شقيقه يعمل بالسياسة في تركيا.. فك شفرة زعيم «داعش» الجديد
الثلاثاء، 21 يناير 2020 05:00 م
من سيخلف أبوبكر البغدادى زعيم داعش المقتول فى خلافة التنظيم الأكثر دموية؟.. هذا ما كشف عنه مسئولون استخباراتيون معلومات جديدة عن أمير محمد عبد الرحمن المولي الصلبي، الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي الأكثر شراسة في السنوات الأخيرة، نشرتها صحيفة "جارديان" البريطانية.
وبعد ساعات من نشر تقارير إسرائيلية تفيد أن "الصلبي" كان رفيقاً للبغدادي خلال سجنه في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كشفت الجارديان نقلا عن مصادر استخباراتية المزيد من التفاصيل بشأن قائد التنظيم الجديد، مشيرة إلى أنه غير عربي وينتمى لتركمان العراق، وشارك فى تأسيس التنظيم، إلا أن المعلومة الأكثر إثارة للدهشة أن لديه شقيق يعمل ممثلا لحزب سياسى فى تركيا.
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مسئولين باثنين من أجهزة الاستخبارات الغربية تأكيدهما لهوية زعيم تنظيم داعش الجديد، مؤكدة أنه قاد وأشرف على عمليات استعباد الأقلية الإيزيدية وأشرف على عمليات قمع وإرهاب أخرى حول العالم.
وكشفت الصحيفة البريطانية أنه تم تسمية الصلبى بعد ساعات من مقتل أبو بكر البغدادى فى أكتوبر الماضى، وكان الاسم الذى أعلنت الجماعة فى هذا الوقت لخلف البغدادى هو أبو إبراهيم الهاشمى القرشى، ولم يكن اسما معروفا من قبل قادة وكالات الاستخبارات. وبعد مضى ثلاثة أشهر على الغارة التى أسفرت عن قتل البغدادى، تم تجميع صورة أكثر وضوحا عن الصلبى من قبل أجهزة الاستخبارات الإقليمية والغربية، ووضعته فى قلب عملية اتخاذ القرار لداعش بل ورواده، وصورته بأنه مقاتل متصلب على نفس منوال البغدادى،لا يلين ولائه للجماعة المتطرفة.
وبعتبر الصلبى واحدا من أكثر الإيديولوجيين تأثيرا بين صفوف داعش، وولد فى عائلة تركمانية عراقية ببلدة تلعفر، وهو واحد من القلائل من غير العرب فى قيادة داعش.
ويعرف أيضا باسم حج عبد الله، وفى بعض الداوئر باسم عبد الله قردش، على الرغم من أن مسئولين عراقيين يقولون إن الأخيرة شخصية أخرى فى داعش مات قبل عامين.
وصعد الصلبى، الذى أصبح معروفا لدى مسئولى الاستخبارات الآن، بين صفوف داعش وساعده على ذلك خلفيته كدارس للعلوم الإسلامية وإصداره فتاوى دينية أباحت الإبادة ضد الإيزيديين وإفراغ سهول نيفى فى شمال العراق خلال ذروة ظهور التنظيم. ويحمل الصلبى شهادة فى الشريعة من جامعة الموصل. وفى عام 2004، اعتقلته القوات الأمريكية فى سجن معسكر بوكا فى جنوب العراق حيث التقى البغدادى. ولديه اين واحد على الأقل.
وقبل وفاة البغدادى فى غارة للجيش الأمريكى شمال غرب سوريا فى 27 أكتوبر، وضعت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 مليون دولار على رأس الصلبى واثنين آخرين من قادة داعش.
وتم طرح اسم الصلبى كخلف للبغدادى عندما كان الأخير مريضا فى أغسطس الماضى لكن تأكيد تعيينه استغرق عدة أشهر لتأمينه.
ومنذ هذا الوقت، كان يحاول، بحسب الصحيفة، تعزيز قيادة داعش الجديدة، وهم جميعا، بصرف النظر عن الصلبى نفسه، قادمين من جيل جديد كان صغير السن للغاية ليلعب أدورا تأسيسية فى معارك داعش ضد القوات الأمريكية فى 2004 أو خلال الحرب الأهلية العراقية التى تلتها.
وكانت السلطات الكردية فى شمال العراق قد حذرت منذ الصيف الماضى من زيادة الهجمات فى غرب وشمال البلاد، وزعم داعش أنه نفذ 106 هجوما بين 20 و26 ديسمبر للانتقام من قتل البغدادى وزعيم الدعاية أبو الحسن المهاجر فى نفس اليوم.
وذكرت الجارديان أن مطاردة الصلبى امتدت إلى تركيا، حيث يعمل شقيقه عادل الصلبى ممثلا فى حزب سياسى يسمى جبهة التركمان العراقيين. ويعتقد أن زعيم داعش الجديد احتفظ بعلاقات مع شقيقه حتى تم تسميته قائدا للتنظيم الإرهابى.
ولا تتوافر للوكالات الاستخباراتية معلومات كثيرة حول المكان الذى يتواجد به، لكن المسئولين يشيرون إلى أنه ليس مرجحا أن يكون قد تبع البغدادى إلى إدلب فى سوريا، وربما يكون فضل البقاء فى مدن صغيرة غرب الموصل.
وكانت مدينة الموصل نفسها ملجأ للزعماء وأعضاء داعش الذين حاولوا الانصهار فى الجماعات التى كانت تعيد بناء المدينة بعد خمس سنوات من الحرب.