عزام التميمي استبن «عزمى بشارة»

الأحد، 26 يناير 2020 04:00 ص
عزام التميمي استبن «عزمى بشارة»
محمد الشرقاوى

سرالفلسطينى الذى تورط فى عمليات فساد مالى وسرق أموال قنوات الإخوان فى تركيا.. ووصفه القرضاوى بـ«أعور إذا رأى وأخرق إذا نصح»
 
«عندما اندلعت أزمة قناة الشرق الإخوانية فى 2018: استغربت جدا من سبب حشر عزام التميمى لأنفه فى موضوع قناة الشرق.. وحين عرفت الصفقات التجارية بينه وبين القناة، فهمت سبب طول لسانه على سيف الدين عبد الفتاح وعلى.. ملحوظة.. شركة عزام التميمى تورّد الأثاث والمعدات «المستعملة» لقناة الشرق!.. والرزق يحب الخفيّة!».. وقال حينها عبد الرحمن يوسف القرضاوى، فى تغريدة له عبر حسابه على «تويتر».. كانت تلك التغريدة التى كتبها عبد الرحمن يوسف القرضاوى، عبر حسابه على «تويتر» فى ديسمبر 2017، بداية لفك لغز الفلسطينى عزام التميمى، الذى بدأ فى الظهور على الساحة الإخوانية بالعاصمة البريطانية لندن باعتباره مالكا لقناة «الحوار» وأحد قيادات الجماعة الإرهابية فى لندن.
 
بعد هذه التغريدة بدأ الكثيرون فى البحث عن دور عزام التميمى فى إدارة المنظومة الإعلامية الإخوانية، خاصة أن دوره حينها لم يكن واضحا، بل كان اسمه مرتبطا فقط بظهوره ضيفا على القنوات الإخوانية ومنها  «الشرق ومكملين»، وبعدها بدأت التسريبات الخاصة به، ومنها امتلاكه لشركة تولت عملية التجديدات التى قام بها الإخوان فى قناة الشرق، من خلال توريد أجهزة مستعملة بالاتفاق مع أيمن نور، حيث تبين فى النهاية أن أغلب تلك المعدات يتعطل على الهواء أثناء البرامج. وفى بداية 2018 بدأت تظهر وقائع أخرى، تكشف تورط التميمى فى عملية فساد مالى، حيث أثيرت قضية الاحتيال التى تورط فيها مكتب إخوان لندن المرتبطة بقناة وطن الإخوانية وقناة الحوار الإخوانية أيضا، عندما تم الكشف حول أن التنظيم فى لندن استغل أكثر من 200 ألف دولار من أموال اشتراكات الجماعة التى كانت موجهة إلى قناة وطن الإخوانية، ووضعوا ضمن حساباتهم الشخصية، وهو ما كشفه حينها عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى بالخارج، الذى ذكر اسم «التميمى» ضمن المستفيدين من هذه الأموال، ومن بعده سار عبد الرحمن يوسف القرضاوى فى نفس الطريق، كاشفا عن وقائع استغلال الإخوان للقنوات فى اسطنبول لتمويل شركاتهم، ومن بينهم شركة عزام التميمى.
 
وفى نهياة 2017 خرج طارق قاسم، مقدم أحد البرامج بقنوات الإخوان، لكشف الكثير من الجرائم التى ترتكبها الجماعة فى تلك القنوات، إلى جانب سيطرة النصب فيها، قائلا فى تصريحات له فى وقت سابق عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «الحقيقة مكنتش حابب أفتح تانى ملف الإعلام باسطنبول، كنت اعتبرتها تجربة وعدت، لكن تقريبا لا أملك ولا يملك غيرى ترف غض الطرف عن هذا الملف وعما يجرى فى كواليسه؛ وعن الطريقة المافيوية التى يدار بها لا سيما أن هذه الطريقة تخدع شعبا بكامله، وذكر عدد من قيادات الإخوان ووصفهم بالمافيا التى تسيطر على هذا الإعلام الإخوان، من بينهم أيمن نور، رئيس قناة الشرق الإخوانية، وعزام التميمى، القيادى الإخوانى فى لندن، وأسامة سليمان، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، ومحمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، وإسلام عقل المسئول الإدارى عن قناة وطن الإخوانية، وإبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولى للإخوان. ولم يستطع حينها عزام التميمى أن يلتزم الصمت، فخرج مهاجما نجل القرضاوى، ووصف ما حدث من عبد الرحمن يوسف القرضاوى بـ «الأسلوب الوضيع، خاصة فيما يتصل ببث نقاش يتعلق بإدارة قناة فضائية فى غياب رئيسها ومديرها الفعلى، ثم تسجيل حوار صوتى لنقاش دار معه بعد وصوله بشكل متحايل ودون علمه، وبث هذا التسجيل على الملأ دون إشعار أو إذن مسبق»، فخرج عبد الرحمن معلقا مرة أخرى على التميمى، وقال «كعادته، الدكتور عزام التميمى أعور إذا رأى وأخرق إذا نصح، وأهوج إذا حكم، ولأنه يخاف أن يطالبه موظفوه فى قناة الحوار بحقوقهم، قرر أن يستقوى على من يطالب بحقوق الشباب البسطاء، لا يعرف الرحمة».
 
عامان مرا على هذه المعركة التى هدأت تفاصيلها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لكن فى الكواليس لاتزال المعركة ساخنة، فلا حديث بين إخوان لندن سوى عن الفلسطينى الذى يملك ويدير من خلف الستار، فالظاهر أمام الجميع أن الذى يدير هو عزمى بشارة، العضو السابق فى الكنيست الإسرائيلى، والمستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد، لكن يبدو أن انكشاف حقيقة بشارة ودوره القذر، دفع المخابرات القطرية والتركية للدفع بالفلسطينى عزام التميمى، ليكون بمثابة الدوبلير أو الاستبن لعزمى بشارة، وهو ما كشفه الناشط «وائل غنيم» فى ظهوره الأخير عبر قناة مكملين مع المذيع الإخوانى «سيد توكل».
 
