قطر ضاقت بنسائها.. 3 فتيات هربن من انتهاكات الحمدين

السبت، 08 فبراير 2020 03:07 م
قطر ضاقت بنسائها.. 3 فتيات هربن من انتهاكات الحمدين
الباحثات عن الحرية

طالت انتهاكات النظام القطري في حقوق الإنسان عددا من النساء، رغم ما تدعيه دولته من حريات والمحافظة عليها، لينطق عليها القول: لا حرية للمرأة فى قطر.
 
نماذج نسائية كثيرة تعاني من حقوق الإنسان في قطر غطاها التراب، لكن هناك 3 نماذج نجحت في كشف الغبار والحديث عن ما يواجهنه من خطر في دولة الحمدين، منهن نورة المرى، فتاة قطرية تقول إنها تحلم بدولة حريات.
 
نورة المرى، فتاة لا تمتلك الشجاعة الكافية لكى تشارك صورتها وبياناتها الشخصية عبر ذلك الحساب الذى ظهر على شبكة تويتر فى 20 من يناير الماضى ليعلن أن صاحبته قد فرت من الدوحة، ومن التسلط المجتمعى والسياسى فى بلادها إلى بريطانيا، حيث طلبت اللجوء إلى عاصمة الضباب. 
 
 
79d73a2c-0dae-49d4-ad1c-58c31d43bfc8-1-copy
 
 
قالت المري إنها خرجت من بلادها مكرهة، تستطيع أن تسمع صوت الأنين بوضوح فى الكلمات التالية: «بعد انعدام كل السبل المتاحة للحصول على كامل حقوقى اضطررت للفرار من بلدى، فقد أكون صوتاً مؤثراً يفيد من لا تستطيع الهرب والتخلص من تسلط العادات والتقاليد البالية».
 
قالت الفتاة: «لست سعيدة أنى اضطررت للهرب من بلدى # قطر، أحب بلدى لكنى أكره صنّاع القرار الذين صاغوا أنظمة الدولة حتى تتماشى مع عادات وتقاليد لا إنسانية وأعطت القوة والسلطة للعائلة على فتياتهن!، وقالت في تغريدة أخرى: «أنا لا أكره بلدى #قطر، بل أحبها لكنى أكره الظلم».
 
وفي تغريدات أخرى صبت نورة جم غضبها على النظام فى قطر الذى يضع الذكر فى مقام عال، وينزل بالأنثى إلى أسفل سافلين فوجهت مثلا نداء قالت فيه: «أيها الذكور، نحن النساء لسنا ملك لكم، نحن بشر مثلنا مثلكم لا فرق بيننا، فلستم أعلى منا ولسنا أقل منكم»، و«نحن لا نحتقركم بل نحاول توعيتكم أن الأنثى كائن بشرى مثلكم وليست ناقصة عقل أو أقل منكم».
 
وقالت أيضا: «أحد أهم مشاكلنا فى المجتمعات العربية هن الذكوريات اللاتى فرخن أبناء الوطن الذين لم يتلقوا تربية سليمة عن كيفية التعامل مع المرأة بل وعلموهم أن المرأه خادمة للرجل وأنه قوام عليها»، وطالبت أيضا بـ«أن نتخلص من تلك العادات والتقاليد ويُحاكم أولائك الذين يعنفون المرأة ويقيدوا حريتها.! وتُحاسب تلك الجهات التى من المفترض أن تحمينا ولم تقم بدورها.
 
وأعادت نورة على صفحتها نشر تويتة: «لم تٌقدم القطريات على اللجوء إلا نتيجة عدم وجود قوانين تردع المسىء وتحميهن من الانتهاكات التى تقع عليهن..فالإشكالية تكمن فى عدم وجود أماكن حقيقية تحمى المرأة...فهن لم يذهبن لسياحة وإنما لطلب الحماية من الظلم».
 
