مع ظهور 11953 حالة «كورونا».. «سلامة الغذاء» توجه مفتشيها لإجراءات بشأن السلع الغذائية
الأحد، 02 فبراير 2020 11:32 مسامي بلتاجي
الأمم المتحدة تؤكد ضرورة تيسير تنفيذ معايير الدستور الغذائي وزيادة الاستثمار في النظم الوطنية لمراقبة الأغذية
"الصحة العالمية": كورونا متوطن في الإبل من عقود ويمثل فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب البشر وأول ظهوره في نهاية عام 2012
أعلنت منظمة الصحة العالمية وجود 11953 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، أغلبها في الصين؛ أما في إقليم شرق المتوسط، فإن الحالات الموثقة حتى 2 فبراير 2020، هي لخمسة أفراد، أربعة منهم ينتمون إلى نفس العائلة، في الإمارات العربية المتحدة؛ وبحسب التحذيرات الدولية، يبدو أن المرض يتطور لدى حوالي 20% من الحالات إلى مرض وخيم، بما يشمل الالتهاب الرئوي والفشل التنفسي، وفي بعض الحالات الوفاة.
وفي مجال الرقابة على الأغذية وتداولها، وبعد ظهور مرض كورونا في الصين وانفلونزا الطيور في أوكرانيا، نبهت الهيئة القومية لسلامة الغذاء في مصر، في خطاب موجه لمفتشيها في الموانئ البحرية والجوية والبرية، على مستوى الجمهورية، إلى عدد من الإجراءات بشأن رسائل السلع الغذائية ذات الأصل الحيواني، غير المعاملة حراريا، من اللحوم والدواجن والألبان ومنتجاتها الواردة من الدولتين المنوه عنهما؛ تتمثل في مراجعة المستندات البيطرية الخاصة بالموقف الوبائي للحيوانات بالمناطق الواردة منها المنتجات ذات الأصل الحيواني التي يمكن أن تكون ملوثة بفيروس كورونا أو فيروس إنفلونزا الطيور، وأن يتم سحب العينات عن طريق ممثل الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وتكويد العينات وإرسالها إلى معامل بحوث صحة الحيوان، وإخطار الحجر البيطري بنتائج الفحوص حال ورودها.
في تقرير سابق للأمين العام للأمم المتحدة، حول التنمية الزراعية والأمن الغذائي، تم التأكيد على الإجراءات المتخذة على جبهات متعددة لتعزيز مشاركة جميع البلدان في عمل هيئة الدستور الغذائي المتعلق بتحديد المعايير، وفي تيسير تنفيذ معايير الدستور الغذائي المشار إليه، وزيادة الاستثمار في النظم الوطنية لمراقبة الأغذية، وتسخير استثمارات القطاع الخاص في بناء سلاسل إمدادات غذائية مأمونة؛ وتعزيز التعاون بين القطاعات وتطبيق نهج توحيد الأداء في مجال الصحة، متعدد القطاعات؛ ومكافحة واحتواء مقاومة مضادات الميكروبات؛ وكفالة التقيد بمعايير كافية لإدارة سلامة الأغذية على امتداد السلاسل الغذائية، بما في ذلك السلاسل التي تخدم الأسواق غير الرسمية؛ وإيلاء اهتمام خاص للمزارع الأسرية صغيرة الحجم والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم والفئات السكاني الضعيفة.
ووفقا لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أصبحت التدابير المتعلقة بسلامة الغذاء والتغذية الوجبة التطبيق على الصعيد العالمي عبر الحدود، أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ مما يتطلب ضمان سلامة الأغذية المتداولة عالميا وإخضاعها للمعايير الغذائية المتفق عليها دوليا، والتي وضعتها هيئة الدستور الغذائي؛ حيث ستؤثر كفالة سلامة الأغذية في قدرة المجتمع الدولي على تحقيق هدف القضاء تماما على الجوع لدى سكان العالم، الذين يتوقع أن يصل عددهم بحلول عام 2030، إلى 8.5 بليون نسمة، بحسب التقرير المشار إليه.
