«خطة 2020.. مرتبة تحرير الأوطان»..لعبة إخوانية جديدة لاستمرار التمويل

لم تجد الجماعة الإرهابية من حل فى مواجهة الضغوط القطرية التركية عليها، إلا البحث عن وسيلة جديدة لاستمرار التمويلات، فبعد احتراق كل الكروت التى لجأوا إليها، تفتق ذهنهم بوضع خطة جديدة وتسويقها لدى قطر وتركيا، وضعوا لها عنوانا جذابا «خطة 2020.. مرتبة تحرير الأوطان».

تفاصيل هذه الخطة كشفها العضو السابق بالجماعة عبدالجليل الشرنوبى، الذى قال إنها تعتمد على إعادة هيكلة الجماعة على المستويين الداخلى والخارجى، وتتركز على «الجهاد المالى»، و«الإعداد البدنى»، من أجل الاستعداد لتنفيذها.

 

وتعتمد الخطة الموجودة التى تخضع حاليا للدراسة والتقييم من جانب المخابرات التركية والقطرية، على استغلال القضية الفلسطينية، كمدخل للتجييش، ومنفذ للعبور إلى حواضن جديدة على مستوى الوطن العربى، من خلال الدعاء بأن تحرير القدس يبدأ بهدم كل الأنظمة العربية وتحويلها إلى ولايات تنظيمية، وترويج إلى ما يسمى بالتصدى للمشروع الإسرائيلى عبر فضح أدواته وعملائه - ويقصدون بها الأنظمة المعادية للإخوان- ومن هنا يصبح المطلوب استراتيجيا استنهاض الأمة والتعاون مع القوى الفاعلة، بما يهيئ الأجواء لاستقطاب شرائح جماهيرية نحو قاعدة التنظيم لتوسيعها.

 

وقال الشرنوبى، الذى حصل على تفاصيل الخطة من أعضاء بالجماعة، إنها تضمنت نصا صريحا يقول: «إفاقة شرائح المجتمع وزيادة فعاليته ليدافع عن حقوقه»، حيث توجه الجماعة، مبدأ الإفاقة نحو أنظمة الحكم القائمة، عبر ما أسمته الخطة بمقاومة الانقلاب والاستبداد، بدلا من توجيهه نحو قوات الاحتلال، وبهذه الطريقة يصبح شعار تحرير الأوطان، فِضفاضا يوجَه نحو كل نظام يُقَرِر مواجهة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية وتمدده، على رأسها مصر.

 

واستبقت خطة الإخوان 2020، على ما يسمى بـ«تشخيص الواقع»، حيث  ترى الجماعة وجود خطر ممثل فى حضور الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بالتزامن مع صعود نجم اليمين المتطرف داخل أوروبا، لا سيما أنهم يرون أن الزعامة الخليجية باتت أشد خطرا على التنظيم، الأمر الذى تقرنه الخطة بالعمل على استغلال القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن، ثم إحداث اختراقات داخل وحدة الصف العربى، بحسب النص التنظيمى فى الخطة المسربة.

وتكن جماعة الإخوان الإرهابية، كراهية وعداءً شديدا صوب القيادات الخليجية، بما يتسق مع استهداف تنظيمى يسعى لتدمير الخليج، خاصة دول العداء المباشر للتنظيم، وفى مقدمتها الإمارات والبحرين والمملكة العربية السعودية، فيما يوصف بأنه الثأر الداعم للتحالف الإخوانى التركى القطرى الإيرانى.

وكشفت التسريبات، أن تنفيذ الخطة يرتبط بثقة جماعة الإخوان الإرهابية فى «حسن نصر الله»، زعيم حزب الله فى لبنان، والموالى لإيران، وهو ما يتحقق عبر حُسن الظن، وغلق أبواب النجوى، أى عدم إجراء أى حوارات داخلية أو بينية تتعلق بالشبهات التى تطال قيادات التنظيم، مما يحصنهم من النقد وينزههم عن الأخطاء، بينما يعتبر كل نظام معادٍ للجماعة قابلا للنقد، ومتهما بالعمالة ما لم يقبل بوجود جماعة الإخوان. 

 

وتستهدف خطة «مرتبة تحرير الأوطان»، ليس مكاتب الجماعة فى مصر، فقط، إلا أنها تركز عليها بشكل أكبر، إذ أنه من المهم الربط بينها كمنتَج، وبين أجهزة إنتاجها، والتى يتضافر فيها ما هو قسم قُطْرى، وجهاز عالمى، وفقا لتوصيفات ومصطلحات الإخوان، حيث يتم إعداد خطط التنظيم عبر هذا التضافر، من أجل صنع محاور دعم عالمية وأخرى محلية، الأمر الذى يسمح لحركة التنظيم على المستوى الدولى بأن تكون أكثر قوة وتكاملا، مما يفسر حالة التوحد فى المواقف، خاصة المتعلقة ببلد النشأة مصر، ومتصدرى مشهد الخصومة للتنظيم، «السعودية والإمارات والبحرين».

 

وتتركز خطة الإخوان فى كل الأحوال على أن تكون صناعة الشخصية التنظيمية متجاوزة حدود المحلية، حيث إن عملية الصناعة تتم عبر محددات ومكونات ورعاة يديرهم جميعا جهاز التربية داخل التنظيم الدولى للجماعة، فيما يقتصر التباين على آلية وصول المناهج والثوب الذى ستتوارى فيه الشخصية التنظيمية عن أعين التتبع، إلى جانب أدوات التعايش والتغلغل داخل المجتمعات بتباين ثقافاتها، مما يسمح بإنتاج نفس الشخصية، هى المواطن فى وطن التنظيم الذى لا حدود له أو جنسية. 

 

وتعتمد خطة الإخوان، على مكونات أساسية تمارسها الجماعة منذ نشأتها، بأن يكون توجهها الرئيسى نحو القواعد أو الصف، لذا حدد التنظيم للجانه ومكاتبه الإدارية وقواعده، عددا من المهام عليهم البدء بها فورا باعتبارها الأهداف الإجرائية للمرحلة الأولى فى تحقيق الخطة، وتخلط بين ما هو دينى وما هو سياسى، بحيث لا تكون للعضو مساحة للتمييز بين الأمرين، وكذلك تعاطى الأعضاء مع التكليف المرتبط بالعبادات، بنفس الطاقة واليقين الذى يتم مع نظيراتها المرتبطة بالشأن المالى أو الحركى، حيث يبدأ التكليف لأعضاء القواعد والصف بالدعاء والإعداد البدنى، من خلال ممارسة رياضة، وهو تكليف عام لكل أعضاء التنظيم، متبع منذ نشأة الجماعة على يد مؤسسها حسن البنا، وهو ما تحرص عليه قيادات الجماعة والاهتمام به فى أوقات الأزمات، بما يكفل صناعة أبدان قادرة على التأهل لأى مواجهة مع خصوم التنظيم، ومنه ينطلق العضو مباشرة إلى الجهاد الذى يتنوع بين المالى، والذى يبدأ بدفع الاشتراك الشهرى للعضو، والذى تتراوح قيمته بين 7 و10 % من دخل كل فرد، ويُضاف إليه النفقة على أصحاب الحقوق والمجاهدين وفى سبيل الله.