الكلمة الكاملة لوزير الداخلية في احتفالات عيد الشرطة (فيديو)
الخميس، 23 يناير 2020 03:20 م
ألقى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، اليوم الخميس، كلمة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ، خلال الحفل الذي نظمتة وزارة الداخلية ، اليوم بأكاديمية الشرطة ، بمناسبة الإحتفال بعيد الشرطة الـ 68 .
وقال توفيق في نص كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم "هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين" صدق الله العظيم.
السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية:
السادة الحضور:
أصدق معانى الترحيب وكل التقدير لتشريفكم إحتفالنا بعيد الشرطة والذى يوافق الذكرى الثامنة والستين لمعركة الإسماعيلية المجيدة تلك الذكرى الغالية فى سجل الوطنية المصرية والتى رسخت فيها بطولات رجال الشرطة قيم التضحية والفداء والإستبسال دفاعاً عن تراب هذا الوطن وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود.
واليوم نستقبل هذه الذكرى الوطنية الخالدة وقد أثبتت الأحداث رشد رؤيتكم سيادة الرئيس حيث مضت المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة فى تسارع محموم وعصفت باستقرار أوطان كانت مستقرة وضاعت بسببها سيادة دول.
الجمع الكريم لقد تضاعفت مخاطر الإرهاب وتنامت شراسته بعد أن أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات وفى مواجهة كل هذه المخاطر كان الوضع الأمنى المتميز لمصر ولا يزال تجسيداً لموقف دولة وقرار قيادتها وإرادة شعبها وكان حصاداً لتضحيات رجال الشرطة الأوفياء وهم على قدر كبير من الوعى بمسئوليتهم فى إنتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث فى ظل معطيات متغيرة يدركون أن آفة الإرهاب لم تنتهى وأن الأمر يتطلب إستمرار اليقظة والجهد لمحاصرة وتطويق أية محاولات يائسة لزعزعة الأمن أو المساس بمكتسبات الشعب المصرى العظيم.
من هنا ارتكزت الإستراتيجية الأمنية المعاصرة على ثوابت جوهرية يأتى فى مقدمتها نجاح الضربات الأمنية الإستباقية فى تفكيك الخلايا الإرهابية ودحرها ورصد وإحباط تحركات عناصرها ومواجهة مخططاتهم للإخلال بالأمن والتى لا تقف عند الأعمال التخريبية فحسب بل تمتد لتشمل حروب الجيل الرابع والخامس من إستقطاب للشباب بالأفكار والأخبار المغلوطة وترويج الشائعات والدعوة لإستخدام العنف.
وستظل السياسة الأمنية تعمل بقوة لتحقيق المزيد من الكفاءة فى الأداء وتطوير الإجراءات الوقائية والإحترازية لدحض المحاولات الخبيثة والمستمرة لجماعة الإخوان الإرهابية والتى تدير حركات التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها للنيل من إستقرار الدولة المصرية فى ظل عوامل متداخلة لمناخ اقليمى يسوده الإضطراب والعنف ويتيح للإرهاب فرص الدفع بظلاله السوداء .
السادة الحضور ووسط كل هذه التحديات إستطاعت الجهود الأمنية تحقيق المواجهة الحاسمة لكافة صور الجريمة الجنائية وأنماطها من خلال إنتهاج الأساليب العلمية المتطورة وإستخدام التقنيات الحديثة فى مجال كشف الجرائم وجمع المعلومات والأدلة الجنائية وتطويعها لدعم خبرات ومهارات رجال الشرطة من منطلق أن مسار التطوير والتحديث لم يعد فقط سبيلاً لتحقيق الأهداف بل هو بمثابة ركيزة أساسية لمواجهة كافة الجرائم والأنماط المستحدثة منها وكان حصاد ذلك فرض الأمن فى الشارع المصرى وتحقيق إنخفاضاً فى معدلات الجريمة وإرتفاعاً فى نسب تفكيك وضبط البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية بصورة متميزة الأمر الذى جعل مصر تتبوأ مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر أمناً وإستقراراً على مستوى العالم.
