وافق مجلس الأمن على مشروع القرار البريطانى بوقف إطلاق النار فى ليبيا، جاء ذلك خلال الجلسة العامة المنعقدة فى مجلس الأمن لبحث الأزمة الليبية، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان غسان سلامة المبعوث الأممى في ليبيا بأن المفاوضات التي تمت في جنيف توصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار بين الأطراف المختلفة في ليبيا في خطوة عملية تسعى من خلالها إلى التوصل لحلول سياسية للأزمة الليبية المستمرة منذ سنوات عديدة.
المشروع البريطاني الذى وافق مجلس الأمن عليه، يعرف فيه عن قلق مجلس الأمن من الانخراط المتزايد للمرتزقة في ليبيا، في إشارة إلى المجموعات الإرهابية التي يرسلها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى ليبيا، كما يتضمن المشروع الالتزامات الدولية التي تم التعهد بها في برلين في 19 يناير من أجل احترام حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ العام 2011 بما يشمل وقف كل الدعم المقدم إلى المرتزقة المسلحين وانسحابهم.
المشروع البريطاني يطالب أيضا جميع الدول الأعضاء بعدم التدخّل في النزاع أو اتخاذ تدابير تُفاقمه، كما يندد مشروع القرار البريطاني المعدل بالتصاعد الأخير للعنف ويدعو الأطراف إلى التزام وقف دائم لإطلاق النار، ودعا المشروع القرار البريطاني، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إبداء رأيه بشأن الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار وتقديم مقترحات من أجل مراقبته بشكل فعال.
وبعد عرض بريطانيا لمشروعها أعلنت روسيا اعترضاها على بعد العبارات، وطالبت بتعديلات حيث شملت تعديل فقرة "قلق المجلس" إزاء الانخراط المتزايد للمرتزقة في ليبيا، واستبدال عبارة مرتزقة بمقاتلين إرهابيين أجانب.
يأتي قرار مجلس الأمن بعد ساعات قليلة من إعلان قيادى بإخوان ليبيا عدم التزامهم بالقرارات الدولية الخاصة بحل الأزمة الليبية، حيث أعلن صلاح بادى قائد ميليشيات، "لواء الصمود" التابعة لقوات الوفاق والمحسوبة على تنظيم الإخوان أنه لا يعترف بقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولى ولن يعمل بها، لافتا إلى أنه غير ملزم بكل التفاهمات التى تم توقيعها فى مؤتمر برلين بشأن وقف إطلاق النار أو سيتم الاتفاق عليها فى مؤتمر جنيف، مؤكدا استمرار القتال للدفاع عن مناطق الغرب الليبى ثم التوجه إلى مناطق الشرق التى تخضع لسيطرة الجيش الليبى، وذلك تزامنا مع المساعى الأممية لتثبيت هدنة حقيقية بين الطرفين والجهود الدولية لعدم توسيع دائرة الصراع تهدف لاستقرار ليبيا.
صلاح بادى الذى يقود أقوى وأكبر المليشيات الإرهابية قال: نحن مستعدون لأى أوامر من الغرفة وستستمر عملياتنا حتى نحقق الأهداف التى جئنا من أجلها.. ولن نكون تحت أمر غسان سلامة أو تحت الأوهام التى تساق لنا كل يوم تحت مسميات مؤتمر برلين ومؤتمر جنيف.. ونحن لا نتعلق بقرارات الأمم المتحدة أو المجتمع الدولى الذى يسوق لنا الأوهام وماضون فى تحقيق أهدافنا.