بمشاركة 25 سفيرا.. تفاصيل المؤتمر التأسيسي لاتحاد الزراعيين الأفارقة لدعم التكامل الزراعى
الجمعة، 07 فبراير 2020 10:00 ص
منذ فجر التاريخ، بسطت مصر يدها لكل من قصدها، وكانت كريمة في عطائها وسخائها، بل تجاوزت في ذلك محيطها الإفريقى إلى آسيا وأوربا، غير أنها لم تبخل يوماً ــ في رخائها وشدتها ــ على امتدادها العربى والإسلامى، دون أن تنس أو تُقصّر في جذورها الإفريقية، وحقوق أبناء القارة عليها، كشقيقة كبرى، مساحة وسُكّاناً، وتاريخاً وحضارة.
وهو مايدفعها دائماً، لاستضافة المؤتمرات والمنتديات المصرية الإفريقية، على أراضيها، بالقاهرة أو شرم الشيخ، أو إحدى المدن المصرية، على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من أجل صالح إفريقيا والأفارقة، ولدعم التنمية المستدامة، في الزراعة والثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، وتأسيس الاتحادات والنقابات والروابط، التي تصل مصر بمحيطها الإفريقى، ومن ضمن هذه الفاعليات، المؤتمر التأسيسى لاتحاد الزراعيين الأفارقة، الذى ستنطلق أعماله يوم السبت المقبل.
المؤتمر التأسيسي لاتحاد الزراعيين الأفارقة
وتنطلق غدا السبت، بمدينة شرم الشيخ، محافظة جنوب سيناء، فعاليات المؤتمر التأسيسي لاتحاد الزراعيين الأفارقة، والذي تنظمه نقابة المهن الزراعية المصرية، برئاسة الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، خلال الفترة من 8 – 10 فبراير الحالي، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبحضور ممثلي النقابات المهنية، والمجتمع المدني، بالدول الإفريقية، ومشاركة 25 سفيراً إفريقياً، وكذلك بمشاركة المنظمات الدولية والإقليمية، في مجال الزراعة، وممثلين لمفوضية الزراعة والتنمية الريفية، بالاتحاد الأفريقي، ضمن خطة مصر، لتفعيل التعاون المشترك، بين منظمات المجتمع المدني المصري، ونظيرتها في الدول الأفريقية.
الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين
وقال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، في تصريحات صحفية الخميس، إنه من المقرر، أن يتم عقد مؤتمر الأمن الغذائي في أفريقيا، علي هامش المؤتمر التأسيسي لاتحاد الزراعيين الأفارقة، وأوضح خليفة، أن هذا المؤتمر، يأتي تنفيذاً لتوصيات منتدي شباب العالم، الذي عُقد مؤخراً في مدينة شرم الشيخ.
وأكد نقيب الزراعيين، أن الحدث يُشكّل انطلاقة للتواجد المصري في أفريقيا، ودعماً للعلاقات بين دول القارة، خاصة أن المَجال الزراعي يُعدّ واحدًا من أبرز مجالات التعاون بين مصر ودول القارة الأفريقية، وأن مصر تعمل على تشكيل تحالفات زراعية، مع العديد من الدول في أفريقيا، مشيراً إلى أنه سيتم دراسة بعض المقترحات، التي يمكن من خلالها، زيادة الاستثمارات الزراعية، بين دول القارة الإفريقية، وتحقيق الاستفادة المُثلى من الموارد المتاحة بالقارة، والاستغلال الأمثل للمواقع الجغرافية المتميزة بها، من خلال اتحاد الزراعيين الأفارقة.
وأضاف "خليفة"، أن الاتحاد يهدف إلى تحقيق تعاون، وتكامل زراعي بين الدول الأفريقية، والاستفادة من الطاقات والإمكانيات الزراعية، الموجودة في كل دولة، وأشار نقيب الزراعيين، إلى أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي، من المحاصيل الزراعية، وتنشيط عمليات التبادل التجاري بين دول القارة، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية، علي الناتج المحلي لكافة دول القارة.
