دعم الإرهاب والفساد.. أمريكي يقاضي بنك قطر الإسلامي لتمويله إرهابيين اختطفوه في سوريا
الأحد، 26 يناير 2020 05:00 صطلال رسلان
تنظر محكمة فى ولاية فلوريدا الأمريكية، دعوى قضائية أقامها «ماثيو شراير» مصور صحفى أمريكى ضد بنك قطر الإسلامى، متهما إياه بتمويل خاطفيه حينما تعرض للاختطاف أثناء الحرب الأهلية السورية، فى عام 2012 أثناء محاولته عبور الحدود السورية متوجها إلى تركيا، بعدما قامت جبهة النصرة باختطافه.
ماثيو شراير قال فى دعواه إن بنك قطر الإسلامى سمح لأفراد وجمعية خيرية بنقل الأعمال إلى الجماعات الإرهابية التى تقاتل فى سوريا، مشيرا فى الشكوى الفيدرالية التى تقديمها فى ولاية فلوريدا
وجاءت فى 60 صفحة، إن جبهة النصرة عرضت شراير لظروف مروعة وانتهاكات جسدية ونفسية شديدة خلال فترة اختطافه والتى وصلت إلى 211 يوما، فتعرض للضرب والتعذيب 10 مرات على الأقل من الإرهابيين الذين هددوه عدة مرات بالإرهاب وأجبروه على مشاهدة وسماع التعذيب الذى يتعرض له سجناء آخرون، وقال شراير إنه تم نقله عدة مرات بين القواعد والسجون، وسلمته جبهة النصرة لفترة وجيزة لجماعة حليفة لها تدعى أحرار الشام، وأصرت الجماعتان على أنه عميل لـCIA، وانهالوا عليه بالضرب، وسرقوا بطاقاته الائتمانية الخاصة به وآلاف الدولارات. وقال شراير إن بنك قطر الإسلامى ساهم بشكل مباشر فى جميعة قطر الخيرية، وهى منظمة تمول القاعدة وأحرار الشام.
وفى شرحه لدور بنك قطر الإسلامى، قال شراير إن البنك سمح لمواطن قطرى باستخدام حساباته للحصول على أموال من أجل حملة «مدد أهل الشام» ولجمع التبرعات، والتى قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها نقلت الأموال إلى الجماعات المتطرفة فى سوريا بما فى ذلك جبهة النصرة وأحرار الشام.
فى هذه الدعوى يسعى شراير للحصول على تعويضات غير محددة بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذى يسمح لأى مواطن أمريكى أصيب بسبب الإرهاب الدولى لإقامة دعوى فى محكمة فيدرالية، وقال شراير فى مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إن نشاط بنك قطر الإسلامى وإمارة قطر فى تمويل الجماعات الإرهابية يعود إلى التسعينات حيث شكرها أسامة بن لادن على مساهماتها، وقال شراير إن المشرفين على بنك قطر الإسلامى ومن بينهم يوسف القرضاوى يتبنون سياسات متشددة وسبق أن مدح هتلر ودعا إلى قتل القوات الأمريكية فى العراق.
هذه الدعوى بتفاصيلها هى تأكيد جديد على صلة قطر بالجماعات والميليشيات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة، حيث يستخدم النظام القطرى العديد من مؤسسات الإمارة المالية فى دعم وتمويل هذه الميليشيات من خلال حسابات لشخصيات بعضها وهمى، ومنها أيضاً شخصيات وثيقة الصلة بالنظام القطرى والأسرة الحاكمة، وأميرها تميم بن حمد.
ولم يكتف النظام القطرى بإنشاء وتمويل الميليشيات الإرهابية فى الدول العربية، بل امتد إلى التورط فى تدشين حملات تحريضية جديدة يستهدف من خلالها بث الفتنة ونشر الفوضى ضد الدول العربية، وشهدت هذه الأيام نشاطا من جانب قطر فى هذا الجانب، حيث استغل تنظيم الحمدين الذى يدير إمارة الإرهاب، انشغال الرأى العام العربى والدولى بتحركات رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ضد ليبيا، لتكثيف حملات التحريض القطرية ضد الدول العربية، خاصة مصر والإمارات والسعودية، فى ظل استمرار النظام القطرى فى محاولة استفزاز دول الرباعى العربى، ونشر الفوضى، ومحاولة بث الفتنة فى المنطقة، حيث نظم أتباع تميم بن حمد، حملة إعلامية ممنهجة ضد الإمارات العربية المتحدة للنَّيْل من جهود الإمارات المبذولة فى اليمن، حيث استخدمت قناة الجزيرة وحسابات الإخوان وأذناب الدوحة حادث مقتل 30 جنديا من الجيش الوطنى اليمني، خلال هجوم من ميليشيا الحوثى المدعومة من إيران، على مواقع الجيش اليمنى، لتشويه الدور الإماراتى فى اليمن، وهى حملة تستهدف فى المقام الأول تبرئة ميليشيا الحوثى الإيرانية، حيث يهدف نظام تميم إلى بث الفتنة بين قوات التحالف العربي، لإطالة أمد الحرب لصالح الميليشيات الحوثية الإيرانية.