كما حرصت الوزارة فى سبيل تحقيق نقلة نوعية فى كفاءة الأداء الأمنى على التوسع فى إستخدام تطبيقات علوم الحاسب الآلى وتقنيات شبكات المعلومات والإتصالات بهدف إستكمال وتدقيق قاعدة البيانات والمعلومات بالتنسيق مع وزارات الدولة المعنية توافقاً مع توجه الدولة نحو التحول الرقمى فى كافة المجالات فضلاً عن إتخاذ إجراءات الربط والتكامل مع النيابة العامة والمحاكم المختصة.
وتمضى جهود رجال الشرطة فى الإرتقاء بمستوى الخدمات الأمنية التى تتصل بسير الحياة اليومية للمواطنين وإعتبار ذلك محوراً أساسياً فى سياسات الوزارة وهو ما تترجمه الخدمات الأمنية التى تم ميكنتها وإتاحتها للمواطنين سواء عبر المواقع الرسمية للوزارة وتطبيق الهواتف المحمولة أو بالمواقع التى تقدم هذه الخدمات ويجرى حالياً إستكمال تلك الجهود بما يحقق التيسير فى أداء الخدمة الأمنية وتحقيق الجودة والإتقان فى معدلات تقديمها.
وإنطلاقاً من دور مصر المحورى على المستويين الإقليمى والدولى إستقبلت المعاهد الشرطية العديد من الكوادر الأمنية من الدول العربية والإفريقية للتدريب على مختلف المجالات الأمنية فضلاً عن تنظيم الدورات التدريبية التخصصية فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وقيادة الوحدات الشرطية المشاركة ببعثات حفظ السلام بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
إن ما حققته وزارة الداخلية من نجاحات رصدتها الأرقام والدلائل والإحصائيات كانت وبحق تتويجاً لجهود مضنية حرصت فيها الوزارة على الإرتقاء بمعدلات الأداء ومواصلة تطوير كفاءة العنصر البشرى من خلال إنتهاج منظومة تدريبية متميزة وتعاون وتنسيق مع قواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب البغيض وحماية الجبهة الداخلية.
الجمع الكريم فى تلك المناسبة الوطنية التى يحفظها التاريخ للشرطة المصرية أبعث برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة على إمتداد مواقع العمل الأمنى فى كافة أرجاء البلاد وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة فى الحفاظ على أمن وإستقرار الوطن.. كما أتوجه بتحية تقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة التى تجسد فى تلاحمها مع وزارة الداخلية أصدق علاقات التكامل والترابط الوثيق بين الأمن بجناحيه الداخلى والخارجى.
وكل الوفاء والتوقير لشهدائنا الأبرار فى معارك النضال الوطنى وفى ملاحم العمل الأمنى داعين المولى عز وجل أن يكون أداؤنا وجهدنا متصلاً بعطائهم وتضحياتهم الغالية.
السيد رئيس الجمهورية لقد كان تكليف سيادتكم بأن يكون أمن مصر فى قلب العمل الوطنى وفى مقدمة أولوياته وإنطلقت الخطط الأمنية فى تنفيذ ذلك بكل دقة وإتقان ليظهر وجه مصر الحضارى وصورتها الحقيقية للعالم بأسره كمنارة تجتمع فيها الشعوب عبر مؤتمرات ومنتديات إقليمية ودولية لمناقشة طموحات ورؤى تحقيق التنمية والأمن والسلام.
ولسوف يسطر التاريخ لكم سيادة الرئيس .. قيادتكم للوطن فى مرحلة من أدق مراحل التحديات الكبرى والمصيرية والتى أعليتم فيها السيادة الوطنية فوق كل إعتبار ومواجهة المخاطر الجسام بكل عزم وإصرار أثبتم أن مصر شامخة بأبنائها قوية بمبادئها لا تنال منها مؤامرات الغادرين مهما بلغت وأحقاد الطامعين مهما تعاظمت حفظ الله مصرنا الحبيبة بكم وحفظكم سيادة الرئيس لمصر قائداً راعياً للتنمية والإستقرار سنداً للحق والعدل ، "والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"