أوهام أردوغان تتلاشى.. تركيا تعترف: الحل في ليبيا يبدأ من الجيش الوطني
السبت، 11 يناير 2020 03:53 ممحمد الشرقاوي
يبدو أن أوهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبخرت في ليبيا، درجة أنه استجدى الإدارة الروسية للتدخل لإقناع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بوقف إطلاق النار في ليبيا، في ظل تفاقم خسائر قواته في ليبيا.
أمس الجمعة، أعلنت مواقع تركية عن مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة ستة آخرين، كأول خسارة في قوات الغزو العثماني على ليبيا، من جملة القوات.
وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال إن بلاده تأمل من الجانب الروسي أن يقنع حفتر بوقف إطلاق النار، مضيفًا أنه لا مشكلة لدينا في مشاركة الجميع عندما يتعلق الأمر بالحل السياسي، وهذا يشمل حفتر أيضا، لكن عليه أولا الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا.
وكانت روسيا وتركيا دعتا مؤخرا أطراف الأزمة الليبية، إلى وقف الأعمال القتالية اعتبارا من منتصف ليل الأحد، الموافق 12 يناير الجاري، غير أن الجيش الليبي رفض تلك الدعوة، مؤكدا استمرار أعماله القتالية حتى تحرير بلاده من العناصر الإرهابية.
يقول مراقبون إن النداءات التركية جاءت بعد الخسارة الكبيرة التي تلقتها القوات التركية، بالنظر إلى حجم القوة المرسلة، وبالتالي يتبقى 26 جنديا تركيا من عدد 35 جنديا، وأن هذا الاستجداء يؤكد أن الإدارة التركية باتت توقن فشل الاتفاق الذي تم عقده مع حكومة الوفاق ورئيسها فائز السراج، أواخر العام المنقضي، إضافة لإيمانها بضرورة وجود الجيش الليبي في المعادلة.
وفي بيان للجيش الليبي الخميس الماضي، شدد المتحدث الرسمي اللواء أحمد المسماري، على أن قوات الجيش الليبي، ستستمر في حربها على المجموعات الإرهابية المصنّفة بقرارات من مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أنه لا سبيل لإقامة الدولة المدنية إلاّ بالقضاء التام عليها، مشيرًا إلى أن هذه المجموعات استولت على العاصمة طرابلس وتتلقى الدعم من بعض الدول والحكومات التي تزودها بمعدات عسكرية وذخائر وأسلحة مختلفة، فضلا عن الطائرات الهجومية المسيّرة، وتقوم بنقل أعداد كبيرة من الإرهابيين للقتال ضد الجيش الليبي.
وأضاف المسماري، أن الحديث عن عملية سياسية فاعلة تؤدي إلى تشكيل حكومة تمتلك الإرادة والقدرة على إنفاذ قراراتها في كل ربوع البلاد، غير ممكن قبل حلّ المليشيات ونزع أسلحتها، الذي أصبح مطلبا وطنيا ودوليا، بشكل يقود لتنفيذ ترتيبات أمنية في العاصمة تنتج مشهدا أمنيا يمكن معه الدخول في عملية سياسية.
الخسائر التركية تجاوزت القوات الرسمية، وطالت الميليشيات السورية التي تعمل في ليبيا، يفيد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 6 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا في ليبيا، بينهم 3 عناصر من «لواء المعتصم» و3 عناصر من «السلطان مراد»، فضلا عن مقتل عضو من فرقة المعتصم الموالية لتركيا، ووصول جثثهم إلى سوريا. المرصد قال إن تركيا وعدت ذوي هؤلاء القتلى بتعويض مالي كبير لمدة عامين، بالإضافة إلى مغريات أخرى لذوي القتلى.