الأحزاب تتسابق لكسب رضا المصريين.. بمبادرات خدمية قد تبعدها عن دورها الأساسي

السبت، 08 فبراير 2020 02:18 م
الأحزاب تتسابق لكسب رضا المصريين.. بمبادرات خدمية قد تبعدها عن دورها الأساسي
قافلة طبية

في الآونة الأخيرة فطنت الأحزاب المصرية إلى ضرورة فتح قنوات مباشرة مع المواطنين في الشارع المصري، عبر مجموعة من المبادرات الخدمية، تحمل شعار مساعدة المواطنين الأكثر احتياجا وتقديم الخدمات الطبية والتموينية، وهو أمر يراه البعض ثانويا على عكس مهام الأحزاب الأساسية.

الأمر كان غريبا على الساحة السياسية، فالكثير يرى أن دور الأحزاب ليس مثل هذه المبادرات، غير أن مسؤولين بالأحزاب يرون أنه من صميم عمل الأحزاب ولكنمه كان مغفولا، يقول حسام الخولي الأمين العام لحزب مستقبل وطن، إن العمل التنظيمي لحزبه يعمل وفقا لاستراتيجية مختلفة لتغيير فكر العمل السياسي والحزبي في مصر، ليكون المواطن هو أساسها طوال الوقت وليس في المناسبات والمحافل الانتخابية فقط.

السياسة ليست بالعمل من المكاتب أو التحرك في الشارع وقت الانتخابات فقط، يضيف الخولي، وهو ما يعني أننا لا نتاجر باحتياجاتهم، ولكن الأحزاب عليها مسئولية مجتمعية لضمان السلام الاجتماعي الذي ينعكس بشكل إيجابي على الجميع، مؤكدا أن تحقيق السلام والاستقرار الاجتماعي هو مسئولية كل قادر في المجتمع بأكمله، داعيا الأحزاب إلى السير على نفس نهج حزب مستقبل وطن وتوجيه جهودها لخدمة المواطن بشكل حقيقي لا من أجل مصالح انتخابية.

وأوضح أن استراتيجية الحزب تعمل على مستويين أحدهما سياسي وتشريعي من خلال الهيئة البرلمانية للحزب داخل مجلس النواب، والمستوى الآخر خدمي تنموي من خلال العمل على خدمة المواطن في الشارع المصري بصرف النظر عن انتمائه الحزبي أو السياسي، مشيرا إلى أن الحزب غيّر أيضا مفهوم العمل التنموي والمجتمعي للأحزاب، حيث يقدم الحزب خدماته بشكل مستمر بصرف النظر عن مواسم الانتخابات التي اعتاد المواطنون على ظهور الأحزاب.

المبادرات الحزبية وفق الخولي تأتى في إطار تمويل ذاتي عبر الاشتراكات وتبرعات الأعضاء في جميع المستويات التنظيمية للحزب بالمحافظات والمراكز والقرى والنجوع.

حزب الوفد لم يك بعيدا عن تلك المبادرات، فدشن مبادرة مبادرة «الوفد مع الناس» قال إنها لمساعدة المواطنين الأكثر احتياجا وتقديم الخدمات الطبية وغيرها من قوافل السلع الغذائية، وذلك للتأكيد على الدور الخدمى الذى يقوم به الحزب فى الفترة الحالية. من جانبه قال الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية المصري، إن المكان الحقيقى للأحزاب هو التواجد فى الشارع.

وأوضح حسب الله أن الدور الحقيقى للحزب يكمن فى التواصل مع المواطنين وحل الشكاوى وتقديم عمل حقيقى يحتاجه الشارع المصرى من خلال مجموعة من السلاسل الخدمية، مضيفًا أن مبدأ حزبه الاجتهاد والسعى والتواصل مع المواطنين والعمل بنظام السلسلة الخدمية، قائلا: "من يريد أن يكون الحزب رقم 1 فى مصر، لن يحصل عليه سوى بدخول السباق فى الشارع المصرى".

يقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن الدور المجتمعى للأحزاب لا يجب أن يطغى على ممارسة الدور السياسى، وأنه تلاحظ في مؤخرا كثرة المبادرات الخدمية للأحزاب في الشارع بينما لازال هناك غياب في الأنشطة السياسية، يضيف أن الأنشطة السياسية التي تمثل دورا رئيسيا للحزب والمتمثلة في صناعة الكوادر والمشاركة في الرؤى والخطط المؤسسية وتكويل طرح بديل هو الأساس لأى كيان وهو ما يجعله طرف حقيقي في المعادلة السياسية.

ولفت فهمى إلى أن الدور المجتمعى للأحزاب يمثل أنشطة ثانوية ، ورغم أنه يمثل متاجرة أو عزف على احتياجات المواطنين إلا أنها ظاهرة لم تحدث في مصر فقط بل وقعت على مستوى الكيانات السياسية في العديد من الدول التنموية التي تشهد انتقال سياسى لإيجاد أرضية لهم وكسب المواطنين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة