يعتقد الكثير من الناس أن اضطراب ما بعد الصدمة، يؤثر فقط على الرجال الذين عانوا من الأحداث المروعة خلال الحروب أو تعرضوا لأحداث شاقة فى حياتهم، من خلال الكوابيس والذكريات التى لا يستطيعون السيطرة عليها، ولكن هذا الاضطراب يمكن أن يصيب النساء أيضاً اللاتى تعرضن لأحداث صعبة مثل: الاغتصاب أو حادث سيارة أو غيرها، فى هذا التقرير نتعرف على أعراض وعلامات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عند النساء ، وذلك وفقاً لموقع " psycom".
قال كولين سيرا، طبيب نفسي متخصص في الصدمات النفسية: "اضطرابات ما بعد الصدمة تأتي من نوع ما من الصدمة..يمكن أن يشمل أشياء مثل الحرب أو حوادث السيارات أو الاغتصاب أو الاعتداء البدني أو حتى الإساءة اللفظية والعاطفية."
وأضاف أن أى نوع من الأحداث المرعبة أو المزعجة التي تطغى على قدرتنا على التغلب عليها تقع ضمن فئة اضطراب ما بعد الصدمة.
ووفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي، "من المحتمل أن تصاب النساء باضطراب ما بعد الصدمة مرتين، ويعانين من فترة أطول من أعراض ما بعد الصدمة ويظهرن مزيدًا من الحساسية للمحفزات التي تذكّرهن بالصدمة.. والآثار التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل الصحة البدنية أيضاً، بما في ذلك الصداع ومشاكل في المعدة والضعف الجنسي.
وقالت ديبي سيلبر، عالمة نفسية ومؤلفة كتاب "المرأة غير القابلة للتهديد: 4 خطوات لإعادة بناء جسمك..العقل والحياة بعد أزمة الحياة.. أنه مع اضطراب ما بعد الصدمة لا يقتصر الأمر على تذكر الشخص لهذا الحدث المؤلم، بل يستجيب الجسم كما لو أنه يحدث مرة أخرى وعلى الرغم من إدراكهم لهذا الأمر، فإنهم لا يعرفون ذلك، ولكن على مستوى اللاوعي، فإنهم يعيدون تجربته، ومع اشتعال استجابة الإجهاد، يتم إطلاق هرمونات التوتر وتُظهر سلسلة من الأعراض الجسدية والعقلية والعاطفية."
غالباً ما تتردد النساء اللواتي يقعن ضحية الصدمة التي تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية، وليس من النادر أن ينتظرن سنوات حتى يتلقين العلاج.
يتفق خبراء الصحة العقلية على أنه يمكن للمرأة في بعض الأحيان تجربة اضطراب ما بعد الصدمة بطرق مختلفة عن الرجال.
على سبيل المثال، من المرجح أن تشعر النساء المصابات باضطراب ما بعد الصدمة بالاكتئاب والقلق، فضلاً عن صعوبة في الشعور أو التعامل مع عواطفهن، كما أنها تميل إلى تجنب الأنشطة والأشياء التي تذكّرهم بأي حدث مؤلم عانوا منه.
وعلى الرغم من أن الرجال المصابين باضطراب ما بعد الصدمة لديهم احتمالية أعلى في اللجوء إلى الكحول أو المخدرات لإخفاء الصدمات، فإن النساء أقل عرضة لذلك.
عندما يتم تثقيف الناس حول كيفية تأثير اضطرابات ما بعد الصدمة على النساء، يكون لديهم فهم أفضل لحقيقة أن هذا الاضطراب لا يمثل مشكلة طبية حقيقية فحسب، بل يمكن علاجه أيضًا.