«المينتاليتي ساعة يروح وساعة ييجي»..كيف شوه صلاح صورة المصريين بغيابه عن حفل الكاف بالغردقة؟

في نفس هذا التوقيت من العام الماضي، كان المصريون على بكرة أبيهم عالقة أنظارهم بشاشات التليفزيون في انتظار إعلان تتويج ابنهم ومحبوبهم محمد صلاح، جناح نادي ليفربول كأفضل لاعب إفريقي لعام 2019.

تنافس «صلاح» على هذه الجائزة مع زميله في ليفربول  ساديو ماني، الذي كانت بلاده تستضيف الحفل، وعلى الرغم من قسوة المشهد ومرارة الخسارة للقب  على أرضك ووسط جماهيرك وأقاربك، إلا أن ماني كان حريصاً على ألا يغيب عنه، ولم يفكر للحظة واحدة في عدم حضور الحفل، على الرغم من أن الأمر كان محسوماً مسبقاً للمصري محمد صلاح.

وضع «ماني» في حساباته مصلحة بلده قبل أي مصلحة شخصية له، لم ينظر إلا لغيابه عن حفل كبير تستضيفه بلده ويحتاج لحضور كل الشخصيات الشهيرة، وتأثير ذلك الغياب السيء على حجم الاحتفاء الدولي بالحفل، وكيف سيؤثر عدم حضوره في نفوس أقاربه وأبناء بلدته، الذين يحتفون به في الخسارة قبل المكسب.

فكر «ماني» فيما لم يفكر فيه «صلاح»، الذي تأكد غيابه عن حفل الكاف لجوائز الأفضل في إفريقيا، والذي تستضيفه مصر للمرة الثانية، بعد انطلاقه منذ 27 عاماً.

آثر «صلاح» ألا يمنح ماني فرصة اغتنام الجائزة والعودة بها إلى السنغال من أرض الغردقة، تكبر على ألا يشاهد جائزته المفضلة تسحب من أمام عينه ووسط جيرانه وأقاربه وأصدقائه وأبناء بلده، تخلى عن كل معاني وتقاليد الروح الرياضية والمنافسة الشريفة، متكتماً على أسباب اعتذاره، التي لا تحتاج إلى فطنة لاستنباط أن السبب يكمن في تأكد خسارته للجائزة.

«صلاح» الذي يفتخر بامتلاكه «مينتاليتي» تفوق «مينتاليتي» عامة المصريين، لم ينظر بعين الرأفة إلى تأثير حضوره على قيمة الحفل ومردود ذلك على صورة مصر دولياً.

المحزن لكثير من المصريين، أن صلاح حضر خلال الأشهر الماضية، حفلات تكريم أقل بكثير جداً من حفل الكاف، وروج صلاح لتلك الحفلات بما نشره من صور وفيديوهات، عبر صفحته على موقع الصور الشهيرة «انستجرام».

ألا تستحق مصر من صلاح حضوراً كذلك يعقبه ترويج للحفل بكافة الأشكال، هذا إن أحسنا الظنا بالشاب الصغير، ولكن هناك من ذهب إلى أن رفص صلاح الحضور، كان بمثابة ضغط على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ومنظمي الحفل في مصر، لتعديل مسار الجائزة من السنغالي ماني إليه، كشرط أساسي للحضور.

شارك محمد صلاح بغيابه عن حفل الكاف في تشويه صورة المصريين، ووصمهم بانعدام الروح الرياضية، مثلما قال الصحفي السنغالي الرياضي، عبد الله دياو، الذي هاجم قرار محمد صلاح، بعدم  حضوره للحفل الذي يقام في بلاده للمرة الثانية بعد عام 2010.

تحدث دياو عن الأمر من خلال حواره مع إذاعة "RFM" السنغالية، وقال: «شعرت بالقشعريرة عندما سمعت أن محمد صلاح لن يحضر الحفل».

وتابع: «يجب على المصريين المتواجدين في الاتحاد الإفريقي ألا يقبلوا بمثل هذا القرار، عليهم إجباره على حضور هذا الحفل، سيرتكب محمد صلاح فعلًا بغيضًا يندم عليه لبقية حياته المهنية، في العام الماضي، كان ساديو يعرف مسبقًا بأن محمد صلاح هو من سيتوج بالجائزة، ومع ذلك حضر إلى السنغال للتواجد في الحفل، لذلك إذا كان محمد صلاح يعلم هو الآخر أن ماني هو من سيتوج باللقب هذا العام، وقرر عدم الحضور، فسيكون ذلك تصرف سيء منه».

يذكر أن الحفل يقام غدًا الثلاثاء، في مدينة الغردقة، ويتنافس على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا كل من محمد صلاح، ساديو ماني ورياض محرز.