«سيدة أسيوط تنذر بالخطر».. عودة إنفلونزا الخنازير
الخميس، 16 يناير 2020 11:30 ص
عادت إنفلونزا الخنازير أو الإنفلونزا الموسمية (H1N1)، تطُلّ برأسها من جديد، بعد وفاة أول حالة، (الأربعاء)، متأثرة بفيروس المرض، هذا الموسم في أسيوط.
وكانت «اعتدال.ر.ا»، 51 عاما، ربة منزل وفي العقد السادس من عمرها، قد لفظت أنفاسها الأخيرة بمستشفى الصدر بأسيوط، إثر إصابتها بمرض الإنفلونزا الموسمية (H1N1).
وكانت مديرية الصحة بأسيوط، قد تلقت إخطاراً من مستشفى الأمراض الصدرية، بوفاتها إثر إصابتها بمرض الإنفلونزا الموسمية، عقب دخولها العناية المركزة بـ6 ساعات، وكانت المتوفاه قد دخلت العناية المركزة، بمستشفي الإيمان العام، قبل وفاتها بتاريخ 4 يناير الجارى، وكانت تعاني من ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ وسعال، وبالفحص تبين إصابتها بالإنفلونزا الموسمية (H1N1)، وعلى الفور تم احتجازها بالعناية المركزة بالمستشفى لتلقي العلاج، ونتيجة تدهور حالتها الصحية، تم نقلها الى العناية المركزة بمستشفى الأمراض الصدرية، وتوفيت بعد 6 ساعات من دخول المستشفى.
انتشار الإنفلونزا الموسمية ومضاعفاتها
وكانت وزارة الصحة والسكان، قد أعلنت سلسلة من الإجراءات الوقائية الهامة، التى يجب اتباعها للحد من انتشار الإنفلونزا الموسمية ومضاعفاتها المختلفة، والتى تؤثر سلبا على الصحة العامة، وقالت وزارة الصحة والسكان، إنه يمكن الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا، من خلال الحفاظ على مسافة لا تقل عن 1 مترٍ بينك وبين الشخص المصاب بالأنفلونزا، مع الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر المستطاع.
وطالبت وزارة الصحة بالامتناع عن ملامسة الأنف والفم دون غسل اليدين، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة اليدين، عن طريق غسلهما بالماء الجاري والصابون أو فركهما بغسول الأيدي الكحولي، خصوصاً في حالة ملامسة الأنف والفم أو ملامسة الأسطح المحتمل تلوثها، وأكدت وزارة الصحة والسكان، توافر مصل الإنفلونزا بمكاتب الصحة لجميع المواطنين الكبار والصغار، وأكدت وزارة الصحة أنه لا صحة لنقص المصل، وشددت على توافر جميع الأمصال الطبية بكافة المستشفيات؛ وأن المخزون الاستراتيجي من مصل الإنفلونزا مُطمئن ويكفي لمدة 6 أشهر.
إنفلونزا الخنازير أم الإنفلونزا الموسمية
يُشير مصطلح إنفلونزا الخنازير أو«إنفلونزا (H1N1)»، إلى الإنفلونزا التي تُصيب الخنازير، ولكن في بعض الأحيان، تنقل الخنازير فيروسات الإنفلونزا إلى الأشخاص، كما يقول الدكتور محمد عبادى، الخبير بالثروات الحيوانية والداجنة، والذى أضاف أنه عادةً ما يكون العاملون بمزارع الخنازير أو الأطباء البيطريين هم أول الضحايا.
وفي أحيان أخرى، يَنْشُر الشخص المُصاب بإنفلونزا الخنازير هذه العدوى للآخرين، وفي ربيع عام (2009)، تعرَّف العلماء على سلالة مُعينة من إنفلونزا الخنازير، تُعرف باسم (H1N1). وفي الواقع، فإن هذا الفيروس مَزيج من الفيروسات الواردة من الخنازير والطيور والبشر، وخلال موسم الإنفلونزا لعام 2009-2010، أدَّى فيروس (H1N1) إلى إصابة الجهاز التنفُّسي البشري، بعدوى كان يُشار إليها عادةً باسم إنفلونزا الخنازير.
