من يحضر بغرفة الإعدام مع المتهم القبطى؟
السبت، 04 يناير 2020 12:00 م
مسألة تنفيذ عقوبة الإعدام من المسائل المهمة من الناحية القانونية والعملية، حيث إن هناك العديد من الإجراءات التى يجب اتباعها عند تنفيذ العقوبة، حيث يكون المشهد يكون أقرب لمنصة الإعدام التى يتدلى منها حبل متين ذى عقدة متينه مميزة بينما يتحكم فيه شخص يظهرعادة مفتول العضلات والشوارب يُطلق عليه "عشماوى"، على رقبة المحكوم عليه، وذلك إيذانًا منه بتنفيذ عقوبة القصاص بالإعدام.. وتلك هى الصورة التى تتناقلها الدراما والسينما المصرية فى تصوير عمليات الإعدام وهى بالفعل صورة شبه حقيقية لعملية تنفيذ عقوبة الإعدام.
وفى الحقيقة فإن الإعدام كعقوبة جنائية لم تكن وليدة العصور الحديثة إذ يعد القتل أقدم جريمة عرفها التاريخ البشرى منذ أن قتل قابيل هابيل، وبذلك ارتبطت الجريمة بوجود البشر حيثما وجدوا حيث اعتبرت ظاهرة طبيعية لأنها تتلازم مع الحياة، ففى العهود القديمة كان الهدف من عقوبة الإعدام هو تخليص المجتمع من العنصر المخل بالنظام، واعتبرت أقسى عقوبة لأنها تقتضى استئصال المجرم نهائياَ من عداد أفراد المجتمع.
من يحضر بغرفة الإعدام مع المتهم القبطى؟
فى التقرير التالي، نلقى الضوء على إشكالية أصبحت مثار جدل واسع بين المتابعين لعملية تنفيذ عقوبة الإعدام ألا وهى من يحضر بغرفة الإعدام مع المتهم القبطى؟، حيث إن الجميع يعلم جيداَ أن المتهم المسلم يحضر معه فى غرفة الإعدام قبل تنفيذ العقوبة شيخ أزهرى معمم لتلقينه الشهادة والتأكد من رغبته فى الحديث عن شىء أو وصية بعينها، ولكن السؤال من يحضر مع القبطى؟ وهل يجيز القانون المصرى حضور قسيس مع المتهم – بحسب الخبير القانونى والمحامى بالنقض ميلاد إسحاق.
فى البداية - هناك حزمة من الأسئلة تدور فى أذهان المتابعين لمثل هذه الوقائع المتعلقة بتنفيذ عقوبة الإعدام التى تعرف من الناحية القانونية والإجرائية بأنه عقوبة الموت أو تنفيذ حكم الإعدام بأنه قتل شخص بإجراء قضائى من أجل العقاب أو الردع العام والمنع حيث تعرف الجرائم التى تؤدى إلى هذه العقوبة بجرائم الإعدام أو جنايات الإعدام، ويدخل ضمن هذه الأسئلة من يحضر بغرفة الإعدام مع المتهم القبطي؟ وأيضاَ كيف يتم تنفيذ حكم الاعدام ومن المسئول عن التنفيذ ومكان التنفيذ والمدة الزمنية المحددة، وهل هناك مراقبة قانونية لتنفيذ الحكم؟ وغيرها من الأسئلة فى مثل هذه الحالات – وفقا لـ"إسحاق".
ضرورة حضور رجل دين مسيحى
من المقرر من الناحية القانونية حضور رجل دين مسيحي – كلا حسب كنيسته - مع المتهم أثناء تنفيذ عقوبة الإعدام وأحد أقاربه ومحاميه ومسألة حضور محاميه ليس شرطاَ، فضلا عن ممثل النيابة العامة ورجل الداخلية لكن لابد من القسيس لأخذ أى اعتراف من المتهم ليس اعترافاَ جنائياَ ولكن اعتراف ذنوب أو التزامات، والمشرع المصرى فرض لعدد من الجرائم عقوبات معينة تقلل من وقوعها، وهذه الجرائم ترجع إلى الجناية على النفس والمال والعرض والنسب والعقل والدين والنظام العام، فالجناية على النفس تكون بالقتل أو إتلاف عضو منها.
وقانون الإجراءات الجناية مادة 472 حددت تلك الأمور، حيث نصت على: "لأقارب المحكوم عليه بالإعدام أن يقابلوه في اليوم الذي يعين لتنفيذ الحكم، على أن يكون ذلك بعيدا عن محل التنفيذ، وإذا كانت ديانة المحكوم عليه تفرض عليه الاعتراف أو غيره من الفروض الدينية قبل الموت، وجب إجراء التسهيلات اللازمة لتمكين أحد رجال الدين من مقابلته – الكلام لـ"إسحاق".
