«ضحك كالبكاء».. طلاب يعملون بدلا من الأطباء بمستشفيات أسيوط

"وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء".. بيت شعر شهير لأبى الطيب المتنبي يصلح لواقع مرير تعانى منه المستشفيات والتى بلغ الإهمال بها حد قيام  طلاب بكليات الصيدلة، أو بالفرقة الثالثة أو الرابعة بكلية الطب، يعملون مكان طبيب آخر مقابل أجر مادى في النوبتجية، وكذلك تعليق محاليل طبية فوق أسطح المستشفيات، أو وضع علاج مخصص للمواطنين داخل أجولة استعدادا لبيعه أو تهريبه خارج المستشفيات، كل ما سبق حالات تم ضبطها داخل مستشفيات وزارة الصحة بمحافظة أسيوط.

فاجأت لجان المتابعة بمديرية صحة أسيوط أكثر من مستشفى بعدة مراكز، مرة بشكل مباشر ومرة أخرى عن طريق التخفى، بارتداء ملابس وجلباب بلدى، وتمكنت هذه اللجان من ضبط أكثر من واقعة لقيام طلاب بكلية الصيدلة، ومرة أخرى طلاب بكلية الطب، يعملون مكان أساتذة وأطباء كبار، بحيث يتفرغ الأطباء لعياداتهم، ويستعينون بطلاب صغار مكانهم، بالمخالفة للقانون، أشهر هذه الوقائع بمستشفى أبنوب المركزى، حيث تمكن المكتب الفني بمديرية الصحة خلال جولة مفاجئة من ضبط طالب بكلية الطب، يقوم بتوقيع الكشف الطبي على المترددين على استقبال مستشفى أبنوب المركزي بدلا من طبيب وزارة الصحة "نائب الاستقبال"، مقابل تقاضى أجر عن النوبتجية.

وكانت معلومات وردت للدكتور محمد زين وكيل وزارة الصحة من بعض المرضى، تفيد بوجود طالب من كلية الطب يقوم بالكشف على المرضى بالمستشفى بدلا من الطبيب المتخصص، وعلى الفور تم تشكيل لجنة من المكتب الفنى لوكيل وزارة الصحة، ضمت الدكتور أحمد سيد موسى مدير المكتب الفني لوكيل وزارة الصحة، والدكتور محمد المصطفى حميدة مدير إدارة الطوارئ، والمعتصم بالله السيوطي المدير التنفيذي بالمكتب الفني لوكيل الوزارة، ومحمد محفوظ عضو إدارة المتابعة بمديرية الصحة بأسيوط، وتبين من خلال الفحص عدم وجود نائب الاستقبال " ش . ع"، ووجود طالب بكلية الطب بدلا منه يدعى " م . ز" وبعد التحقيق معه تبين أنه يعمل  بدلا من الطبيب الأول فى النوبتجية وتمت إحالة الواقعة للتحقيق.

كانت لجنة مكبرة من مديرية الصحة، شنت حملة على المستشفيات المركزية ومنها مستشفى أبنوب المركزى، للتفتيش على الأقسام بمستشفى أبنوب المركزي، لمتابعة تقديم الخدمات الصحية للمرضى، وخلال عملية التفتيش، وردت معلومات تشير إلى إلقاء كميات كبيرة من المحاليل الطبية  فوق سطح المستشفى، فور علمهم بحضور اللجنة، فصعد أعضاء اللجنة إلى أعلى سطح المستشفى، وعثروا على 300 عبوة محاليل، منها 100 عبوة تم إتلافها، و200 عبوة بحالتها تابعة لقسم الأطفال بالمستشفى، وتم التحفظ على العبوات وتم عمل محضر بالواقعة، وإحالة المتسببين في ذلك  للشئون القانونية بالمديرية لاتخاذ الإجراء اللازم.

هذه الواقعة كانت بمستشفى الإيمان العام، بعد أن تمكنت هيئة الرقابة الإدارية بمحافظة أسيوط من ضبط كميات كبيرة من الأدوية المخصصة لمستشفيات وزارة الصحة داخل أجوله بمستشفى الإيمان،  وقامت بإحالة طبيب، و4 صيادلة للتحقيق للوقوف على أسباب تواجد كل هذه الكميات داخل الأجولة، كما رصدت الرقابة الإدارية وجود عدد كبير من المخالفات داخل المستشفى وكلفت إدارة التفتيش الصيدلي بفحص الأدوية ، وقيمتها ، ومدى صلاحيتها ،والجهة التي تقف وراء تخزينها بهذه الطريق وهل هى معده للتهريب داخل المستشفى من عدمه وجرد عهدة المستشفى من الأدوية.

هذه الظاهر من أكثر الظواهر السيئة التى توجد بشكل كبير داخل المستشفيات الحكومية، حيث رصدت لجان المتابعة وقائع كثيرة ترصد غياب الأطباء وطواقم التمريض عن المستشفيات والاستقبال العام بالمستشفيات، وخاصة نوبتجيات السهر، ما يؤدى إلى عدم وجود تقديم خدمات صحية ليلا في عدد كبير من المستشفيات، وخاصة تلك المستشفيات التى تقع على أطراف المحافظة، وتحاول لجان المتابعة ومديرية الصحة تكثيف حملاتها وتشديد وتغليظ العقوبة للحد منها وكان آخر ها قبل يومين بعد مرور مفاجئ علي مستشفى الحميات بمركز منفلوط والذى اسفر عن إحالة  40 من المخالفين للشؤن القانونيه وضبط بعض الادوية والمستلزمات مع أحد العمال يبيعها للجمهور.

ومن جهته قال الدكتور محمد زين الدين وكيل وزارة الصحة بأسيوط في تصريح خاص، إنه لا تهاون مع أى مقصر وأن لجان المتابعة والمكتب الفنى هناك تعليمات مشددة عليهم بالإستمرار في الحملات المفاجئة على المستشفيات والوحدات الصحية  ا لضمان انضباط عمل الفرق الطبيه داخل المنشآت الصحية.

وأضاف وكيل وزارة الصحة أن هناك خطة متكاملة  لمفاجأة كافة المنشآت الصحية المستشفيات والوحدات في كافة أنحاء اسيوط في مختلف الاوقات حرصا على تقديم افضل خدمة طبية لائقة للمواطنين.. موضحاً ان الهدف من هذه الجولات اعادة الانضباط والاطمئنان علي توافر المستلزمات والادويه والوقوف علي مشاكل المرض وتواجد الأطباء والإستماع الى كل شكاوى المرضى في كل انحاء المحافظة.