تحكي نورة عن مجموعة من الإجراءات الاحترازية، التى اتخذتها من تجارب الهاربات قبلها من جحيم الحمدين، فقالت: «رأيت أخطاء اللاتى هربن قبلى وأنا الآن أتجنبها قدر المستطاع! كل شىء جديد وأنتظر أن أحصل على قرار اللجوء حتى أتمكن من تغيير اسمى، لكن ذلك لم يعصمها من مطاردة السلطات لها فى الخارج، فاضطرت أن تقول:« لن أعيش حياة القط والفأر يا حكومتنا العزيزة يجب أن تشعروا بالخجل وأنتم تطاردوا فتيات لم يرتكبن جرماً».
 
عائشة القحطانى تعرف نفسها على تويتر بـ«سلفادور»،  هي الأخرى هددت عرش الحمدين، اختفت منذ فترة على موقع التواصل الاجتماعي، أعاد اختفاؤها إلى الواجهة تغريدة قالت فيها: «وضعى غير آمن أبدا، هناك من يريد الوصول لمكانى سواء السفارة أو الأهل، وهذا ما أخبرتنى إياه الشرطة هنا!» فهل تحقق ما كانت تخشاه؟
 
واتسمت مشاركات عائشة بوعي ونضج بقضية المرأة القطرية، استطاعت فى أيام قليلة أن تنصب نفسها متحدثا باسم قضية المرأة القطرية، تمكنت بسهولة أن تصيغ مطالب هاشتاج «#حقوق_المرأة_القطرية» الذى حقق رواجا كبيرا بين النساء فى قطر، وتلخصه فى 7 مطالب هى: 
 
- سن قانون يجرم التعنيف الأسرى، ويتم اعتباره جناية، وترسيخ مؤسسات لحماية المرأة والطفل من التعنيف، تساهم فى إعادة تأهيلهم واستقرارهم.
- حق المرأة فى الاستقلال، أى أن يكون للمرأة حق فى الأرض، كما الرجل، وهنا نأخذ مثال الكويت التى تقسم الأرض بين المرأة والرجل فى حال زواجهما.
- أن يكون للمرأة حق التنقل، وأهمها أن يكون للمرأة حق السفر دون تقييد، أسوة بالرجل.
- أن يتم التعامل مع المرأة كما هو منصوص فى الدستور بالتساوى مع الرجل، وإنهاء التعسف فى مسائل استكمال الإجراءات القانونية والحكومية دون ولى أمر ودون اعتبارها ناقصة.
- إلغاء تصريح الموافقة على العمل من جانب الزوج فى بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية.
- مشاركتها مع زوجها فى الولاية على أطفالها.
- #تجنيس_أبناء_القطريات.
 
7fe28e63-9410-488a-8704-ec450a581267
 
 
هربت عائشة القحطانى من جحيم تنظيم الحمدين فى مطلع يناير الماضى، أخذت على عاتقها فضح الانتهاكات التى تواجه النساء وبحسب الشعار الذى استخدمته الفتاة القطرية على حسابها بشبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعى، فإنها الآن مقيمة فى بريطانيا، وإن كانت لم تفصح صراحة عن مكان إقامتها، وعرفت نفسها قائلة: «سلڤادور هى عائشة القحطانى، قطرية، محبة لوطنى، ولكن أمضيت 22 سنة تحت القوانين القامعة للمرأة فى قطر، التى تعطى كل التفويض لذكر العائلة، القوانين التى تدهس المعنفات وتكرههن على التنازل عن حقوقهن». وأضافت:«أقف هنا بعد أن نجيت بذاتى من كل ذلك، لأتحدث عن تجربتى وتجربة غيرى من النساء».
 
فتحت عائشة القحطانى أيضا ملف العنف الأسرى فى قطر، وأن البنت لن تستطيع بحال من الأحوال إبلاغ الشرطة حال تعرضها للعنف، حيث قالت:«هناك فتيات يتعرضن للضرب والاضطهاد فى منازلهن، ولا يستطعن رفع الهاتف والاتصال على الشرطة لمعرفتهن ويقينهن بأن «الشرطة» دائما ضد المعنفات، وأقولها بصريح العبارة «ضد» المعنفات، ثم نصرخ فى كل المؤتمرات بحقوق الإنسان، وندين الدول الأخرى على ما يرتكبونه من جرائم إنسانية»، قائلة: «يجب أن يعى الجميع كمية الحقوق المسلوبة من المرأة القطرية، وأنها ما زالت تعامل كقاصر تابعة قانونيا لذويها، واجتماعيا تعانى من التحيز الجنسى والضغط الدائم».
 
