الخناق يضيق على «خامنئي».. المرشد الأعلى يلجأ للتهديد ويلوح بتحريك ميليشيات بالخارج
الجمعة، 17 يناير 2020 05:25 م
المسؤولون الإيرانيون يستمرون في إطلاق وعيدهم ضد الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها، الأمر الذي يهدد بتصعيد التوتر في المنطقة مجددا.
وفي هذا الاطار قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، اليوم الجمعة، إن الحرس الثوري يمكن أن ينقل معركته خارج حدود إيران، في رد فعل على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في هجوم أمريكي والاضطرابات الداخلية بسبب إسقاط طائرة.
وفي أول خطبة جمعة يدلي بها منذ 8 سنوات، قال خامنئي لآلاف الإيرانيين الذين كانوا يهتفون "الموت لأمريكا" إن الدول الأوروبية "لا يمكن الوثوق بها".
وأضاف "يجب أن تستمر المقاومة حتى تتحرر المنطقة تماما من طغيان العدو" في إشارة إلى الولايات المتحدة مكررا مطالبته القوات الأمريكية بالانسحاب من العراق والشرق الأوسط.
تصريحات "خامنئي" فسرها محللون بأنها إشارة إلى ميليشياته وحلفائه في الخارج خاصة في اليمن والعراق ولبنان بالاستعداد لتوجيه ضربات جديدة للمصالح الأمريكية والغربية ما سيؤدي في النهاية إلى توتير الأجواء.
وجعلت إيران من دول عربية ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة ما أضر بمصلحة شعوب تلك الدول التي طالبت في مظاهرات بمواجهة التدخلات الايرانية.
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، أحد وحدات الحرس الثوري المسؤولة عن عمليات إيران في الخارج، في ضربة جوية بطائرة مسيرة في الثالث من يناير كانون الثاني. وأنشأ سليماني جماعات مسلحة تنحي الولايات المتحدة باللائمة عليها في هجمات على القوات الأميركية.
وردت إيران بضربات صاروخية على أهداف أميركية في العراق في الثامن من يناير، أسفرت عن وقوع إصابات لكن دون سقوط قتلى من القوات الأميركية.
وقال خامنئي إن القدرة على "توجيه الصفعة للقوة المتكبرة المتغطرسة تشير إلى القدرة الإلهية"، مضيفا أن اغتيال سليماني كشف عن "الطبيعة الإرهابية" لواشنطن.
وأضاف أن فيلق قوات القدس "مؤسسة إنسانية ذات حوافز إنسانية كبرى وواضحة" وتحمي الناس في أنحاء المنطقة. وقال "إنهم مقاتلون بلا حدود".
وفي أجواء التوتر التي أعقبت الضربات الصاروخية الإيرانية على أهداف أميركية، وفي وقت كانت القوات الإيرانية تتوقع فيه عمليات انتقامية أميركية، أسقطت دفاعات الحرس الثوري الجوية طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ.
واعترفت إيران بالخطأ بعد أيام من وقوعه، وهو ما أشعل شرارة احتجاجات في أنحاء البلاد قوبلت في بعض الأحيان بقمع عنيف.
ومن جانبه كتب "ترامب" تغريدات على موقع تويتر باللغتين الفارسية والإنجليزية لدعم المتظاهرين، وهو ما أثار رد فعل حادا من خامنئي.
وبدأ الخناق يضيق على المرشد الأعلى في إيران وعلى النظام مع تنامي الاحتجاجات في الداخل وكسر الإيرانيين لحاجز الخوف، حيث رفعت شعارات مناوئة لخامنئي ولقادة النظام وسط دعوات لرحيلهم وانهاء عقود من قبضة المؤسسة الدينية على الحكم.