«اللي تحسبه موسى يطلع فرعون».. نيرمين وفارس قصة حب انتهت في محكمة الأسرة
الإثنين، 06 يناير 2020 04:00 صمنال عبداللطيف
على أبواب محكمة الأسرة، بـ«الزنانيري»، توقفت سيدة عشرينية، يبدو من هيئتها أنها سيدة ذات شأن مهم، تقدمت بضع خطوات إلى أن وصلت إلى السلالم المؤدية إلى قاعة المحكمة، ثم توقفت قليلاً، وكأنها تستعرض شريط ذكريات حياتها بحثا عن شيء يجعلها تعدل عن قرارها.
السيدة العشرينية: «نرمين.ح»- تبلغ من العمر 26 عاما وتعمل طبيبة- اتكأت على إحدى الأعمدة بالمحكمة والتي تتوسط باب المحكمة، انتظرت دورها، حتى دخلت القاعة، في حالة شرود، وفي بداية كلماتها، أكدت أنها تبحث عما يجعلها تعدل عن قرار الخلع عن زوجها «فارس.ص» طبيب أمراض النساء، صاحب العقد الثالث.
وبدأت السيدة الشاردة، التي يخفي صدرها العديد من التساؤلات والكلمات، تروي قصتها أما القضاء، قائلة: «أخاف لو سكت دلوقتي، لما أكبر ربنا يرد لي اللي سكت عليه»، واستكملت: «تزوجت (فارس) عن حب، فقد كنا زملاء في الجامعة، وعلى الرغم من كونه يسبقني بنحو دفعتين أو أكثر إلا أنه كان مثال للاحترام والأدب».
«لم تستمر علاقة الصداقة كثيرا، فتقدم لخطبتي، وتزوجنا مبكرا، حتى رزقنا الله بطفل.. (فارس) كان يراعي مشاعر والديه لم أره في يوم ينهرهما أو يتعامل معهم بطريقة غير لائقة.. حتى وأن صادفتني بعض المواقف التي لا تعجبني، كان ينهيني عن الشكوى»، تتابع «نرمين».
وتضيف الزوجة المكلومة: «ربما كان دفاع فارس عن والديه وحبه لهما وكلمته المعتادة دائما: (لازم نستحمل وربنا هيجزينا عنهم خير، تخيلي عيالك لما يكبروا وشوفي عايراهم يعملوكي أزاي وعلى الأساس ده عملي أهلي وأهلك) هي الدافع في أن احترمه وأتعلق به أكثر فأكثر، إلى أن ظهر الوحش القابع بين جنبات جسد (فارس- الطبيب صاحب القلب الطيب)، وهنا بدأت أدرك كم كنت أجهل حقيقة الشخص الذي تعايشت معه، وحينما واجهته رفض أن يعترف بغلطه، وكأنني أتحدث إلى شخص أخر، وهنا تذكرت كلماته وخفت على حياتي أن تتحول».. تستكمل السيدة العشرينية.
تسكت بضع لحظات، حتى تستجمع قواها مرة أخرى، ثم تنظر إلى زوجها في عينيه، وهي تذرف الدموع دون توقف، ثم تقوله له: «أنت ابن عاق».. وتستكمل حديثها إلى القاضي: «في إحدى الليالي كنا عند والديه، وكانت هناك مشكلة مادية تخص (فارس وأشقائه ووالدهم) وبعد مناقشة طويلة بدأ الصدام يحتدم».
تستجمع السيدة العشرينية، قوتها، ثم تستكمل الحديث: «وجدت (فارس) ينهر والده بشده، ثم تعدى عليه بالسب والضرب، وهو ما جعلني أتوجس منه خيفة، ثم اقتربت منه رويدا رويدا، عله يهدأ وبدأت أذكرة بكلماته، إلا أنه نهرني بشدة، ورفع يده مرة أخرى على والده».
تتابع «نرمين»: «في تلك الليلة، أدركت أنني كنت أعيش مع شخص آخر، يدعي كذبا سلوكا، وينتهج الآخر، وتذكرت كلماته التي كانت بمثابة إنذار يؤكد أنني يجب أن أحافظ على أبنائي وانفصل عنه، حتى لا يأتي اليوم الذي ينهرني فيه أبناء ويلقنوني الصفعات».
تستكمل السيدة العشرينية المكلومة حديثها قائلة: «سيدي القاضي، لقد حاولت مع زوجي الطبيب الانفصال بشكل عقلاني إلا أنه رفض، واتهمني بأنني أحب والده أكثر منه، لذلك قررت أن ألجأ للقضاء حتى يفصل بيني وبينه، ويهبني الحرية، من قفص تنتهك فيه حرية الآباء، ويعاملهم الأطفال بسوء».