"المركب بتغرق يا قبطان".. حكاية غرق العبارة المصرية السلام 98
الأحد، 02 فبراير 2020 05:37 م
في الثاني من فبراير قبل هذا اليوم بنحو 14 عاماً اختفت العبارة المصرية السلام 98 على بعد 57 ميلاً من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر وقتها أشارت التقارير الأولية عن بعض الناجين من الحادثة أن حريقاً نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة وانتشرت العديد من الفرضيات حول أسباب الغرق والتي يمكن اختصارها.
لكن الكارثة كانت قد وقعت بالفعل، وعمت الأحزان أرجاء مصر.
بداية الغرق
"المركب بتغرق يا قبطان"، كانت هذه هي آخر رسالة عثر عليها بعد تفريغ الصندوق الأسود للسفينة، ليعلو بعدها أصوات الشهادة، صراخ وعويل، استسلم الركاب لمصيرهم المجهول، متشبثين بآخر أنفاس لهم في الحياة، ولكن لم تنجح محاولاتهم للنجاة كثيراً.
في هذا الحادث المشئوم الذي راح ضحيته حوالي 1032 راكبا ونجا حوالي 388 آخرين، وآخرين فقدوا بين أمواج البحر التي انطوت عليها، تضاربت الأقوال حول مكان اشتعال النيران حيث قالت مصادر أن النيران اشتعلت في غرفة المحركات بينما قالت مصادر أخرى أن النيران اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها ومن ثم اشتعلت مرة أخرى.
وقد تمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة وكانت مضخات تنشيف السفينة والتي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل "كما هو مبين في تسجيل الصوت لطاقم الملاحين في غرفة القيادة والذي انتشر بشدة " وأدى ذلك إلى اختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها.
عدد الركاب
كانت السفينة تحمل 1312 مسافراً و98 من طاقم السفينة وكانت هناك آراء متضاربة عن العدد الإجمالي للأشخاص الذين كانوا على متن السفينة فاستناداً إلى تلفزيون "النيل"، عن محافظ البحر الأحمر، فإن العبارة كانت تقل 1415 شخصاً بينهم 1310 من الرعايا المصريين بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلف من 104 فرداً وذكرت قناة النيل المصرية الرسمية أن 115 أجنبيّاً على الأقل كانوا على متن العبارة، بينهم 99 سعوديّاً، وكان معظم المسافرين مواطنين مصريين كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل أيضاً 220 سيارة على متنها.
الصندوق الأسود
بعد الحادث تمكّنت فرق البحث والإنقاذ من العثور على الصندوق الأسود للعبارة سلام 98 وتمكنوا من الاستماع إلى حديث طاقم السفينة قبل غرق السفينة بلحظات قليلة والتي أوضحت حيرة القبطان ومساعده في عملية إنقاذ السفينة من الغرق وتبين أن السفينة كانت تميل إلى اليمين وأن القبطان كان يأمر الركاب بالاتجاه إلى اليسار في محاولة منه لإعادة التوازن للعبارة.
وتبين أيضاً أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلى 25 درجة وهو مؤشر خطير مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلى الغرق وأوضح التسجيل أن الركاب كانوا يرددون الشهادتين وعبارة لا حول ولا قوة إلا بالله التي كانت آخر عبارة قبل انقطاع الصوت.
تفاصيل القضية
تم تداول القضية على مدى 21 جلسة طوال عامين استمعت خلالها المحكمة لمسؤولين هندسيين وبرلمانيين وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة النقل البحري، وتم الحكم في قضية العبارة في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط تم تبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة ونجله عمرو الهاربان إلى لندن وثلاثة آخرون.