داعش وتوالي السقوط.. مرحلة ما بعد البغدادي لم تنته

الأربعاء، 22 يناير 2020 11:13 ص
داعش وتوالي السقوط.. مرحلة ما بعد البغدادي لم تنته
علم داعش
محمد الشرقاوي

لقد كان عام 2019 مفصليا في حياة تنظيم داعش الإرهابي، فقد قتل زعيمه أبو بكر البغدادي، ومن وقتها تتالى سقوط قادة التنظيم ففي 16 يناير الجاري، سقط 
«أبي عبد الباري- شفاء النعمة» في الجانب الأيمن من الموصل، والذي كان يفتي بقتل المواطنين ورجال الدين.
 
لم تتوقف الضربات عند هذا الحد، ففي 20 يناير من الشهر نفسه، قتل أبي الورد العراقي، مسؤول ملف النفط في التنظيم، في عملية لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، وهو ما اعتبره مراقبون ضربة قوية، فالمسؤول العراقي كان يسيطر على عدد من الخلايا النائمة ويحركها لشن الهجمات الإرهابية.
 
وفق دراسة أعدها مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، فإن السقوط المتتالي لأذرع التنظيم المتبقية يشير إلى دلالات هامة، خاصة في مرحلة ما بعد البغدادي؟، يقول المركز إن هناك تطورات متسارعة في مفاصل التنظيم، فبالتزامن مع محاولة استيعاب مقتل البغدادي، في 27 أكتوبر 2019، توالى سقوط العديد من القادة ما بين قتيل وأسير.
 
ويدلل ذلك نجاح الأجهزة الأمنية العراقية في القبض على عدد منهم، ففي 19 يناير الجاري، ألقت القوات القبض على المسئول الأمني في «داعش» بالفلوجة، بالتوازي مع إعلان مديرية شرطة الحدباء التابعة لقيادة شرطة نينوى إلقاء القبض على نزار النعمة، مسئول نظام الأمنية في التنظيم، وهو شقيق مفتي داعش.
 
ويفسر تسارع وتيرة سقوط القادة الدواعش، اعترافات القادة الذين تم القبض عليهم خلال العملية العسكرية التي انتهت بقتل البغدادي في قرية بريشا بمحافظة إدلب شمال غربى سوريا،، فقد تم التحفظ عليهم باعتبارهم مصدرًا مهمًا للمعلومات حول القدرات التنظيمية والعسكرية لداعش، إضافة لتواصل اختراق التنظيم من قبل العناصر الاستخباراتية بالتنسيق مع واشنطن والأطراف الفاعلة في مكافحة التنظيم. 
 
تقول الدراسة، إنه رغم أن اتجاهات عديدة رجحت أن تقوم القيادة الجديدة لداعش، ممثلة في أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بإعادة هيكلة التنظيم، بما يسمح له بمنع الاختراقات المتصاعدة، إلا أن ذلك لم يحقق نجاحا كافيا في ظل تتالي سقوط القادة، تضيف: كما أن تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية كان له دور في هذا الصدد، على نحو بدا جلياً في إعلان السلطات العراقية، في بيان لها في 18 يناير الحالي، عن أن قوة من شرطة محافظة كربلاء نجحت فى إلقاء القبض على مجموعة من عناصر داعش من بينهم قيادات في التنظيم، بسبب تعاون الأهالي مع الأجهزة الأمنية وتقديمهم لمعلومات قيمة ساهمت في ذلك.
 
مؤشرات أخرى عززت من تزايد سقوط التنظيم، يقظة العناصر الأمنية في بؤر التواجد، رغم اعتماد التنظيم على آلية جديدة في الانتشار، حيث لجأ إلى التشيت بدلا من التواجد المكاني، وبالتالي بات أمام الأجهزة الأمنية تحديا كبيرا، لتزايد بؤر التواجد لدى التنظيم، فالمعلومات الاستخباراتية المعممة على العناصر الأمنية، حالت دون نجاح محاولات هروب القادة بهويات مزورة. 
 
تدلل الدراسة على ذلك، بخبر نشر في 3 ديسمبر 2019، يفيد اعتقال نائب زعيم داعش في محافظة كركوك الملقب بأبي خلدون، داخل إحدى الشقق في منطقة «واحد آذار»، حيث كان يحمل هوية أحوال مزورة باسم شعلان عبيد. 
 
توضح الدراسة أن العمليات الأمنية التي أسفرت عن القبض على قادة للتنظيم كشفت عن وجود حالة من الترهل التنظيمي، لاسيما بعد أن أصبح يعمل بطريقة لا مركزية، بحيث تقوم كل مجموعة بممارسة مهامها وتنفيذ عملياتها الإرهابية بطريقة شبه منفصلة، وهو ما خصم من قدرتها على التنسيق فيما بينها، فضلاً عن أن بعض تلك المهام كان يقوم بها كوادر من الصف الثاني في التنظيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة