دراسة تكشف: تقلص نصيب الفرد من المياه بشمال أفريقيا بنسبة 75% خلال 65 سنة.. والقمح أكثر المحاصيل المتضررة من تغير المناخ

 

تقلص نصيب الفرد من المياه المتجددة بمنطقة شمال أفريقيا بنسبة 75%، خلال الفترة من 1950 حتى 2015، ومن المتوقع أن يتناقص ذلك المعدل بنسبة 40% أخرى، مقارنة بالمستويات الحالية، بحلول عام 2050؛ وذلك وفقا دورية آفاق شمال أفريقيا الصادرة عن منتدى الدرسات المستقبلية لأفريقيا والشرق الأوسط، في عام 2015.

 

وبحسب التقرير الصادر بدورية آفاق شمال أفريقيا، تعاني منطقة شمال أفريقيا من ظروف مناخية قاسية، تؤثر على الزراعة، مما يضع المنطقة تحت تصنيف المناطق القاحلة أو شبه القاحلة بشكل عام؛ حيث تعرضت لفترات من الجفاف المتكرر، والتباين الكبير في كميات الأمطار؛ وهي من أكثر المناطق المعرضة للخطر، جراء تغير المناخ، ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة المصحوب بتغير المناخ، إلى تقليص مساحات الأراضي المناسبة للزراعة، وإلى تقصير مدد مواسم الزراعة والحد من غلة وإنتاج المحاصيل؛ إلا أنه من المتوقع أن تكون بعض أنواع المحاصيل التي يمكنها تحمل درجات الحرارة العالية، مثل الذرة الصفراء، أقل تأثرا، من حيث الخسائر في الإنتاجية وفي مساحة الزراعة؛ في حين تواجه المحاصيل التي لا تتحمل ذلك الارتفاع، القدر الأكبر من الخسائر، ومنها القمح؛ وذلك في الوقت الذي لا يزال إنتاج القمح محليا غير كاف لتلبية غحتياجات السكان في عدد من الدول؛ وفي الوقت الحالي لا يلبي الإنتاج المحلي سوى من الطلب؛ ففي المتوسط، تنتج تونس 40% من احتياجاتها، بينما النسبة في المغرب 60% وفي مصر 35%، وفي الجزائر من 30 إلى 35%.

 

وتشير نماذج تغير المناخ إلى احتمالية نقصان المتوسط السنوي من كميات الأمطار، بنسبة 10% في غضون الخمسين سنة المقبلة، وستشهد كل من الجزائر و المغرب تقلصا، بنسبة 40% من إنتاجها من المحاصيل الجافة؛ وفضلا عن ذلك، ستشهد منطقة دلتا النيل خطر التعرض للغمر في أعقاب ارتفاع مستوى سطح البحر، بما يهدد قرابة ثلث الإنتاج الزراعي في مصر –بحسب دورية آفاق شمال أفريقيا- والتي تشير إلى أن الناس تستشعر آثار تغير المناخ بالفعل في المنطقة، والتي تتجلى في الإنتاج المتدني وإنخفاض الإيرادات من الزراعة.