الليرة فقدت أكثر من 62.6% من قيمتها
رواتب أردوغان للمرتزقة في ليبيا يساوي 30% من متوسط تمويل البنك الإسلامي للتنمية
الخميس، 06 فبراير 2020 09:00 صسامي بلتاجي
في مؤتمر صحفي، عقده في 3 فبراير 2020، كشف اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، عن المرتبات التي تتقاضاها قيادات الفصائل الموالية للحكومة التركية التي تدير المعركة في طرابلس، إلى جانب الميليشيات التي يعتمد عليها، فائز السراج، رئيس ما كان يعرف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، لقتال الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أن الحكومة التركية نقلت 6000 مرتزق من المسلحين الذين كانوا يقاتلون في سوريا، إلى الأراضي الليبية من إجمالي 18 ألف مرتزق، يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إرسالهم إلى ليبيا؛ حيث يتقاضى كل مسلح من أولئك المرتزقة 2000 دولار كراتب شهري، يدفع للمرتزق بشكل مباشر في ليبيا، أو يدفع لأسرته أو ذويه في سوريا أو في محل إقامتهم؛ وذلك يعني أن الحكومة التركية تدفع للمرتزقة في ليبيا إجمالي مبالغ شهرية تقدر بقيمة 12 مليون دولار.
وإذا كان عدد 6000 مسلح مرتزق نقلتهم الحكومة التركية إلى ليبيا، منذ توقيع اتفاقية في هذا الصدد، في نوفمبر 2019، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، منفردا، أي خلال 3 شهور، بمتوسط 2000 مسلح شهريا، فإن الحكومة التركية، تكون قد سددت رواتب للمسلحين، بنحو 24 مليون دولار، حتى الآن، منذ توقيع اتفاقية (أردوغان-السراج)، وإذا استمرت الحكومة التركية في إرسال المسلحين المرتزقة إلى ليبيا، بنفس الوتيرة، فإن من المتوقع وصل إجمالي المسلحين إلى الرقم المستهدف، في شهر يونيو المقبل، او ربما قبله؛ وهو ما يعني زيادة النفقات التركية على المرتزقة في ليبيا، إلى مبلغ 138 مليون دولار.
مبالغ الشهرية التي تدفعها الحكومة التركية للمسلحين المرتزقة للقتال في ليبيا، تطرح التساؤل حول مفارقات زيادة النفقات على المرتزقة في مقابل انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، وفي ذات الوقت حصول تركيا على المركز الخامس في قائمة الخمس دول الأكثر استفادة من تمويل مجموعة البنك الإسلامي للتنمية؛ حيث حصلت تركيا في عام 2018، على إجمالي تمويلات قدرها التقرير السنوي للبنك المشار إليه بقيمة 594.1 مليون دولار؛ أي أن ما ستدفعه الحكومة التركية للمسلحين المرتزقة خلال 9 شهور أو أقل، يوازي نحو نسبة 24% من التمويل الذي حصلت عليه تركيا من البنك الإسلامي للتنمية، بهدف البرامج التنموية، خلال 2018؛ كما أن المتوسط الشهري للمرتبات التي تسددها الحكومة التركية للمرتزقة في ليبيا يتعدى نسبة 30% من المتوسط الشهري لإجمالي قيمة تمويل البنك الإسلامي لتركيا في العام المشار إليه.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تشهده العملة التركية (الليرة) من انهيار أمام الدولار الأمريكي، حيث سجل الدولار الأمريكي 5.97 ليرة، صباح يوم 5 فبراير 2020، مقابل 5.19 في نفس اليوم من العام السابق، و2.23 في نفس اليوم من عام 2014، وذلك بحسب البنك المركزي التركي، ما يعني أن الليرة التركية فقدت نحو 62.6% من قيمتها، خلال فترة تولي رجب طيب أردوغان، رئاسة الجمهورية في تركيا، منذ أغسطس 2014.