متى تحولت ليبيا لكعكة؟.. السر وراء المحاولات التركية للتواجد في طرابلس
الخميس، 09 يناير 2020 12:00 مصابر عزت
قبل بضعة سنوات من الأن، كانت تركيا بعيدة كل البعد عن سياسة المنطقة، ذلك بالتحديد التي كانت تتوجه أنظار أنقرة تجاه الانضمام للاتحاد الأوروبي، إلا أن الوضع قد تغير، خاصة بعد أن تولى أردوغان زمام الأمور وأعلن عن عقيدته الراسخة، وارتدى حلته التي كان يحاول أن يخفيها خلف رداء العلمانية المزعوم.
فأردوغان الإخوان- أو خليفة الإخوان كما يقبونه- منذ أن بدأ يفقد الأمل في الانضمام للاتحاد الأوروبي، والتف حوله عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وكشل تحالف الدم الثلاثي، وبدأت مطامعه تتزايد، ظهر الشخص السيء بداخله، وبدأ يتعامل من منطلق «حامي الحمى أو الفتوى» يرغب في الحصول على موارد وأموال المنطق بزعم الحماية.
محاولة اختراق «أردوغان»- أو زعمه أن هذه هي النية التركية- ليبيا، يؤكد مطامع دكتاتور تركيا، ورغبته الاستعمارية في الحصول على موارد المنطقة، وأن يصبح الكبير في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن أزماته خلال الفترة الماضية تتفاقم يما تلو الأخر.
بالنظر سريعا إلى الخريطة الدولية، ومعرفة مكان تركيا وموقع ليبيا، وتحديد منطقة نفز «عصابات السراج»، تدرك جيدا أن المطمع لم لون يكون ليبيا، بل هي العداوى لمصر، ومحاولة التضيق الاقتصادي عليها. قبل بضعة أشهر كانت أزمة تركيا مع قبرص بدأت في التفاقم، وعلى الرغم من التدخل الأوروبي إلا أنه لم تحل.
ولا يزال أردوغان حتى الأن يقاوم ويرفض الانصياع للمطالب الدولية، بالابتعاد عن المياه القبرصية، وعدم التنقيب به عن الغاز، ولعل البعض يسأل وما دخل مصر بهذا، والواقع يؤكد أن أ{دوغان يرفض الاتفاقية الاقتصادية بين مصر وقبرص، والتي تنص على تسييل مصر الغاز، لقبرص.
وهو الأمر الذي دفع دكتاتور تركيا أن يحاول المشاركة، واخذ جزء عنوة، إلا أن الرفض دفع «أردوغان»، للتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية القبرصية، وربما يعتقد الرئيس التركي، أن تواجده في ليبيا، قد يمنحه أفضلية وسيطرة على البحر المتوسط، بل ويجعله واصي على قبرص وموارده الاقتصادية. بل ويمح أيضا صك القوى والنفوذ الذي يجعله يتفوق على مصر.
إلا أن التاريخ الاستعماري لأنقرة، والدعم والتعاون بين أردوغان وجماعة الإخوان، والميليشيات المسلحة، جعلها تتذيل قائمة الدول التي قد تلجأ لها دول الجوار- المنطقة العربية- فعلى الرغم من توغلها العسكري في العديد من الدول العربية إلا أن توغل استعماري يواجه من الداخل، ولعل أبرزها سوريا، التي ترفض التعاون التركي، ونظمت العديد من حملات المقاطعة بهدف إيصال رسالة مفادها رفض الدعم والتعاون التركي.
اقرأ أيضًا: