كيف لقنت الدبلوماسية المصرية «أردوغان» درسًا قاسيًا في ليبيا؟
الخميس، 09 يناير 2020 01:00 م
تتسارع التطورات فى الجارة ليبيا بشكل مقلق، ففى أعقاب توقيع حكومة الوفاق غير المعترف بها من قبل مجلس النواب الليبى، مذكرتىّ تفاهم (أحدهما بحرية والأخرى أمنية) مع تركيا- أردوغان، تثبت الأنباء الواردة من هناك فتح تركيا الباب على مصراعيه لانضمام الإرهابين الهاربين من سوريا إلى ليبيا ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمصر، ما دفع الدبلوماسية المصرية إلى استخدام أدواتها من أجل وقف العبث التركي في ليبيا.
ووضع تسريع مجلس النواب التركى إجراءاته من أجل تمرير مذكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا، المنطقة بأكملها على فوهة بركان، ما تطلب من الخارجية المصرية عقد اجتماعات ولقاءات سريعة من أجل رفض التدخل التركي السافر في الشأن الليبي.
وبالأمس استضافت وزارة الخارجية اجتماعًا رباعىًا بالقاهرة بحضور وزراء خارجية مصر وفرنسا وقبرص واليونان أكد على أن توقيع مذكرتيّ التفاهم بين تركيا وفائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي في نوفمبر يشكل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي، كما أكد الوزراء أن تلك المذكرات قد أدت إلى المزيد من التقويض للاستقرار الإقليمي، وأن كليهما يعتبر لاغياً وباطلاً.
الاجتماع الوزاري في مصر كشف عن تحرك دولي كبير للتصدي للتدخلات التركية رافضًا أي تصعيد من جانب أنقرة في منطقة شرق المتوسط، حيث نص البيان الختامي للاجتماع التنسيقى لكل من وزراء خارجية مصر وفرنسا وقبرص واليونان بشأن ليبيا والتطورات المتسارعة فى منطقة شرق المتوسط، منذ قليل باللغة الإنجليزية.
واتفق الوزراء على عقد اجتماع هم القادم فى مدينة كريت اليونانية، سيحدد معاده لاحقا وشدد الوزراء على الطبيعة الإستراتيجية التى تجمع بين العلاقات بين دولهم، وفقا للروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية، مع الالتزام بشكل وثيق بأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مع التأكيد علي أن العلاقات تؤسس لقواعد قوية للتعاون فى مجالات مختلفة.
وأكد الاجتماع الوزراي على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين فرنسا ومصر واليونان وقبرص نظراً للروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية، بما يتماشى بشكل تام ويحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، حيث تشكل تلك العلاقة أساسًا قويًا للتعاون في مجالات عديدة، وأعاد الوزراء التأكيد على عزمهم لبذل المزيد من الجهود المشتركة لمواجهة التحديات المتزايدة في منطقة شرق المتوسط، وفي مقدمتها الصراع المسلح والإرهاب والهجرة غير النظامية.
وبشأن مذكرة التفاهم التركية - الليبية في مجال ترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، قال المجتمعون إنها تنتهك الحقوق السيادية للدول الأخرى، ولا تتوافق مع قانون البحار ولا يمكن أن تُحدث أي آثار قانونية، كما أعاد الوزراء التأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول وحقوقها السيادية في مناطقها البحرية بالبحر المتوسط، وأدان الوزراء بشدة الأعمال التركية المستمرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ومياهها الإقليمية، ودعوا تركيا إلى الوقف الفوري لجميع أنشطة الاستكشاف غير القانونية.
كما أعادت مصر وفرنسا وقبرص واليونان الحديث عن المذكرة الأمنية وأكدوا أن أي قرار بإرسال قوات إلى ليبيا انتهاكًا خطيرًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2259 وغيره من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، وتهديدًا للأمن والاستقرار الإقليميين، ودعوا إلى خفض فوري للتصعيد، كما عبروا عن قلقهم العميق إزاء انتهاكات تركيا الأخيرة للقانون الدولي في شرق المتوسط، وقال البيان "ويتوقع الوزراء أن تتصرف تركيا بشكل مسؤول، كما أكدوا على ضرورة تعاون دول حوض المتوسط بحسن نية وبشكل بَنّاء لضمان أمن واستقرار المتوسط على أساس القانون الدولي".