كانت منظمة الصحة العالمية، قد أصدرت في يوليو 2015، إرشادات مبدئية لتحري حالات العدوى البشرية بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أشارت فيها إلى أن فيروسات كورونا، هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن للبشر عدة أمراض، تتراوح بين نزلة البرد الشائعة والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، كما يمكن لها أن تسبب المرض لأنواع كثيرة من الحيوانات؛ ولفتت المنظمة إلى أن أول مرة تم فيها تحديد فيروس كورونا مستجد في شخص مقيم في الشرق الأوسط، كانت في نهاية عام 2012، ولم قد شوهد من قبل في البشر.
كانت منظمة الصحة العالمية قد فسرت حينها سبب ظهور فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بأنه فيروس حيواني المصدر، انتقل إلى البشر السكان في شبه الجزيرة العربية، في حالات متعددة، نتيجة لمخالطتهم الجمال العربية أو المنتجات المتعلقة بها بنحو مباشر أو غير مباشر؛ ولفتت المنظمة إلى دراسات تشير إلى أن الأضداد الخاصة بفيروس كورونا المشار إليه، منتشرة في قطاع الجمال العربية في الرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وأن البيانات المستمدة من المسوح المصلية الوبائية توضح أن فيروس كورونا يسري في الإبل منذ عقود، وإن كانت أسباب ظهوره لأول مرة في 2012 غير معروفة، ولم تكن طرق انتقاله من الحيوان إلى الإنسان قد اتضحت بالكامل.
ومن بين إرشادات منظمة الصحة العالمية، ضرورة فحص حالات التعرض المحتملة خلال الأربعة عشرة يوما السابقة لظهور أعراض فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فحصا دقيقا، مع التركيز على حالات التعرض للحيوانات والبشر وكذلك الأغذية، فضلا عن سجل السفر؛ وتضمن محور فحص التعرض للحيوانات، في المنطقة التي يقع فيها منزل المريض، أنواع: الإبل، الحيوانات المنزلية، الفئران والقوارض الأخرى، الخفافيش، الطيور، وغيرها؛ وكذلك الأنشطة المرتبطة بتربية المواشي والمزارع أو زيارة أسواق الحيوانات الحية أو مضامير السباق أو ممارسة الصيد بواسطة الصقور أو المشاركة في ذبح الحيوانات أو الأضاحي.
وفي مجال الأغذية، بين إرشادات منظمة الصحة العالمية، للوقاية من أعراض فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، تم التحذير من تناول الأغذية أو المشروبات غير المعالجة أو اللحوم النيئة أو غير المطهية أو منتجات الدم غير المطهية مؤخرا.
وتنصح منظمة الصحة العالمية، القائمين على التحريات في مجال الصحة العامة وصحة الحيوان، بالعمل معا على تقييم الدور الذي تلعبه العدوى بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، في الحيوانات البرية، مثل: الخفافيش والقوارض؛ أو الحيوانات الأليفة، مثل: الإبل، الغنم، الماعز، والحيوانات المنزلية، كمصادر للتعرض المحتمل بالنسبة إلى الحالات البشرية؛ ويمكن أن تشمل الزيارات الميدانية لتحري حدوث الاعتلال أو المرض، في صفوف الحيوانات، كلا من: منزل المريض ومحيطه، المناطق المحلية محل إنتاج الأغذية من أجل استهلاكها نيئة أو غير معالجة مثل الفواكه المجففة في الشمس، الأماكن التي تتردد عليها الحيوانات مثل الكهوف، والأماكن التي تردد عليها المريض خلال 14 يوما قبل اعتلاله؛ وفضلا عن المعلومات الخاصة باعتلال الحيوانات ونفوقها، يتطلب الأمر معلومات حول الممارسات المحلية الخاصة بحظائر الحيوانات وأعلافها ومناولتها.