ولأن أعداداً هائلة من الناس أُصيبت بهذه العدوى في تلك السنة، فقد أَعْلَنَتْ منظمة الصحة العالمية، أن إنفلونزا فيروس (H1N1) تُعَدُّ وباءً عالميًّا، وفي أغسطس من عام 2010، أَعْلَنَتْ منظمة الصحة العالمية، عن انتهاء هذا الوباء العالمي، ومنذ ذلك الحين، قام العلماء بتغيير الطريقة التي يُسمُّون بها الفيروسات، ففيروس (H1N1) يُطلَق عليه الآن اسم (H1N1v.) ويُشير حرف الـ v إلى كلمة (variant)، وتَعنِي «التنوُّع»، وهذا يَعنى أن الفيروس عادةً ما ينتشر بين الحيوانات، ولكن تم اكتشافه في البشر منذ عام 2011، كما تمَّ اكتشاف فيروس آخر اسمه ((H3N2v، وينتشر بين البشر ويُسبب الإنفلونزا أيضا، وقد تمَّ تضمين لقاح للسلالتين، في لقاح الإنفلونزا لعام 2018-2019
أعراض المرض
كما أكد الدكتور «عبادى»، أن علامات وأعراض إنفلونزا الخنازير، تَتشابه مع أعراض الالتهابات التي تُسببها سلالات الإنفلونزا الأخرى، والتي يُمكن أن تشمل: الحمى لكن ليس بصفة دائمة، مثل القُشَعْريرة والسُّعال والتهاب الحلق وانسداد أو سيلان الأنف واحمرار ودموع العينين وآلام الجسم والصداع والإرهاق والإسهال والغثيان والقيء.
كما تَتطور أعراض الإنفلونزا من حوالي يوم إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة بالفيروس، ليس من الضروري زيارة الطبيب إذا كنت بصحة جيدة بشكل عام وتَتطور لديك علامات وأعراض الإنفلونزا، مثل الحمى والسعال وآلام الجسم. اتصلي بطبيبك، إذا كنت حاملًا وتشعرين بأعراض الإنفلونزا أو كان لديك مرض مزمن، مثل الربو أو تورم الرئة أو مرض السكري أو مرض القلب، حيث إن هناك خطورة متزايدة من حدوث مضاعفات من الإنفلونزا.
وزارة الزراعة مازالت تدرس وتتأكد
من ناحيتها، أكدت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السابق، أن إنفلونزا الخنازير هى الإنفلونزا الموسمية، ولكنها أصبحت إنفلونزا موسمية للبشر، بينما تساءل الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، قائلاً: من الذى أكد أنها (H1n1)، ووفقاً لتقارير وزارة الصحة والسكان في حينها.
فقد ظهر فيروس إنفلونزا الطيور في مصر لأول مرة عام 2006، وأودى بحياة أكثر من 60 شخصاً وقتها، وكبد البلاد خسائر تٌقدّر بمليارات الجنيهات، في قطاع الثروة الداجنة، وفي تقارير سابقة، قالت منظمة الأغذية والزراعة العالمية، «الفاو» إن فيروس (H5N1)، أدي إلي نفوق أكثر من 220 مليون طائر في السنوات الأولى من ظهوره، نتيجة للمرض أو لكونه قد تم القضاء عليه، في محاولة للحيلولة دون انتشار الفيروس.
وقد نفق هذا العدد من الطيور في 55 دولة وقتها، وهو مجموع الدول التي ظهر بها الفيروس، والغريب أن 18% من الطيور النافقة، حدث في مصر وحدها، حيث تم إعدام حوالي 40 مليون دجاجة وبطة، خلال العام الأول من ظهور المرض، في 17 فبراير عام 2006، وفى عام 2009 تحور المرض إلى (h1n1)، أو مايُعرف بانفلونزا الخنازير.
وقد شهدت مصر وقتها إعدام والتخلص من حوالى 300 ألف خنزير، نتيجة الخوف من انتشار وباء إنفلونزا الخنازير 2009، وكان عدد الخنازير، التي يتم تربيتها فى مصر، يقدر بـ 300 إلى 400 ألف، ويتم تربيتها في بعض الأحياء الشعبية والعشوائيات، وخاصة في مصر القديمة وحي الزبالين «جامعي القمامة»، حيث تأكل الخنازير نفايات عضوية مفروزة من القمامة، وفى فبراير عام 2014، أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن ارتفاع حالات الوفاة بسبب الإصابة بفيروس (H1N1)، المعروف سابقا بإنفلونزا الخنازير، إلى 24 حالة منذ ديسمبر 2013، وإصابة نحو 192 شخصا بالمرض.