وائل غنيم الذى استعانت به قناة الجماعة الإرهابية للهجوم على مصر، فاجأ الجميع بمجموعة من الأسئلة التى لم يستطع المذيع الإخوانى الرد عليها، ومنها سؤال ما هو دور عزام التميمى فى قنوات الإخوان، ودوره فى نقل التمويلات القطرية والتركية للعاملين فى قنوات الإخوان بتركيا.
 
من هنا تأكد للجميع الدور الخفى الذى يمارسه عزام التميمى، أو عزام سلطان التميمى، أحد قيادات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، الذى يحمل جنسيتين، فلسطينية الأصل وبريطانية، وهو مسئول إدارة اللجان الإعلامية والإلكترونية لحساب التنظيم الدولى، وقائد الهجوم الإخوانى ضد مصر، منذ الإطاحة بنظام الإخوان فى 2013. ويؤكد مراقبون أن الدولة الممولة للتنظيم الإرهابى وهى قطر رأت أن يكون لها عرابا آخر غير عزمى بشارة، المشرف على الإمبراطورية الإعلامية وأكاديمية التغيير التابعة لقطر، لذا ارتأت التميمى بديلا جيدا لمعركة أشرس وبأساليب جديدة، فعلى مدار سنوات أعدت قطر وجماعة الإخوان التميمى جيدا، حيث تشير تقارير دولية، إلى أنه تدرج داخل التنظيم الدولى للإخوان عبر الرابطة الإسلامية فى بريطانيا، كذلك ارتبط ظهوره إعلاميا بقناة الحوار، النافذة الإعلامية لتنظيم الإخوان منذ سنوات ما قبل يناير 2011.
 
وعلى خطى عزمى بشارة، بدأ التميمى خطته، وبالفعل بدأ فى تأسيس مجموعة قنوات تكون أداة حرب التنظيم الدولى على مصر، فأسس مكملين وغيرها، وشغل عزام التميمى، رأس الهرم فى المنظومة الإعلامية للإخوان، فهو رئيس مجلس إدارة قناة الحوار، وعضو مجلس إدارة قناة مكملين، ومالك شركة توريد أجهزة البث الفضائى لقنوات الإخوان فى اسطنبول.
 
الحال لم يختلف كثيرا فكما أسس بشارة، المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات، ليرسخ من خلاله نظريات الفوضى، والالتفاف على النظريات والمناهج الأكاديمية، لإضفاء شرعية علمية وزخم معرفى على الأفكار الهدامة-وفق صحيفة لوموند الفرنسية- أسست الدوحة بتكليف مباشر من أمير قطر تميم بن حمد، للتميمى، فى الفترة التى تلت 2013، مركز أبحاث ضخم فى بريطانيا، يقول أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريحات سابقة، إن الدوحة رصدت له مبالغ كبيرة، ليتولى التميمى من خلاله تمويل المنصات الإعلامية. ولم يبذل التميمى جهدا فى ابتكار أساليب تخريبية جديدة، بل سار على نهج بشارة، فاستخدم ذات الأساليب التحريضية ولنشر الكراهية فى مصر، عبر سلسلة قنواته الجديدة، كما فعلت قنوات الجزيرة القطرية فى الوطن العربى على مدار سنوات.
 
لعب التميمى دورا بارزا فى الأزمة المالية التى عاشتها قنوات الإخوان الإرهابية، على مدار عامين، تقول تقارير صحفية، إن كامل أطراف الأزمة من ملاك وعاملين تم فصلهم، تواصلوا معه لمنح مزيد من الأموال لفك الاشتباك مع أيمن نور، غير أنه أظهر انحيازه للسياسى الهارب، الموالى لجماعة الإخوان.
 
وكأسلوب عزمى بشارة فى شراء الذمم ومدعى الثقافة للترويج لمخططاته عبر قنوات الجزيرة، اشترى عزام التميمى عددا من المذيعين المصريين ومدعى الشعر، والذين أسسوا حركة «أدباء ضد الانقلاب» ودشن لهم قناة وطن الإخوانية، وهو الأمر الذى أكدته مصادر قريبة من التنظيم. وفى لقاءات تليفزيونية عدة، بدا التميمى مجوفا لا معلومات لديه، لدرجة أن المذيعين يشعرونه بالحرج، ففى لقاء له على شبكة الإذاعة البريطانية بى بى سى، وجد التميمى نفسه فى مأزق، فحينما كان يتحدث عن أن نظام الإخوان هو من سيأتى بالديمقراطية إلى الشرق الأوسط، عاجلته المذيعة: قطر والإخوان المسلمون مفهومهم القائم على السمع والطاعة هم الذين كانوا سيأتون بالديمقراطية إلى العالم العربى؟، لم يتمكن التميمى من الرد، قائلا: مفهومك خاطئ عن الإخوان.
 
فى نفس الحلقة أحرجت المذيعة التميمى مجددا، المذيعة قالت: أليس المبدأ الأساسى لأن تكون عضوا فى الإخوان المسلمين هو السمع والطاعة.. عندما تقوم منظمة قائمة على عدم التفكير، وعلى السمع والطاعة. هل هذه منظمة تقوم بنشر الديمقراطية وقيم التنوع وقيم التفكير؟، فاستنكر التميمى أن تكون الإخوان قائمة على عدم التفكير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق