مسرحية "عبدالمهدي" على خشبة العراق.. أخفى علمه بضربة القواعد الأمريكية ثم خرج منددا
الخميس، 09 يناير 2020 10:23 صطلال رسلان
لم يغب اسم رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي عن الأزمات المشتعلة في البلد العربي، ولم تخلُ سمعته من اتهامات طالته بالتواطؤ لصالح أطراف تعمل على وأد التظاهرات العراقية التي انطلقت من شهور تطالب بحرب واسعة على الفساد وإعادة العراق إلى العراقيين، وسقط خلالها مئات الضحايا وآلاف الجرحي.
مواقف عادل عبد المهدي ضد التظاهرات من ناحية التي انتهت برحليه بعد ضغط جماهيري، وتصريحاته التي حابت إلى خدمة صالح أسماء محسوبة على إيران، وضعته دائما في مسار الشكوك.
بعد تقديم عادل عبد المهدي استقالته من رئاسة الحكومة العراقية وأصبح إلى حد ما خارج اللعبة السياسية إلا من تكليف بتسيير الأعمال، لم تتبدل المواقف إذا تعلق الأمر بالسيادة الإيرانية على أرض العراق.
لم يمر وقت كبير على الضربة الأمريكية التي أسقطت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ومعه قيادات من الحشد الشعبي، حتى سارع عادل عبد المهدي في الحديث عن انتهاك سيادة العراق وإدانة الضربة الأمريكية على اعتبار أنها تمت دون معرفة العراقيين، وبالطبع ظهر بعدها سليماني معزيا في رحيل رجل إيران القوي بالعراق.
لم يكن موقف عبد المهدي ومعه المسؤولون العراقيون، بعد الرد الإيراني بعدد من الصواريخ على قوات أمريكية في قواعد عراقية، غريبا على الأوساط السياسية، حيث صمت مطبق على كافة المستويات، لم تنطق أية جهة عراقية ببيان يتحدث عن سيادة العراق وأمن شعبها، قبل مرور نحو 24 ساعة كاملة، على نقيض ما حدث أعقاب استهداف قاسم سليماني تبارى مسؤولون عراقيون وبرلمانيون على رأسهم رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بالحديث عن أن الضربة التي تبنتها أمريكا بإشارة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق انتهاك لسيادة الدولة العراقية على أراضيها.
على استحياء خرج عبد المهدي من جانبه مدينا ومشجبا لانتهاك سيادة العراق بعد الصواريخ الإيرانية، ودافعا إلى مساعي وكلاء إيران في إخراج القوات الأجنبية من أراضي العراق نهائيا.
المفاجأة المدوية التي تحدثت عنها تقارير قنوات أمريكية، أبرزها الحرة، في أن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي أكد أن طهران أبلغته مسبقا باستهداف قواعد للجيش العراقي تستضيف قوات أمريكية قبل إطلاق الصواريخ الأخيرة.
أثارت تصريحات عبد المهدي علامات استفهام وتساؤلات من قبيل لماذا لم يبلغ عبد المهدي قيادة القوات المشتركة العراقية بنية طهران في استهداف قواعد على أرض العراق، ولماذا يتحدث عن انتهاك سيادة العراق إذا كان يعلم الضربات مسبقا ولم يحرك ساكنا وفقا للتقارير الإعلامية المنشورة، لماذا صمت عادل عبد المهدي عن قتل المتظاهرين وتورط أطراف وأسماء محسوبة على إيران، ولخدمة من وبأي مقابل خبأ معلومة استهداف القوات الأمريكية؟.. مواقف عبد المهدي جعلته شخصية الشك الأولى في العراق ولم تترك الاتهامات ساحته ليظل قائد مسرحية أخرى على خشبة العراق الذي تحول إلى ساحة صراع يدفع العراقيون ثمنها.