نحو 4 آلاف سائح من مختلف دول العالم، خرجوا من بلدانهم يبحثون عن الترفيه والاستجمام وقضاء وقت ممتع على ظهر إحدى السفن العملاقة بعرض البحر، يمارسون سياحة الغوص والصيد ومشاهدة المناظر الطبيعية، ولم يكن بحسبانهم أنهم قد يكونوا في رحلة إلى الأخرة.
تعود تفاصيل الحكاية إلى يوم 20 يناير الماضي، حينما قرر 3700 سائح من نحو 50 دولة حول العالم الخروج في رحلة بحرية على ظهر السفينة العملاقة «دياموند برنسيس» أو «أميرة الألماس»، من ميناء «يوكوهاما» إلى «هونج كونج»، لينتهي بهم الأمر للاحتجاز داخل غرفهم على متن السفينة فى عرض البحر، لا يمكنهم العودة إلى بلادهم أو حتى الاقتراب من إحدى الشواطئ القريبة، وأصبحوا عالقين داخلها بعدما تحولت إلى حجر صحى بسبب فيروس «كورونا».
.jpg "maxresdefault (1)")
بدأت الأحداث تتصاعد عندما اكتشف الركاب أن بينهم مواطن صيني مصاب بفيروس كورونا الجديد، فتحولت السفينة من مكان ترفيهى ورحلة ممتعة لركابها إلى لبؤرة محتملة لفيروس كرونا، ومكان ضخم للحجر الصحى وركاب محتجزين بداخله فى عرض البحر، بعد أن فرضت السلطات اليابانية حجر صحي بدأ من يوم 1 فبراير لمدة 14 يوما وهى فترة حضانة الفيرس، على أن تتم مراقبة حالة جميع الركاب، وأظهرت نتائج فصح أحد الركاب البالغ من العمر 80 عاما، إصابته بمرض فيروس كورونا، وأصبح الأمر شبه مرعبا لركاب السفينة عندما بدأ وضع الركاب في الحجر الصحي، وظهرت إصابة 10 أشخاص آخرين على متن السفينة بالمرض المعدي ذاته.
وقال بريطانيون كانوا على متن السفينة لـ «سكاي نيوز»، إن الأوضاع تغيرت بصورة دراماتيكية بين عشية وضحاها في السفينة.وأوضحوا أن السلطات اليابانية أبلغتهم بمنعهم من مغادرة حجراتهم في السفينة لأي سبب كان.وعليه بات هؤلاء رهينة حجراتهم، حيث يتم تقديم الطعام لهم فيها، ويواجه ركاب السفينة احتمال البقاء أسبوعين في الحجر الصحي، وهي المدة التي تحتاجها السلطات للتأكد من عدم إصابة الشخص بأعراض كورونا.
من جانبها بدأت السلطات الصينية في نقل عدد من ركاب السفينة إلى منشأة طبية خاصة.
وكان ديفيد وسالي أبيل أوكسفوردشاير في رحلة بحرية على متن «أميرة الألماس» للاحتفال بالذكرى الخمسين لزواجهما، غير أن هذه المناسبة السعيدة باتت تتخذ شكلا تعيسا، إذ بات ديفيد قلقا على صحته بسبب إصابته بمرض السكري الذي يحتاج لعناية ودواء مثل الأنسولين، قائلا: «إن الأسبوعين المقبلين سيكونا منحة بالنسبة له، لكن يجب أن نبقى إيجابيين، لأن التذمر لا يفيد في مثل هذه الأوضاع».
ولفت إلى أن هناك أصدقاء له على متن السفينة يعانون كثيرا، كونهم مدخين، خاصة أن قبطان السفينة أعلن منع التدخين في الحجرات وعلى الشرفات، مضيفا: «أصدقاؤنا يمزقون شعورهم»، مشيرا إلى أن معظم الركاب يابانيون، لكن هناك بريطانيين وأميركيين وكنديين وجنسيات أخرى.
