من الكومبارس الجديد للإخوان؟
السبت، 01 فبراير 2020 09:22 مسامى سعيد
سياسيون: الجماعة تبحث عن وجه جديد من التيارات المدنية لاستهداف الشباب وتنفيذ أفكار الإخوان
ثروت الخرباوى: محمد على كان دمية إخوانية فاشلة وكارت محروق
بعد فشل كل الكومبارسات الذين استعانت بهم قطر عبر وكيلها الإرهابى «جماعة الإخوان» فى تنفيذ مخططات الفوضى والتخريب فى مصر، هل ستتوقف هذه المخططات، أم ستشهد الفترة المقبلة ظهور كومبارس جديد؟
الإجابة على هذا السؤال تتطلب التدقيق فى تاريخ الجماعة خاصة بعد ثورة 30 يونيو، فمنذ هذا التاريخ، ولدى الجماعة قائمة طويلة من الكومبارس السياسى ممن تستعين بهم فى أوقات محددة، للترويج لأفكارها وأهدافها لكن تحت ستار «التيارات المدنية»، خاصة بعد تيقن هذه الجماعة ومن يقفون خلفها أن الإخوان باتوا مرفوضين شعبيا، ليس فى مصر فقط، وإنما فى كل المنطقة العربية، خاصة أن ثورة 30 يونيو كانت كاشفة لكل مخططات هذه الجماعة التى تعمل على تنفيذ أجندة خارجية وضعتها تركيا وتتولى رعايتها والإنفاق عليها إمارة قطر.
استعانت الجماعة بأيمن نور وفشل، ثم لجأت إلى سياسيين آخرين وفشلوا أيضا، فكان رهانها على شخصيات فنية مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا، لعلهم يستخدمون مواهبهم التمثيلية فى توصيل الرسالة الملغومة للمصريين، لكن كالعادة فشل كل هؤلاء، فكان رهانهم على المقاول محمد على، وفشل هو الآخر، ولم يبق أمام الإخوان أى جديد على الساحة لكى تستطيع استخدامه، فهل ستكف عن محاولاتها البائسة، أم أن الرغبة فى استمرار تدفق التمويلات القطرية والتركية سيدفعها إلى البحث عن كومبارس آخر، يؤدى الدور المطلوب منه لفترة من الوقت يحافظ خلالها قيادات الجماعة على زيادة أرصدتهم البنكية فى تركيا وبريطانيا.
فى البداية أكد عدد من السياسيين والمتخصصين فى الإسلام السياسى والجماعات الإرهابية، أن الجماعة الإرهابية تعانى حاليا من إفلاس كبير، فلا توجد رؤية واضحة، وتبقى الرؤية الوحيدة لهم هو أن يستمر الدعم القطرى والتركى لهم، حتى لا يفقدوا مصادر دخلهم، لذلك فإنهم لن يعملوا على معالجة أخطائهم وقراءة موقف الشارع المصرى بشكل دقيق، وهو الموقف الرافض لهم ولكل من يرتبط بهم، لكنهم سيحاولون بشتى الطرق إنشاء شخصية أخرى حتى يستمر التدفق المالى القادم لهم من الدوحة وأنقرة.
الدكتور «طارق فهمى» أستاذ العلوم السياسية، قال لـ«صوت الأمة» أن دعوات الإخوان للحشد دائما ما تتسم بالعشوائية وغياب الرؤية، وهذا كان واضحا بقوة خلال الدعوات الأخيرة التى سبقت الاحتفال بالذكرى التاسعة لـ25 يناير وعيد الشرطة، فكانت دعوات عبثية لم تقرأ جيدا الوضع فى الشارع المصرى، فمثل هذه الشخصية التى اختارتها الجماعة لقيادة هذه الدعوات «بلا قيمة سياسية»، فلم تستطع تقديم أى رؤية سياسية أو تصور متكامل، وهو ما جعله محل استهزاء من جموع المصريين.
ويضيف فهمى بقوله «كما أن رهان الإخوان على وعى المصريين يؤكد أن هذه الجماعة فقدت كل ما تملكه من عقل ورصيد، لأن هذه الجماعة تدرك تماما أن المصريين الذين خرجوا بالملايين فى 2013 لرفض وجود الإخوان لن يقبلوا مطلقا أن يكونوا لعبة فى يد هذه الجماعة، كما أن ممارسات الإعلام الإخوان المضلل هو الآخر فشل فى تقديم أى محتوى صادق، وأصبح إعلاما مضللا لم يستطع أن يقنع المواطن بأى فكرة من أفكار الجماعة المتطرفة».
وأضاف فهمى أن الإخوان تستغل الأحداث السياسية فى الإيحاء أنهم مازالوا موجودين على الساحة ويستطيع التعليق والاشتباك، بهدف مداراة حالة التجاهل التى يعانون منها، مشيرا إلى أن الإخوان ستحاول الفترة القادمة الدفع بشخصيات جديدة بديلا لمحمد على لاستكمال مخططها والعمل على استخدام أسماء وشخصيات جديدة تتبنى فكر الإخوان وهذا يحدث دائما منذ تصفية محمد كمال، موضحا أن معظم القيادات الإخوانية لا تمتلك الثقة لتصدر المشهد أو طرح مبادرات سواء بين مكتب الإرشاد أو بين جماعة الإخوان، حيث تمر الجماعة بأسوأ حالاتها السياسية والاعلامية، كما أن معظم قياداتها لا تلقى قبولا سواء داخل الجماعة أو خارجها.
على الجانب الآخر قال ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن تنظيم الإخوان، أن الجماعة دائما ما تتنصل من القيادات التى تتورط فى جريمة أو تفشل فى تنفيذ مخطط الإخوان، وذلك منذ مؤسسها حسن البنا خلال جريمة اغتيال القاضى الخازندار، حين قال عنهم «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، لافتا إلى أن نفس السيناريو تكرر مع محمد على المقاول الهارب حيث حاولت الجماعة التهرب من فشله فى الدعوات والإيحاء أنه لا يمثلها.
وأكد الخرباوى لـ«صوت الأمة» أن محمد على كان مجرد وجه أو دمية تحركها جماعة الإخوان بهدف استهداف شريحة جديدة من المجتمع المصرى لا يستطيع الإخوان الوصول إليها، خاصة فئة الشباب، لكن كالعادة فشلت، وستعمل خلال الفترة المقبلة على البحث عن شخص آخر وكارت جديد يلعبون به فى الشارع السياسية.