نوف المعاضيد، ناشطة أخرى هربت من جحيم الأسرة الحاكمة في قطر، هربت من قطر حين كان عمرها 22 عاما، إلى لندن، وهناك طلبت اللجوء الإنساني  بعيدا عن منظومة القوانين القطرية التى تتعامل مع المرأة، باعتبارها قطعة أثاث ليس لديها أى حق فى أى شىء، حسب قولها، وهاجمت السلطة السياسية وفضحت ادعاءاتها بشأن حماية حقوق المرأة.
 
كشفت نوف وكشفت قائمة طويلة من الممنوعات لا يحق للأنثى القطرية أن تقترب منها، وهى كلها حقوق عادية بل وأقل من العادية فى أى مجتمع، وروت قصتها في تسجيل مطول مفاده: أنها فتاة تعرضت لعنف أسرى بالغ حاولت أن تجد سبيلا من الحماية داخل دولتها، وذهبت إلى مؤسسة أمان لحماية وتأهيل ضحايا العنف التى أسستها الشيخة موزة، فاكتشفت أن أقصى ما يستطيعون أن يقدمونه لها هو أن يتواصلوا مع أهلها ويطالبونهم بالكف عن إيذائها.
 
واكتشفت حتى إنها لا تستطيع أن تقيم فى المدينة الجامعية، أو فى أى فندق أو نزل خاص، تحدثت عن نشاطها فى مجال حقوق المرأة من داخل قطر، وكيف استدعت الشرطة القطرية أهلها هى وصديقاتها من النشطاء بعد تحديد هويتهن، وطلبت من أسرهن أن يؤدبوا بناتهن، توصلت فى هذه اللحظة إلى حقيقة أن هذا الوطن لا مكان للمرأة التى تطالب بحقوقها فيه.
 
بعد هروبها إلى لندن، استعادت نوف نشاطها المدافع عن حقوق المرأة القطرية عبر الفضاء الإلكترونى وكانت تغريداتها واضحة فى هذا الشأن قالت:
 
تابعت المعاضيد أنه ليس هناك نظام حماية قانونى للطفل والمرأة فى قطر، كل ما يوجد هو تعهد أسخف من السخيف، لا يعاقب المعنف إن خالف التعهد، ولا يسمح للمرأة القطرية بالقيادة إلا بموافقة ولى أمرها «مهما كان عمرها».
 
وواصلت: «لا يسمح للمرأة القطرية بالعمل فى الجهات الحكومية إلا بـ«رسالة غير الممانعة» من ولى أمرها مهما تعدى عمرها.
 
فى رأيها، فإن المرأة الأجنبية فى قطر تحصل على حقوق أكثر من ابنة البلد نفسها، لذلك فإنها غردت قائمة: «أطالب بإلغاء إذن السفر على المرأة القطرية!
 
 
11f06773-394d-4a3f-ae01-c198071ada90
 
 
لم تنس الإشارة إلى قائمة الممنوعات المحرمة على المرأة القطرية فى إجابة على سؤال «لماذا هربتى» فقالت: «‏لأنجو بحياتى من تهماتهم الكاذبة».
 
- ممنوع الخروج من البيت لأى حاجة
- ممنوع أستعمل السواق لأى طلعة غير الجامعة
- القيادة ممنوعة
- العمل ممنوع
- ممنوع أغيب عن الجامعة بدون إذن
- ممنوع أقول للسواق يجيبلى أشياء ناقصة
- ممنوع أروح الجمعية
- إذا فينى وجع ما فى طبيب لأنى «دلوعة»
- دكتور أسنان ممنوع لأن كل حالات العلاج تعتبر «تجميل»
- ممنوع ألبس سلبر لأنه «عيب»
- ممنوع أسمع أغانى «بسماعة» لأنها تسبب الشك.
 
تركت نوف قائمة المحرمات فى بلاد تنظيم الحمدين، وهربت لكنها وضعت يدها على جرح خطير، لم يتمكن تنظيم الحمدين من احتوائه أو معالجته، وهو أزمة حقوق المرأة القطرية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق