وثائق ومستندات.. العلاقة الحرام بين أردوغان وتنظيم القاعدة في ليبيا
الأربعاء، 22 يناير 2020 09:00 ص
لم يكن غريبا على رجب طيب أردوغان، إرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا، بعد احتواء الجماعات المسلحة وداعش في سوريا، ليقدم لهم غطاء وحاضنة، ليتم استخدامهم في أوراقه الإقليمية والدولية.
وفى تقرير كارثي نشره موقع «نورديك مونيتور» السويدي، كشف من خلاله عبر وثائق استخباراتية مسربة، وجود روابط بين أردوغان وقادة في تنظيم القاعدة الإرهابي، تعود لعام 2012، وأن نقل المسلحين بين سوريا وليبيا هو أمر اعتاد أردوغان المشاركة فيه، إذ عمل في السابق على نقل مسلحين من ليبيا، إلى سوريا، كما ذكر أن تنظيم "بن علي"، الذي يقوده الليبي المتشدد عبد العظيم علي موسى بن علي، القريب من تنظيم القاعدة، شارك في نقل المسلحين والأسلحة من ليبيا إلى سوريا، عبر تركيا.
وثائق
ووثائق مسربة أخرى، احتوت على تقرير للشرطة التركية عام 2012، تمت صياغته للتداول الداخلي فقط، كشفت وجود روابط بين أعضاء في تنظيم بن علي، وأردوغان، الذي كان حينها يشغل منصب رئيس الوزرا، مؤكدا أن زعيم الجماعة المتشددة، بن علي، عمل عن قرب مع فداء المجذوب، الذي كان له اتصال مباشر مع إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان الآن، والذي كان حينها كبير مستشاريه، بالإضافة إلى سفير توران، الذي يشغل منصب كبير المستشارين الرئاسيين، وذلك لتنسيق نقل المسلحين الأجانب والأسلحة إلى ليبيا.
وتنظيم بن علي الإرهابي، الذى تعامل معه أردوغان، كانت مهمته استقبال المسلحين الأجانب القادمين من ليبيا، ونقلهم إلى إقليم هاتاي التركي على الحدود مع سوريا، والتواصل مع عائلات المسلحين إذا تطلب الأمر، كما تضمن تقرير الشرطة وثائق سرية من جهاز الاستخبارات الوطنية في تركيا، كشفت الصلات التي تربط بين تنظيم القاعدة في ليبيا، والنظام التركي، منذ يوليو 2012.
وثائق
ورئيس تنظيم بن على كان يتلقي مساعدة، من إرهابي ليبي أخر يدعى المهدي الحاراتي وهو الحاصل على الجنسية الأيرلندية، ورئيس المجلس المحلي بطرابلس سابقا، وقائد ما يعرف بـ"لواء الأمة" الإرهابي، الذي كان بدوره على صلة مباشرة بأردوغان، بحسب التقرير الذى أكد أن الحاراتي كان على متن السفينة التركية مرمرة وقد أصيب بجروح أثناء تعرضها لاقتحام إسرائيلي في مايو 2010، لافتا إلى أنه نقل إلى مستشفى تركي لتلقي العلاج، حيث زاره أردوغان بنفسه للاطمئنان على صحته، ليرد الحاراتي بتقبيل جبهته.
ورئيس التنظيم الإرهابي بن علي ، عمل عن قرب مع المجذوب، الذي عمل بدوره مع مساعدي أردوغان الذين سبق ذكرهما، وكانوا جميعا ينسقون أعمالهم غير القانونية مع رئيس المؤسسة الخيرية التركية ذات الأعمال المشبوهة، "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات" حسين أوروك، ومنسق عمليات شرق وجنوب الأناضول التابعة لنفس المؤسسة صلاح الدين أوزر، وقائد الجيش السوري الحر آنذاك مالك الكردي.
وثائق
وأظهر تقرير استخباراتي أخر، أنه بينما كان المجذوب مسؤولا عن شراء الأسلحة والمعدات، فإن متشددا آخر يدعى عبد الله عبد السميع، نسق نقل المتشددين إلى سوريا، بينما قدم متشدد آخر عرف باسم "يوسف" العلاج الطبي للمسلحين الجرحى، فيما تنقل أعضاء تنظيم بن علي بين تركيا وسوريا لتقديم الدعم اللوجستي وشراء الأسلحة ونقل المقاتلين الجرحى الذين على صلة مع تنظيمات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.
وبتنسيق جهاز المخابرات التركية تركيا، فإن تنظيم بن علي قد استفاد من الحاراتي، الذي كان يدير شبكة لتهريب المتشددين الليبيين إلى سوريا عبر الأراضي التركية، بحسب التقرير الذي أكد أنه فيما بعد فتحت الشرطة التركية قضية ضد الحاراتي ومعارفه بشأن نقل أسلحة من ليبيا عبر تركيا، إلا أن أردوغان أوقف القضية في عام 2014، ولاحقا، تم فصل ضباط الشرطة المشاركين بالقضية، وتمت التغطية عليها وغلقها.
الدعم التركي للإرهابيين بشكل موثق، جاء في تقرير استخباراتي أخر قدمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي في 10 فبراير عام 2016، يرصد الدعم التركي للإرهابيين، راصدا عددا من الأحداث التي تؤكد تعاون الاستخبارات التركية مع جماعات متشددة، كما قدم شرحا مفصلا بشأن أنشطة الحاراتي غير القانونية، التي تمت بمساعدة المخابرات التركية.
ونسق رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان، نقل وحدة كبيرة تابعة لتنظيم داعش بقيادة الحاراتي، ليبي الجنسية في في مارس 2014، كما تم نقل المسلحين بحرا من ليبيا إلى سوريا، عبر معبر على الحدود التركية السورية، وقد كان الحاراتي شريكا مهما لعبد الحكيم بلحاج، الزعيم السابق لـ"الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" التي لم يعد لها حضورا قويا الآن، والتي صنفتها الأمم المتحدة "منظمة إرهابية".
والعلاقة الحرام بين أردوغان والتنظيمات الإرهابية الليبية قد كشفها تقرير سابق لموقع "نورديك مونيتور"، تناول فيه علاقات تركيا الوثيقة مع "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة"، تم الكشف عن اجتماع بلحاج مع قادة الجيش السوري الحر في إسطنبول، وعلى الحدود التركية السورية في عام 2011، كما تناول نفس الموضوع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، والتي كشفت أن بلحاج أرسل مسلحين ليبيين لتدريب المسلحين في سوريا، ونقل الأموال والأسلحة إلى جماعات معارضة للحكومة السورية.