وكشفت عناصر فى المعارضة القطرية عن تفاصيل استعانة الدوحة لمرتزقة سياسيين لنشر الفوضى والنيل من استقرار الحكومات العربية التى لا تتوقف، من بينهم رجل الأعمال الأمريكى اللبنانى ناجى حمدان، الذى هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى 1984، وكان من ضمن الطبقة الكادحة والمتوسطة هناك، حتى تقرب من الجماعات المتشددة والمتطرفة، وفى 1998 بعد أحداث تفجيرات القاعدة فى شرق إفريقيا، تغيرت أحواله المالية، وأصبح من الأثرياء، فيما أشارت أصابع الاتهام إلى حمدان بتورطه فى التفجيرات.
وأشارت المعارضة القطرية إلى أنه فى 2006 دخل «حمدان» إلى الإمارات العربية المتحدة، بحجة البحث عن صفقات أعمال جديدة، ثم بدأ مخططاته بمشاركة قيادات قناة الجزيرة المقربين منه، فى نشر الفوضى بدولة الإمارات، وأنشأ منظمة جمعية ضحايا التعذيب فى الإمارات العربية المتحدة، واستخدم أموال قطر لشراء شهادات كاذبة، ولم يساعده فى نشرها سوى قناة الجزيرة القطرية.
التورط فى دعم الإرهاب لم يكن وصمة العار الوحيدة على جبين النظام القطرى الذى يستخدم الأموال فى شراء الذمم، فلا تزال تهم الفساد تطارد قطر بعد نيل شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022، ومع مرور الأيام وقبل عامين على الحدث العالمى الذى ينتظره عشاق الساحرة المستديرة فى جميع أنحاء العالم تبقى الدولة القطرية محل شُبهة حول ملف تنظيم المونديال حتى الآن، حيث فتح القضاء الفرنسى تحقيقا موسعا فى الفساد القطرى، وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إن السلطات فى فرنسا أسندت ملف التحقيق بمنح قطر تنظيم كأس العالم لعام 2020 للقضاء بعد أن فتح الادعاء العام التحقيق القضائى فى ملف القضية، حيث سينظر القضاء فى السؤال المحير الذى ما زال يلوح فى الأفق منذ أربعة أعوام، وهو فيما إذا كانت الدوحة قد أعطيت الضوء الأخضر لتنظيم كأس العالم 2022 خلال مأدبة غداء نظمها الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى فى 23 نوفمبر من عام 2010 أى قبل التصويت بأيام، والذى فتح الباب على مصراعيه أمام قطر لتحظى بتلك الفرصة وتقتحم عالم الرياضة من أوسع أبوابه.
وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن مأدبة الغداء تلك أثارت الشكوك، مما استدعى النيابة العامة فى فرنسا لإعادة فتح التحقيق فى ديسمبر 2019 فى قضايا الفساد واستغلال النفوذ بتلك القضية، إذ يسعى للتحقيق مع رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر فى العاصمة باريس، على الرغم من التحقيق معه كشاهد فى أبريل 2017، تضيف لوموند: «وفقا لمعلوماتنا، تم تعيين قاضيين للتحقيق لإلقاء الضوء على شروط الحصول على تنظيم كأس العالم من قبل الدوحة، فى محاولة لتحطيم السرية التى حافظت عليها حاشية نيكولا ساركوزى لمدة عشر سنوات حول هذه المأدبة التى نظمت قبل أيام قليلة من التصويت على استضافة البطولة فى 2 ديسمبر 2010».
الاثنين الماضى كانت قطر على موعد مع فضيحة جديدة، مكانها هذه المرة هى السودان، التى كشفت عن الوجه الحقيقى لإمارة الإرهاب، فتحت شعار الأعمال الخيرية، تنفذ قطر عملياتها القذرة.
فقد تداولت وسائل الإعلام السودانية خبر ضبط رجال قوات الدعم السريع لشحنة أسلحة ضخمة فى منطقة شمال دارفور، تحتوى على عدد كبير من الأسلحة الآلية والنصف آلية إضافة إلى كم كبير جدا من الذخيرة، وبالتحرى تم الكشف عن مسار الشحنة حيث تبين أنها فى طريقها إلى دعم مجموعات الميليشيات الإخوانية فى طرابلس الليبية، لتنفيذ الأوامر التركية بدعم حكومة فائز السراج فى مواجهة قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.
