رحلة جثمان قاسم سليماني.. 8 محطات قبل أن يصل إلى «مقبرة الشهداء» بمدينة كرمان الإيرانية
الأحد، 05 يناير 2020 05:00 م
أوصى القائد العسكري الراحل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بأن يدفن جثمانه في محافظة كرمان، جنوب شرق إيران، غير أن الجثمان سيمر بـ 8 محطات قبل أن يوارى الثرى الثلاثاء المقبل.
تقول وسائل إعلام إيرانية، إن المرحلة الأولى لجثمان سليماني بدأت السبت، حيث شيع العراق نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقى أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى و5 من رفقائهما فى جنازة رسمية وشعبية بمشاركة المسئولين فى وسط بغداد السبت، بحضور رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدي وقادة الحشد الشعبى.
ونقلت نعوش العراقيين إلى الكاظمية على سيارات بيك-آب رفعت عليها أعلام عراقية، وسارت بين الحشد، ورفعت على السيارات التي تنقل القتلى الإيرانيين أعلام إيرانية، بينما رفع عدد من المشاركين في الحشد صورا للمرشد الإيراني علي خامنئي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ويلي التشيع الرسمي آخر شعبى من بوابة المنطقة الخضراء باتجاه الجادرية، دعت لها هيئة الحشد الشعبي العراقية، فى كل من النجف وكربلاء، التى يكن لها الشيعة مشاعر خاصة وتعد أحد أهم المدن المُقدّسة لديهم وذلك لوجود ضريح الإمام الحسين.
ويصل الجثمان اليوم الأحد مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران، كونها المدينة التى ظل يحارب على جبهتها فى الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وستقام مراسم جنائزية وتشييع رسمى الساعة 7 صباحا فى ميدان مولوى وشارع سلمان الفارسي، وفي اليوم نفسه، ستجرى مراسم تشييع لسليمانى فى مدينة مشهد فى ميدان «15 خراداد»، بعدها يصل جثمانه إلى العاصمة طهران، وبحسب مسئولين إيرانيين سوف يعطل بازار طهران، وستقام مراسم فى مصلى طهران الكبير.
ويوم الاثنين المقبل يصلى على جثمان سليماني في الساعة 8 صباحا في جامعة طهران، وبعدها ستقام مراسم تشييع الجنازة وتنطلق من مسجد جامعة طهران نحو ميدان آزادى. وتصل فى اليوم نفسه جنازته إلى مدينة قم المقدسة لدى الشعية حيث بها الحوزات الدينية التى يدرس بها الشيعة وبها حرم ابنة الإمام جعفر الكاظم، الإمام السابع لدى الشيعة الإثنى عشرية، وفى مدينة قم ستقام مراسم في حرم فاطمة بنت موسى الكاظم.
ويدفن سليماني في مسقط رأسه في مدفن الشهداء، بحسب وصية خطية منسوبة له نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية، كتبها إلى زوجته، أكد فيها على دفنه في مزار الشهداء في مدينة كرمان مسقط رأسه. وكتب فيها: «زوجتى حددت مكان قبري في مزار شهداء كرمان، ومحمود يعرف (نجله)، على أن يكون قبري بسيط مثل قبور أصدقائى الشهداء، واكتبوا عليه هذه الكلمات (الجندى قاسم سليمانى) وليس أي عبارات أخرى».
وبدأ سليمانى حياته العسكرية فى عام 1980 عندما انضم إلى الجيش الإيرانى فى مسقط رأسه بمحافظة كرمان، ثم أرسل إلى الحدود الأفغانية لمكافحة تهريب المخدرات فى بداية الحرب مع العراق، وعقب انضمامه للحرس الثورى بعد تأسيسه من قبل الخمينى قائد الثورة، شارك فى معظم العمليات العسكرية طوال حرب الثمانى سنوات (الحرب العراقية-الايرانية)، وفى عام 1989 عين قائدا لـ فيلق القدس، وجعل من هذا الفيلق ورقة ضغط إيرانية على الخارج وذراع لمد النفوذ.
وفى عام 2007 وصفه المرشد الأعلى بأنه «شهيد حى»، بعد أن اتهمه قادة الحرب الأمريكية فى العراق بأنه يمرر مجموعة من الأسلحة المتطورة إلى الميليشيات العراقية المسلحة، واعتبرته وزارة الخارجية الأمريكية وعام 2008 اتهمته الولايات المتحدة بشكل مباشر بتدريب ميليشيات شيعية لمحاربة قوات التحالف الدولى فى العراق، واتهمته إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات ضد إسرائيليين فى صيف 2012.
وانخرط سليمانى فى المعارك بسوريا والعراق، وظهر سليمانى للمرة الأولى بجوار الجيش العراقى فى حربه على داعش أواخر عام 2014. وفى ديسمبر 2017 كشفت مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مايك بومبيو آنذاك عن رسالة أرسلها له وقال إنه قام بإرسال رسالة للجنرال قاسم سليمانى والقادة الإيرانيين للتعبير عن قلقه بشأن سلوك إيران.