وأوضح نقيب الزراعيين، أن دول الجنوب الشرقي والجنوب الأفريقي، تمتلك فرصاً استثمارية زراعية هامة، فى دولٍ مثل موزمبيق وتنزانيا وزامبيا وبتسوانا وزيمبابوي، حيث تمتلك هذه الأقطار حوالى 102 مليون فدان، يتم زراعة 14% من هذه المساحة الشاسعة فقط، وهو ما يُشكّل فرصاً واعدة، لتعظيم الاستفادة من هذه الثروة الخضراء، التي تزخر بها دول القارة.
المزارع المصرية فى إفريقيا
وأشار سيد خليفة، إلى أنه من المتوقع، عقب تدشين الإتحاد، أن يساهم في تطوير قطاع الزراعة في افريقيا، حيث سيكون بمثابة حاضنة أعمال، لكافة الفئات العاملة بقطاع الزراعة، علي مستوي القارة الإفريقية، مشيراً إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجّه بضرورة تخصيص مقر دائم للاتحاد، كمساهمة من جمهورية مصر العربية، لتيسير مهامه، كما تتكفّل نقابة الزراعيين، بالسكرتارية الخاصة بالاتحاد، علي أن تكون الجمعيات التطوعية الزراعية والتعاونية، وكذلك جمعيات المرأة والشباب، بمثابة ركيزة وسند، لعمل المهندسين والخبراء الزراعيين والقطاع الخاص.
مصر وعمقها الإفريقى
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبادى، الخبير بشئون الزراعة والثروات الحيوانية والداجنة والسمكية، على دور مصر الكبير، في دعم الأشقاء الأفارقة، من أجل صالح أبناء القارة، وحتى يتم ترسيخ الروابط والعلاقات، التي تعود بالخير على الجميع، بما في ذلك نشر المزارع المصرية في أفريقيا، وتدريب الطلاب والباحثين الأفارقة في مصر، وخاصة في المجال الزراعى والثروات الحيوانية والداجنة والسمكية، بقطاع العلاقات الخارجية، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، من خلال ورش العمل والمؤتمرات والندوات، بمعاهد البحوث الزراعية والحيوانية والداجنة والسمكية، ومركز البحوث الزراعية، علاوة على مركز بحوث الصحراء، وكل ذلك وغيره، من أجل تعميق العلاقات مع الدول الإفريقية، ودفع عجلة الاستثمارات الزراعية، لتوفير الأمن الغذائي لمصر وأشقائها الأفارقة.
الدكتور محمد عبادى الخبير الزراعى
دعم التكامل الاقتصادي
وفى حديثه، عن الفوائد والمزايا، التي تعود على الجانبين المصرى والإفريقى، من خلال هذه الاتحادات والروابط والنقابات، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إنّ فوائد الاتحادات والروابط، هامة جداً وحيوية، لأنها تؤسس وترسخ للتواصل بين النقابات مع أفريقيا، لتعزيز التكامل والروابط والعلاقات الأزلية، بين أبناء القارة وهو ما يتيح التعرف عن قرب، على الخبرات والآراء، كما يتيح تبادل الأفكار والخبرات الزراعية والاقتصادية، بما يعود بالنفع علي الجميع، والوصول إلي التكامل الاقتصادي، بين دول القارة، عن طريق معرفة الاحتياجات ومعطيات كل دولة، وكيفية التعامل لتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية، بما يسهل حل النزاعات، التي قد تنشأ خلال العلاقات و المعامالات بين الدول والأشخاص، كما تعمل هذه الروابط على إذابة حالة الجمود، لمعرفة نتائج الإخوة بين الأفارقة بعضهم ببعض، بما قد ينتج عنه دعم وترسيخ الاتحاد ورفعة القارة الإفريقية، كما يتيح الالتقاء الزراعي، وفتح أسواق جديدة، والتغلب علي التحديات، التي تمنع التبادل التجاري بين الأقطار الإفريقية ككل.