتحكم الود والاحترام وحسن العشير والود ورفض الهوان وحسن الكلام ودعم الطريق وتهوين المشكلات وفرار من صخب هذا الكون بالأحضان.
أرى الحياة هكذا يا ليزا، فهذه هي المنطقية التي تتحكم في عقلي، وترفضينها أنت، ترفضين إعطاء كل ذي حق حقه، تخلطين الأوراق ثم تعيدي ترتيبها، في لحظة تكون أكثر منطقية مني، وفي أخرى ضاع الوقار، ونكشت شعرك لترعبيني.