فى نفس توقيت ضبط هذه الشحنة، رصدت وسائل الإعلام السودانية وصول شحنة من منحة طبية أعلنت عنها قطر إلى مطار الخرطوم بالتزامن مع توقيت ضبط شحنة الأسلحة، فبدا الأمر وكأنه خداع للسلطات السودانية، حيث فتحت قناة الجزيرة شاشتها للنقل والتضليل والتركيز على المنحة الطبية التى أرسلتها قطر إلى الخرطوم، فى الوقت التى كانت تطعن فيه السودان من الظهر بشحنات الأسلحة، وروجت الجزيرة والأذرع الإعلامية إلى أن قطر تسعى للسلام ومساعدة المحتاجين بالوطن العربى، قبل أن يظهر الوجه الحقيقى لقصر الدوحة بدعم الميليشيات المسلحة فى ليبيا تنفيذا للأوامر التركية بتخريب المنطقة.
ووفقا لمواقع سودانية شهيرة فإن عناصر تركية تورطت فى تهريب شحنة الأسلحة القطرية، التى تعتبر الأكبر فى آخر 5 سنوات متجهة عبر الأراضى السودانية إلى ليبيا، فيما قالت مصادر من السلطات السودانية إنه تم القبض على عناصر مجنسة بجنسيات مختلفة مع الشحنة من بينها التركية، وعند ضبط الشحنة تم ضبط مبلغ مالى ضخم إلى جانب الأسلحة الموجود، مع جوازات سفر تركية لجميع الأفراد المضبوطين مع الشحنة رغم أنهم ليسوا جميعا أتراك الجنسية.
وفى مواجهة أحد المتهمين فى التحقيقات المبدئية، أقر بأن تلك الأسلحة كانت مرافقة لشحنة المنحة الطبية القطرية المقدمة من دولة قطر إلى السودان، وذلك لعمل تمويه على دخول الشحنة البلاد، فيما أقر آخرون أن جميع التعليمات بما فى ذلك خط سير الشحنة وجميع نقاط التفتيش الموجودة على الطريق لتفاديها، كانوا يتلقونها من شخص قابلوه عند استلام الشحنة ولا يبدو عليه الملامح العربية ويتحدث التركية إلى جانب العربية الفصحى، وهو ما يثبت تورط تركيا فى تلك الشحنة المريبة لدعم ميليشيات الوفاق الليبية.
وفجر كشف اللعبة القطرية التركية فى السودان موجة غضب عارمة وسط الشارع السودانى، ودشن مشاهير ونشطاء وسياسيون سودانيون هاشتاج (قطر تخدع السودان) والذى تصدر قوائم الأعلى تداولا على تويتر، وقال عماد غانم إن الإرهاب والكذب القطرى يظهر على قناتهم الجزيرة التى تضلل الحقائق الواضحة والملموسة، فبعد أن قامت سلطاتنا أمس بإحباط محاولة تهريب أسلحة قطرية عبر الحدود ذاهبة إلى مرتزقة السراج، قامت الجزيرة بإذاعة خبر على أن قطر أرسلت شحنة طبية كمساعدات لإخفاء ما حدث»، بينما قال هشام بدر إن قطر وتركيا لن تتوقفا عن الإرهاب وقناة الجزيرة لن تتوقف عن الكذب، بينما نشرت سناء مرسى صورة أمير قطر تميم بن حمد ومن خلفه ميليشيات مسلحة فى إشارة إلى دعم الإرهاب فى المنطقة، وعلقت على الصورة «قطر تحاربنا» بعد المشاركة فى الهاشتاج.
ويستخدم تميم بن حمد العمل الخيرى أحد أبرز أدوات تمويل الإرهاب والجماعات المتطرفة، التى تستهدف نشر الفوضى ليس فى المنطقة العربية فقط، بل فى كل دول العالم، ويستخدم النظام القطرى الجمعيات الخيرية ستارا له لتنفيذ هذا المخطط، وبالتحديد مؤسسة قطر الخيرية التى تعد الأداة الرئيسية لتمويل الميليشيات المسلحة، واستخدام شخصيات إرهابية تعمل فى تلك المؤسسة لتوصيل الأموال اللازمة لقيادات تلك التنظيمات.
وقالت المعارضة القطرية إن نظام تميم بن حمد، استخدم جمعية قطر الخيرية للتغلغل، وتمويل أنشطة الإخوان فى أوروبا، تحت غطاء المساعدات الإنسانية وبناء المساجد، مؤكدا تورط قطر الخيرية، فى تمويل أنشطة الإخوان فى القارة السمراء من بينها خطاب موجه من جمعية قطر الخيرية، إلى جمعية تُدعَى «ابن رشد»، تبلغها أنه تم تحويل مبلغ 88 مليون يورو إلى حساب الجمعية فى فرنسا لاستكمال أنشطتها فى الخارج.