إجراءات وخطوات تنفيذ عقوبة الإعدام
عملية تنفيذ عقوبة الإعدام له إجراءات خاصة، يتوجب على وكيل النائب العام الذى سيحضرها اتباعها والتأكد من تنفيذها، فبعد أن يصدق الرئيس على حكم الإعدام يتم إيداع المحكوم عليه بالإعدام في السجن -انفرادى- بناء على أمر تصدره النيابة العامة، ويكون السجين مرتديا للبدلة الحمراء إلى أن ينفذ الحكم فيه، على أن يتم السماح للمحكوم عليه بالإعدام بأداء فروض دينه وتسهيل هذه الإجراءات له حيث يلتقيه أحد رجال الدين، كما يجوز له مقابلة أقاربه فى نفس يوم الحكم، ولكن في مكان بعيد عن مكان التنفيذ، وينفذ الحكم إذا لم يصدر الأمر بالعفو أو بإبدال العقوبة في ظرف أربعة عشر يوما.
قانون الإجراءات الجنائية حدد إجراءات محددة في تنفيذ حكم الإعدام أهمها الالتزام بالسرية في سائر المكاتبات المتصلة بإجراءات تنفيذ الحكم، والحرص على إرسالها سريًا بالبريد المسجل، حتى لا يؤثر ذلك على نفسية المحكوم عليه ما قد يؤثر على حياته، وتنفذ عقوبة الإعدام داخل السجن، أو في مكان أخر مستور، بناء على طلب من النائب العام.
ونصوص مواد القانون المتعلقة بتنفيذ حكم الإعدام نصت على التالى:
مادة 471:
يودع المحكوم عليه بالإعدام في السجن بناء على أمر تصدره النيابة العامة على النموذج الذي يقرره وزير العدل إلى أن ينفذ فيه الحكم.
مادة 472:
لأقارب المحكوم عليه بالإعدام أن يقابلوه في اليوم الذي يعين لتنفيذ الحكم، على أن يكون ذلك بعيدا عن محل التنفيذ.
وإذا كانت ديانة المحكوم عليه تفرض عليه الاعتراف أو غيره من الفروض الدينية قبل الموت، وجب إجراء التسهيلات اللازمة لتمكين أحد رجال الدين من مقابلته.
تنفذ عقوبة الإعدام داخل السجن، أو في مكان آخر مستور، بناء على طلب من النائب العام يبين فيه استيفاء الإجراءات المنصوص عليها فى المادة 470
.
مادة 474:
يجب أن يكون تنفيذ عقوبة الإعدام بحضور أحد وكلاء النائب العام ومأمور السجن وطبيب السجن أو طبيب آخر تندبه النيابة العامة ولا يجوز لغير من ذكر أن يحضروا التنفيذ إلا بإذن خاص من النيابة العامة ويجب دائما أن يؤذن للمدافع عن المحكوم عليه بالحضور.
ويجب أن يتلى من الحكم الصادر بالإعدام منطوقه والتهمة المحكوم من أجلها على المحكوم عليه، وذلك في مكان التنفيذ بمسمع من الحاضرين وإذا رغب المحكوم عليه في أداء أقواله، حرر وكيل النائب العام محضرا بها، وعند تمام التنفيذ يحرر وكيل النائب العام محضرا بذلك، ويثبت فيه شهادة الطبيب بالوفاة وساعة حصولها.
وقف تنفيذ عقوبة الإعدام فى الأعياد
مادة 475:
لا يجوز تنفيذ عقوبة الإعدام في أيام الأعياد الرسمية أو الأعياد الخاصة بديانة المحكوم عليه.
وقف تنفيذ عقوبة الإعدام على السيدة الحبلى.
مادة 476:
يوقف تنفيذ عقوبة الإعدام على السيدة الحبلى وإلى شهرين من وضعها، ويتم وقف تنفيذ حكم الإعدام في حالة تبين وضعها لطفل "حي" وتخفيفه للمؤبد.
الحكومة تدفن المعدوم على نفقتها
مادة 477: تدفن الحكومة على نفقتها جثة من يحكم عليه بالإعدام ما لم يكن له أقارب يطلبون القيام بذلك، ويجب أن يكون الدفن بغير احتفال ما.
تنكيس السجن بالعلم الأسود
ويُضيف "إسحاق" - أنه من المتعارف عليه في مثل تلك الأمور والقضايا وتنفيذ أحكام الاعدام ينكس علم السجن باللون الأسود لمدة ثلاثة أيام بدءً من يوم التنفيذ باعتبارها روح قد فارقت الحياة.