«إمام الدعاة» في معرض القاهرة الدولي للكتاب: ترك للأمة تراثا خالدا في تفسير كتاب الله (ندوة)
الخميس، 23 يناير 2020 08:46 مكتبت: منال القاضي
عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الخميس، ندوة عن «مسيرة الشيخ محمد متولي الشعراوي»، حيث اختار الأزهر الشريف الشيخ الشعراوي شخصية الجناح هذا العام، كونه أحد أبرز الدعاة الأزاهرة المجددين، إضافة إلى جهوده العظيمة في تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة، حتى لقب بإمام الدعاة وشيخ المفسرين.
وأدار الندوة الإذاعي سعد المطعني، مدير عام إذاعة القرآن الكريم سابقا، وحضرها عدد من العلماء وأساذتة علوم التفاوض والسياسيين، وعلى رأسهم الدكتور أحمد عمر هاشم.
أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أشاد بتخصيص الأزهر ملتقى علميًّا عن مسيرة الشيخ الشعراوي، واختياره شخصية الجناح، وأنه «ليس بغريب على الأزهر أن يحفظ لرواده رصيدهم وتراث علمائهم»، لافتًا إلى أن العالِم الراحل، رحمه الله، هو مجدد عصره بلا منازع، جمع بين العلم والموهبة، وجذب بطريقته الخاصة في تفسير كتاب الله كل من سمعه وجالسه، كان يحمل هموم الدعوة في الحاضر والمستقبل، مؤكدا أننا ما زلنا في حاجة إلى الاستعانة بحكمة وموعظة الشعراوي ونحن ننادي بتطوير الفكر الديني.
من جانبه، قال الإذاعي محمد عوض، نائب رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، إن فضيلة الشيخ الشعراوي -رحمه الله- ترك تراثًا خالدًا في تفسير كتاب الله، ما زالت تنهل منه الأمة العربية والإسلامية من خلال اكتشاف جوانبه وجواهره، والاطلاع على حقائقه ودقائقه وإعجازه، حيث أثرى فضيلته الإذاعة المصرية بـ 1200 حلقة إذاعية خلال 19 عامًا، فسر خلالها القرآن
وفي سياق متصل، عقد جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الواحدة والخمسين أولى ندواته الفكرية عن «مفهوم التغريب وأثره على الثقافة العربية والاسلامية»، حاضر فيها خبراء ومفكرين وأدارتها الدكتور نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، حيث تناولت الندوة تأثيرات تكنولوجيا الاتصال على ثقافة الأمة ودور الأزهر في حماية الفكر العربي والإسلامي من أخطار التغريب.
وقال الدكتور حسين أمين، أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، إن تكنولوجيا الاتصال تحمل لنا العديد من الفرص، لكنها في الوقت ذاته تحمل الكثير من المحاذير، مثل الإباحية والتجنيد الإلكتروني، موضحًا أن هناك سعي دائم من وسائل الإعلام الغربية لإظهار الإنسان العربي والمسلم بمظهر الشخصية الضعيفة والمتخاذلة، محذرًا من هذا الاتجاه الذي يسعى لإصابة الشعوب العربية بالإحباط.
وأكدت السفيرة مشيرة خطاب، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن إعلان الأزهر عقد مؤتمر عالمي حول «تجديد الفكر الإسلامي» خلال الأسبوع المقبل يعد خطوة على الطريق الصحيح، وأن فضيلة الإمام الطيب هو من أفضل شيوخ الأزهر وأبرز من تعرض للثقافة الغربية فأخذ منها إيجابياتها وترك سلبياتها ونتج عن ذلك نهضة وتطور كبير في الأزهر على يده، وأن مبعوثي الأزهر هم الأقدر على التجديد لما تعلموه في الأزهر والاطلاع على ثقافات الآخرين، لأن الجهل بثقافة الآخر هو التغريب.
وأوضح الدكتور حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي بجامعة الأزهر، أن فكرة التغريب في العالم العربي والإسلامي تتسع لمعانٍ متعددة، مبينًا أن الخطاب الديني الإسلامي يدعو للإعمار والتنمية وقبول الآخر والتعايش السلمي المشترك ومسد جسور التعاون والحوار مع الآخرين.
ويشارك الأزهر الشريف للعام الرابع على التوالي بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51؛ انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام. ويقع الجناح في قاعة التراث رقم (4)، على مساحة ألف متر، تشمل أركان متنوعة مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.