النصب باسم مصر.. شهادة ودرع ووسام الوطن بـ750 جنيها
الإثنين، 03 فبراير 2020 06:03 م
انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية، «موضة» جديدة بين أصحاب المراكز والأكاديميات التعليمية، وتخصصوا في إقامة عدد من المؤتمرات كل بضعة أشهر، تحت شعارات وطنية فضفاضة، بغرض جني المزيد من الأموال بغض النظر عن القيمة التعليمية أو الثقافية أو الاقتصادية التي ستضيفها مثل هذه الفاعليات.
وتستغل المراكز التعليمية أو الأكاديميات، مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك، وكذلك تطبيقات التليفونات المحمولة، وتحديدا برامج «واتس اب، وانستجرام»، لضمان وصول ما يقدمونه من عروض إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، حيث يعتبرون المجموعات أو كما تسمى «الجروبات» المفتوحة والمنتشرة على تطبيق «واتس آب»، سوقا رائجة لبضاعتهم البائرة.
وتحدد كل أكاديمية، أسعار الشهادات التي ستعطيها إلى المشاركين معا في مؤتمراتهم المزعومة، كما تفنن أصحاب هذه الأماكن في وضع قائمة أسعار خاصة لمميزات المشاركة في مؤتمراتهم المزعومة، يختلف سعر كلا منها بحسب جنسية صاحبها، فبالطبع يختلف الشخص الأوروبي عن الأفريقي والخليجي، فعلى سبيل المثال، نشرت إحدى الأكاديميات التعليمية، إعلانا لها عبر المجموعات المتعددة على تطبيق «واتس آب»، كتبت فيه بلغة عربية خاطئة، وبأسلوب ركيك ويفتقد لأي من معايير وأبجاديات التسويق الجيد: «نــــحــــــن قـــــــادمـــون إلــيـكــم بـالــجــديــد والــمـبـهــر، شهرمارس2020 مع الحدث الأقوى والأهم، تعلن أكاديمية أكسفورد للاستشارات والدراسات المتخصصة، ومشاركة منسقي الاتحاد الاوربي بجمهورية مصر العربية، مشاركة مؤسسة سفراء التميز والإبداع، مكتب صدى الخبرة مكتب التمثيل التجاري الدولي بالمملكة العربية السعودية، نجتمع مصريين واشقاء من الدول العربية ودول إفريقيا وأوروبا، مصر والسعودية، السعودية ديما في القلب، مصر والسودان شعب واحد وطن واحد، مصر قلب إفريقيا ، مصر في قلب العرب، ملتقي أكسفورد الدولي الثالث في نسخة جديدة تتميز بالإبداع، مؤتمر آفاق عربية أفريقية حسب الرؤيا الاستراتيجية للتنميه المستدامة، تحت شعار نستثمر اليوم لمستقبل أفضل».
وتابع الإعلان:« على أرض مهد الحضارات بين أروقة الأصالة أرض الكنانة على أرض مهد الحضارات سنجتمع، سنجتمع على المحبة، حيث العراقة والاصالة بين الأجداد، نجتمع على الأرض الطيبة أرض الكنانة، بأمر الله موعدنا في شهر مارس 2020 ، نعم نتطلع للقمة ولا نريد الوصول إليها لكي نبدع أكثر، نؤكد باذن الله سنلتقي معا لكي نرتقي».
وحدد صاحب الإعلان، عدد من المحاور التي سيركز عليها المؤتمر، لم ترتقي بأي حال لأن تكون واحدة منها محورا للدراسة، لا لعقد مؤتمرا، وشملت المحاور: «يرتكز الملتقي علي عدة محاور تنتهي جميعها الي تحقيق المستهدف؛ أهم هذه المحاور :
التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه التمنية المستدامة، دور الجامعات في توفير متطلبات دعم وتطوير الاستثمار ، دور صندوق الاستثمارات العامة في دعم قطاع التنمية، دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في دعم أهداف التنمية المستدامة، واقع قطاع السياحة ومستقبل الاستثمار السياحي ، دور المؤسسات الإعلامية في التوعية لدور التنمية المستدامة، مسئولية التدريب في دعم خطط التنمية المستدامة ، واقع الاستثمار ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، دور تقنية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التنمية».
وتضمن إعلان الأكاديمية قائمة تحديد الأسعار، بحسب رغبة كل مشارك، وما يريد الحصول عليه، فكل شيء ثمن محدد، بدأ من الشهادة التي سيحصل عليها الشخص المشارك، انتهاء بشهادة التقدير!، وجاء في الإعلان: « إمتيازات الحضور والمشاركة، تقديم أبحاث ومشروعات داخل المؤتمر، تقديم مشروعات تخدم الدولة المصرية والعمل على يتنفيذها من قبل الجهات، إتاحة الفرص لتبادل الخبرات والتعاون المشترك ، الحصول على شهادة حضور ومشاركة رسمية من إدارة الملتقى والجهات الرسمية المشاركة، الحصول على درع استراتيجية التنمية المستدامة ، حصول على ميدالية الوسام ، الحصول على شهادة شكر وتقدير من مؤسسة تحيا مصر الإعلامية، الحصول على شهادة وسام التميز والإبداع الإداري».
بينما جاءت قائمة الأسعار للراغبين في المشاركة بمثل هذه الفاعليات، على النحو التالي: « للمشاركة والحصول على الامتيازات ٧٥٠ جنيه مصري، المشاركة بورقه عمل للمصريين ١٢٠٠ جنيه مصري، مشاركة الأخوة العرب والأفارقة ١٠٠ دولار، مشاركة الأخوة العرب والأفارقة بورقة عمل ١٢٠ دولار».
وتطرح «صوت الأمة»، سؤالا عن ماهية الجهات الرسمية المعنية بإصدار التراخيص لمثل هذه المؤسسات أو المراكز أو الأكاديميات، هل تصدر عن وزارة التضامن الاجتماعي، أم التربية والتعليم؟.. ومن المسؤل عن الرقابة على تلك الأماكن وأنشطتها؟ وهل تخضع هذه الأماكن لأي رقابة من جانب مصلحة الضرائب العامة؟.. وهل تقدم هذه المراكز مستندات ضريبية سليمة تضع فيها ما تجمعه من عملات صعبة؟ وننتظر الرد من المسؤلين.